أيُّ خطر تواجهه إيران بعد الأحواز
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

أيُّ خطر تواجهه إيران بعد الأحواز؟

أيُّ خطر تواجهه إيران بعد الأحواز؟

 لبنان اليوم -

أيُّ خطر تواجهه إيران بعد الأحواز

بقلم - هدى الحسيني

ما وقع في الأحواز (عربستان) صدم القيادة الإيرانية بكل تأكيد. لكن حتى الآن لا نعرف ما إذا كان حادثاً فردياً على خلفية خطيرة، أو أنه سيتكرر وينتشر. إن خطورته تكمن في كونه وقع بعد نجاحات أميركية وفشل إيراني على المستوى الواسع؛ إذ نرى كثيراً من الشركات الأوروبية والدولية وهي تغادر إيران، التزاماً منها بالعقوبات الأميركية، كما أننا اقتربنا من موعد الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث العقوبات الأميركية الحقيقية ستبدأ بالفعل، فإذا مزجنا كل هذا مع ما وقع يوم السبت الماضي، فإن العملية تصبح أكثر جدية.
صحيح أن الفاعلين إيرانيون، لكنّ إيران تعاملت مع المعارضة الإيرانية وعلى مستويات مختلفة، بطريقة فعالة. عام 2009 ما حدث كان أخطر ما تعرض له النظام الإيراني حتى اليوم، ونجح النظام في احتوائه. لذلك يجب ألا نقفز إلى النتيجة بأن الإيرانيين لا يستطيعون التعامل معه. لكنْ مقارنةً بعام 2009 فإن الوضع الإيراني العام الآن هو أسوأ بكثير، والسبب الأساسي لهذا أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما ذهب، فأفضل خدمة قُدمت للملالي في إيران كان أوباما. ليس لأنه أُعجب بهم، بل لأنه كانت تنقصه وبشدة معرفةٌ بالشرق الأوسط وبالعالم، ولهذا، عملياً هو دَعَم النظام الإيراني، ليس إعجاباً بآيديولوجيته، بل بسبب جهله أخطار إيران.
يقول محدِّثي، هناك عدة عناصر تجعل الوضع الإيراني مختلفاً الآن:
الأول- هو أن الولايات المتحدة، رسمياً وجدياً وعلنياً تَعتبر إيران العدو الأول لها في المنطقة. وهي لا تركز على حالة إيرانية واحدة بل على مجموع ما ترتكبه إيران: المسألة النووية، وزعزعة الأنظمة في المنطقة، ودعم أميركا لإسرائيل وعملياتها في سوريا ضد المنشآت العسكرية الإيرانية، والاعتراف بأن إيران قوة الإرهاب الأولى في العالم، والدولة الوحيدة التي لديها بنية تحتية للإرهاب العالمي. وعندما تعترف بأن لديك عدواً، فهذا عنصر مهم جداً.
الثاني- المشكلات الاقتصادية تتصاعد. بدأت بسوء إدارة الاقتصاد من قبل النظام الإيراني، واستمرت باعتماد النظام كلياً على النفط فقط، لم ينوع صادراته، وكان أوباما قد أعطى النظام رخصة لتطوير النفط، والتكنولوجيا التي لا يملكها الإيرانيون، من أجل زيادة الإنتاج. الآن كل هذا يعود إلى الوراء، وسوف يتأثر أكثر بالمقاطعة التي ستبدأ في نوفمبر، وهذه مقاطعة تقضم بشراهة، يضاف إلى ذلك أن ادّعاء الأوروبيين أنهم سيعوّضون إيران، أثبت سخافته؛ إذ وجدوا أن شركاتهم غير مستعدة لدعم سياستهم، مع وجود رئيس أميركي (دونالد ترمب) يتحدى أوروبا في المكان الذي يؤذيها. تقول أميركا لأوروبا الآن: «إنّكِ تحاولين عدم الصرف المالي على دفاعاتك، وترمين بالثقل على أكتافنا وهذا لم نعد نقبله». إذن، الأوروبيون لا يصطدمون فقط مع أميركا حول إيران، بل عليهم البدء بالتعامل مع أميركا غير المستعدة لأن تموّل الأمن الأوروبي إلى درجة تحمل أوروبا على زعزعة السياسة الأميركية في العالم وهذا مرتبط كلياً بإيران. إن الفشل الأوروبي في التعويض عن الخطوة الأميركية هو العامل المستجدّ.
يواصل محدّثي: حتى الآن لا نعرف ماذا سيفعل الصينيون، لأن ترمب يواجه أيضاً الصينيين في قضايا حيوية وحتى وجودية للنظام الصيني. وقد يرد الصينيون بالعمل مع إيران. أعتقد أنهم بدأوا بالرد بتخفيف عقوباتهم على كوريا الشمالية.
لكن القيود الأبرز على الإيرانيين اليوم هي دعم أميركا لإسرائيل. وهذا يعد تحدياً لإيران لأن الاقتصاد الإيراني ضعيف جداً، والمصاريف الإيرانية على زعزعة دول أخرى مرتفعة جداً، هناك صراع حقيقي في إيران ما بين «الحرس الثوري» وجماعة روحاني. والسؤال اقتصادي: هل تستطيع إيران صرف المليارات في سوريا وفي اليمن، وصرف المليارات في بناء مؤسسة عسكرية ضخمة والاستثمار في القضايا النووية والصواريخ الباليستية، وفي الوقت نفسه الإبقاء على المجتمع الإيراني تحت خط الانفجار؟
في هذا المفهوم، وإذا أضفنا مشكلة أخرى كالتي رأيناها في الأحواز، عندها يصبح المشكل كبيراً، خصوصاً إذا أخذنا بعين الاعتبار أن هؤلاء الأشخاص أنفسهم في وضع اقتصادي سيئ. وهذا سيشكل ضغطاً على القيادة الإيرانية.
لكن كيف ترى إيران بعد شهر نوفمبر؟
يجيب محدِّثي: ستتعرض لضغوط أكثر وأكثر، لأن عدوّيها الأساسيين، الولايات المتحدة وإسرائيل، لن يتراجعا. الأميركيون مصرّون على مواصلة الضغط الاقتصادي وحصلوا على الدعم في ذلك، والإسرائيليون مصرّون على مواجهة ما يحدث في سوريا، وما يحدث هناك لافت، ليس فقط لأن إسرائيل أعلنت أنها لن تقبل بالوجود العسكري الإيراني في سوريا، بل هي أثبتت بعشرات الغارات الجوية أنها مستعدة لتدمير كل ما يبنيه الإيرانيون هناك.
لكن هل تستطيع أن تدمر كل شيء؟
الجواب: كلا، لكنها ناجحة حتى الآن. إنما هل تستطيع الخروج من نتائج الضربة الأخيرة؟ الجواب: نعم. واجهت حادثاً، والسبب أن السوريين إما إنهم على غير كفاءة وإما إنهم أرادوا توليد مشكلة بإسقاطهم الطائرة الروسية، حيث قُتل 15 جندياً روسياً.
يميل محدِّثي إلى عدم الكفاءة، لكنه لا يستبعد أن يكون مخطَّطاً، ويعتقد أنه لن يوقِف إسرائيل عن عملياتها في سوريا، فالإيرانيون لا يشكّلون خطراً مباشراً عليها من الأراضي العراقية، لكنْ في نظره مسألة العراق معقّدة، وهناك قوى كثيرة بينها قوى شيعية لا تريد احتلالاً إيرانياً لبلادها، ولا تريد تعريض العراق للخطر بسبب الإيرانيين.
هو يعتقد أن الإيرانيين يفشلون في سوريا والعراق. ويقول: إن الأفضلية الكبرى للمعتدين هي إذا لم يواجهوا أشخاصاً لديهم الإصرار على المواجهة. إنما التغيير الذي حصل في أميركا، والإجماع في إسرائيل جعل الدولتين مقدمتين. إسرائيل تجعل تدخل إيران العسكري مكلفاً جداً، وأميركا تزعزع اقتصادها، والدول الخليجية تدعم التوجه الأميركي، وإذا انخفض منتج النفط الإيراني، من غير الضروري أن ترتفع الأسعار، لأن دولاً أخرى ستُبقي على التوازن النفطي.
تحاول إيران السيطرة على الشرق الأوسط وهذا تهديد وجودي للدول العربية، خصوصاً دول الخليج، وهذا خطير جداً على أميركا.
يعود محدِّثي، المؤرخ الغربي، إلى الماضي ويقول: انظري إلى الموقف من الرئيس المصري جمال عبد الناصر في الخمسينات والستينات، وإلى الموقف من إيران اليوم. في تلك السنوات كان كل طرف في الشرق الأوسط يعرف أن العدو الأول هو جمال عبد الناصر، لكن لم يكن أحد على استعداد لمحاربة عبد الناصر. دول الخليج عملت جزئياً لوقف طموحاته مع الولايات المتحدة، والعاهل الأردني الراحل الملك حسين لم يجد بداً من الانضمام إليه في حرب الأيام الستة عام 1967، كان عبد الناصر يتكلم لغة العروبة. لكن اليوم إيران ليست عربية وليست سنّية، والأفضل مواجهتها وليس استرضاءها. لذلك هذا التحالف العربي الكبير ليس مع أميركا إنما تحالف ضد إيران التي تشكل الخطر الحقيقي. والبديل هي سيطرة إيرانية كاملة على كل المنطقة، ولا أحد يريدها.
تقول إيران إن أميركا مسؤولة لأنها تدعم دول الخليج، وهذه نكتة. إنني أشكك في أن تكون هناك علاقة لدول خليجية بالعملية. إن إيران تزعزع هذه الدول، هذا هدفها الأول والأخير. وادعاء إيران أن هؤلاء غير إيرانيين ليس بصحيح. ثم حتى ولو كانوا أتوا من الخارج فآخر من يحق له الاعتراض والتنديد هم الإيرانيون، لأنهم أسياد مَن عملوا عبر عملاء.
يضيف: إن ما وقع في الأحواز لا يقارَن بدعم إيران للحوثيين في اليمن الذين يطلقون صواريخ باليستية إيرانية باتجاه الرياض. هنا كأن إيران تقول للدول التي تتهمها «يمكنني أن أشن حرباً ضخمة ضدّكِ، ولا يمكنكِ أن تردّي عليّ إطلاقاً»! هذا أمر في منتهى السخافة.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيُّ خطر تواجهه إيران بعد الأحواز أيُّ خطر تواجهه إيران بعد الأحواز



GMT 08:31 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

موازين القوى والمأساة الفلسطينية

GMT 08:29 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

ترامب يدّعي نجاحاً لم يحصل

GMT 08:24 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

فلسطين وإسرائيل بين دبلوماسيتين!

GMT 08:23 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

أزمة الثورة الإيرانية

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon