هل تنجح روسيا في احتواء أزماتها الداخلية
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

هل تنجح روسيا في احتواء أزماتها الداخلية؟

هل تنجح روسيا في احتواء أزماتها الداخلية؟

 لبنان اليوم -

هل تنجح روسيا في احتواء أزماتها الداخلية

بقلم - هدى الحسيني

فاسيلي كيسليستين؛ النائب الشيوعي عن منطقة كورغان في جنوب روسيا، نصح في 9 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي الرئيس فلاديمير بوتين، وبعد أشهر قليلة من فوزه بولايته الأخيرة، بالاستقالة حتى يتجنب إطاحته بطريقة عنيفة. 
ويشهد بوتين انخفاضاً في مستويات الثقة به، بعدما وقّع على قانون يؤخر سن التقاعد للروس 5 سنوات. قال كيسليستين: «لا يحتاج بوتين الانتظار حتى جره بقدميه للتنحي. إننا من العمر نفسه؛ 66 عاماً، وهذه هديتي له».
في أعقاب التدخل الروسي في أوكرانيا عام 2014، شرعت الولايات المتحدة في سياسة ذات شقين: العقوبات، والعزلة، ضد روسيا. في ذلك الوقت توقع بعض المحللين الروس أنه سيكون من المستحيل عزل روسيا، بل إن من يقومون بذلك سيعزلون أنفسهم. وعلى الرغم من الضرر الاقتصادي الذي عانت منه روسيا: انهيار في الروبل، وركود في نمو الناتج المحلي الإجمالي، والاستبعاد من أسواق الائتمان الدولية، فإنها وسّعت صادراتها وعمقت التعاون مع الدول المنتجة للطاقة وغيرها من المقرضين لتمويل مشروعات البنية التحتية الطموحة في الداخل. أراد بوتين بهذا زرع عقلية «روسيا الحصينة» لتقوية الدعم السياسي المحلي له.
لكن، على الرغم من كل هذه المحاولات، يتعرض بوتين الآن إلى بعض من أشد التحديات التي تواجهه على طريق السلطة في روسيا، حيث يطالب الروس العاديون بنوع من الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي يعرفون أنها موجودة خارج بلادهم.
إن الروس محبطون بشدة، وللمرة الأولى منذ ضم شبه جزيرة القرم، يعاني بوتين من تراجع في شعبيته يقترب من مستويات الأزمة، ومن المرجح أن يكون الدعم الفعلي له أقل بكثير من 50 في المائة، وهذا يُعد هشاً إلى حد كبير.
منذ ما يقرب من قرن والنساء الروسيات يتقاعدن في سن الخامسة والخمسين، والرجال في سن الستين، ويعتمدون على معاش حكومي هزيل ثابت لدفع تكاليف معيشتهم، لكن مع اتجاه صندوق المعاشات نحو الإفلاس، وغيره من الاحتياطات الحكومية اللازمة لتعزيز النفقات العسكرية وحماية الكرملين من الضغط الاقتصادي الغربي، رأى بوتين أنه لا بد من الإقدام على الخطوة غير السارة برفع سن التقاعد للجنسين 5 سنوات. وإذا عرفنا أن متوسط العمر المتوقع للرجال في روسيا هو نحو 67 عاماً، فإن كثيراً من الروس يجدون هذا الإجراء سخيفاً ومهيناً، والأكثر من ذلك؛ فإن الفقراء العاملين في المناطق الريفية والحضرية في منتصف العمر، سيكونون الأكثر تضرراً من التغيير، ثم إنهم هم الذين اعتمد عليهم بوتين أكثر من غيرهم في الانتخابات الأربعة السابقة، كما أن العمال الأكبر سناً يشعرون بالخوف لأن أصحاب العمل سيجدون الوسائل لتحييدهم جانباً لصالح بدائل أصغر سناً وبأقل تكلفة.
عام 2005 وعد بوتين شخصياً بأنه لن يلامس معاشات التقاعد «ما دام رئيساً»، إنما بعد فوزه في الانتخابات الأخيرة في شهر مارس (آذار) الماضي أعلن دعمه خطة إصلاح نظام التقاعد، مؤكداً أنها سوف تمضي قدماً بحلول الصيف، ووافقته المؤسسة السياسية الروسية برمتها، فدفعت ثمناً سياسياً قاسياً مع خروج مزيد من المتظاهرين إلى الشوارع.
لعقدين من الزمن والروس يراقبون كيف تعامل الدولة الشخصيات المعارضة غير المنظمة؛ إما تضعهم في السجن مثل ألكسي نافالني المناهض للفساد، وإما بطرق أخرى. ويدرك الروس في الوقت نفسه أن أحزاب المعارضة تكذب؛ إن كانوا الشيوعيين، أو الليبراليين الذين ليسوا بليبراليين، أو «روسيا العادلة»، ويشعرون بأنهم كلهم موالون للكرملين.
هذا الغضب والإحباط تحولا إلى مفاجأة غير سارة لبوتين وحزبه الحاكم «روسيا المتحدة» في الانتخابات الإقليمية الشهر الماضي؛ إذ - باستثناء موسكو - شهد كثير من المناطق انزعاجاً واضحاً من حكام الحزب الحاكم الحاليين، وصبّت أصوات الاحتجاج في صناديق الشيوعيين والديمقراطيين الليبراليين، ومع الغش الواضح والتزوير الذي ارتكبته الدولة، أُجبرت في بعض المناطق على إلغاء كل الانتخابات وإعادة تحديد وقت لها.
كما لوحظ بعض علامات التذبذب في الانضباط داخل صفوف الدائرة الداخلية لبوتين. قبل اعتقاله الأخير (أطلق سراحه يوم الأحد الماضي ليعاد استدعاؤه الاثنين) نشر ألكسي نافالني فيديو على «يوتيوب» يهاجم فيه حارساً شخصياً سابقاً لبوتين عيّنه الأخير رئيساً لقوات الأمن الداخلي: فيكتور زولوتوف. أراد نافالني دق إسفين بين الجنود المخلصين والقادة الفاسدين، وادعى أن زولوتوف يعيش بشكل يتجاوز ما يسمح به راتبه المعلن رسمياً، وأنه وأتباعه يسرقون الأموال اللازمة لتوفير الطعام والسكن والمعدات للضباط والقوات تحت إمرته.
مزاعم الفساد ضد كبار المسؤولين الروس ليست بجديدة، لكن زولوتوف نشر رداً على ذلك فيديو رديئاً اتهم فيه نافالني بأنه عميل أجنبي، ودعاه إلى مبارزة وجهاً لوجه، كالنوع الذي كان يتواجه فيه ضباط ورؤساء روس في عصر بوشكين، واتهم نافالني بطموحات رئاسية. وقد أحرج هذا الرد بوتين.
حسب الدستور الروسي الذي يتردد بوتين في تعديله رسمياً، تحق له فترة رئاسية أخرى حتى عام 2024. بحلول ذلك الوقت يكون قد تجاوز السبعين، ومع ذلك، مثل الأسواق المالية، فإن الرأي العام الروسي السياسي يقفز إلى عدم اليقين، لذا، فإن السؤال عن عام 2024 صار محور الاهتمام في موسكو، وسوف يظهر أعضاء الدائرة الداخلية لبوتين أكثر وضوحاً في المناورة للوصول إلى المنصب. ومن شأن أي تلميح من بوتين لتسمية تابعه المخلص ديمتري ميدفيديف أن يفتح أبواباً من نشر الغسيل، والتحديات السياسية والقانونية، وليس من المستبعد لجوء البعض من منافسي ميدفيديف إلى اعتداءات جسدية. كل هذا من شأنه أن يؤثر على نظام «قيصر روسيا»؛ النظام الذي يعتمد عليه من أجل استمرار سلطته وبقائه على قيد الحياة السياسية.
أخيراً يواجه بوتين قيود الاقتصاد المتباطئ الذي من غير المحتمل أن يعطيه زخماً حتى لو كان يستطيع المناورة من تحت الضغوط الأميركية. المشكلة هي عدم وجود إصلاح هيكلي في الاقتصاد الروسي الذي لا يزال يعتمد على استخراج الموارد الطبيعية، لا سيما النفط والغاز. وعلاوة على ذلك، فإن الفساد المستشري على جميع مستويات الدولة يستنزف الموارد من الصناعات والاستثمارات الواعدة.
بالنسبة إلى الشباب، فإنهم يواجهون آفاقاً ضعيفة لإيجاد وظائف مع زيادة الإنتاجية وارتفاع الأجور، كما أن نظام التعليم صار متخلفاً إلى درجة أن كبار المسؤولين الروس يعترفون بأنه لم يتأثر بتقدم وتطور القرن الحادي والعشرين. لن يعفي بوتين الشعور الغامض عند الناس بأنه أنقذ البلاد من الفوضى في التسعينات بعد الحقبة السوفياتية، من الحكم على قيادته بالسؤال، خصوصاً من قبل الذين لا يزال مستقبلهم أمامهم: ما الذي فعلته لي في الآونة الأخيرة؟
إن مزيداً من الروس يطالبون بوظائف جيدة وخدمات حكومية عادلة وفعالة وبنية تحتية قريبة مما يعرفونه خارج روسيا. عندما يحصلون على أقل من ذلك بكثير، فإن غريزتهم الإنسانية الطبيعية، وحقهم الذي يمنحه لهم الدستور، سيدفعانهم إلى التظاهر والاحتجاج سواء في صناديق الاقتراع أو في الشوارع. حارب بوتين عزلة روسيا عن العالم، فإذا بشعبه يؤكد أنه الدليل الحي على أن العزلة عن العالم الأوسع وعن سياسة بلدهم، مستحيلة.
يبحث بوتين عن مخارج؛ يطالب أصدقاءه الأثرياء بإعادة ثرواتهم إلى البلاد، وتقدر بتريليون دولار. 
إذا أضفنا إلى مشكلات بوتين الداخلية، ما يعانيه من محاولة إقناع الدول الأوروبية بالوقوف إلى جانبه ضد الولايات المتحدة، والموافقة معه على إعادة بناء سوريا، وهي ترفض، فإنه يمكننا تصور - ولو جزئياً - المستنقع الذي أدخلت روسيا نفسها فيه؛ داخلياً وخارجياً.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تنجح روسيا في احتواء أزماتها الداخلية هل تنجح روسيا في احتواء أزماتها الداخلية



GMT 08:31 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

موازين القوى والمأساة الفلسطينية

GMT 08:29 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

ترامب يدّعي نجاحاً لم يحصل

GMT 08:24 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

فلسطين وإسرائيل بين دبلوماسيتين!

GMT 08:23 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

أزمة الثورة الإيرانية

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon