إيران تسيّس «كورونا» على أنه «مؤامرة»
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

إيران تسيّس «كورونا» على أنه «مؤامرة»!

إيران تسيّس «كورونا» على أنه «مؤامرة»!

 لبنان اليوم -

إيران تسيّس «كورونا» على أنه «مؤامرة»

هدى الحسيني
بقلم : هدى الحسيني


برزت إيران كمركز رئيسي للعدوى العالمية لفيروس «كورونا» خارج الصين. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن ما أبلغت عنه إيران عن حالات الإصابة بفيروس «كورونا» كان أقل بكثير من اليابان أو كوريا الجنوبية، وحتى إيطاليا، لكنّ هذه الأرقام الرسمية تتحدى الواقع، إذ إن معدل الوفيات في إيران هو أكثر من 10%، وهي نسبة أعلى بكثير من بقية العالم.
المراقبون داخل إيران وخارجها مقتنعون بأن الحكومة لا تقول الحقيقة إزاء «كورونا»، وهناك خطر كبير من أن يتحول إلى وباء. تم التعرف على حالات الإصابة بالفيروس التي جرى تتبعها إلى إيران عبر مناطق واسعة من العالم، من أفغانستان إلى كندا.

لقد حدثت أكبر طفرات في الحالات خلال الأسبوع الماضي، فالناس يسقطون في الشوارع، وقد أظهرت فيديوهات على شبكات التواصل الاجتماعي هذه الحالات المخيفة، على الرغم من تأكيدات الحكومة قبل أسبوعين أن المرض قد تمت السيطرة عليه بالفعل. المقاطعات الأكثر تضرراً هي جيلان، وقم، وطهران. وقد أعلنت الحكومة عن حملة جديدة فأرسلت فريقاً قوامه 300 ألف يتنقلون من منزل إلى منزل، ويختبرون الإيرانيين بحثاً عن المرض (أو، على الأقل، عن أعراض المرض). يشير هذا إلى أن السلطات قلقة من عدم تقدم العديد من المصابين بالمرض للفحص، ربما بسبب مفهوم الخوف من الحجر الصحي القسري في المستشفيات، التي تعاني من نقص الموظفين والاكتظاظ. هنا يكمن أحد مخاطر نقص الثقة خلال أزمة صحية عمومية خطيرة. لذلك أعلن «الباسيج» أنه سيقضي على المرض!

كان رد إيران على الفيروس حتى الآن غامضاً. أرجأ النظام الإبلاغ عن حالاته الأولى، واستمر في التقليل من مدى انتشار الفيروس. لكن بعد أن أبلغ المسؤولون الإيرانيون عن عدد قليل فقط من الحالات، رد أحد أعضاء البرلمان أنه في دائرته الانتخابية وحدها، في مدينة قُم، مات 50 شخصاً بالفعل. وبدلاً من بدء العمل، رفضت وزارة الصحة الإيرانية هذه الأرقام، وكلّف علي شمخاني، أمينُ المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، المدّعي العام، بالتحقيق في ادعاء النائب، وقال شمخاني: «إن نشر تقارير غير صحيحة، وإخفاء الحقيقة على حد سواء يزعزع الأمن القومي ويقوض أركان المجتمع».

أدى انتشار المرض في إيران، التي تقع في قلب أكثر المناطق غير المستقرة في العالم، إلى بروز عنصر جديد من تفجير عدم اليقين في الشرق الأوسط. كانت إيران تواجه بالفعل تحديات حادة في الداخل والخارج، من المعارضة الداخلية إلى رد الفعل الإقليمي ضد نفوذها إلى ضغوط الولايات المتحدة. لكن رد فعل النظام على أزمة الصحة العامة من المرجح أن يضعف يده على كل هذه الجبهات.
وحسب معلومات تم إرسال موظفي أمن الدولة إلى المستشفيات، لردع العاملين الصحيين عن تبادل المعلومات المتعلقة بأرقام الحالات أو النقص أو الوفيات. وتعد هذه المعلومات الآن «تهديداً للأمن القومي»، ويعاقَب عليها بالغرامات أو بالسجن.

تنتشر العدوى بشكل واضح على أعلى المستويات في الحكومة الإيرانية. في 25 فبراير (شباط)، أكد نائب وزير الصحة إراج هاريريتشي أنه مصاب، وكان شخصياً قد قلّل من عمق الأزمة مراراً وتكراراً. شوهد يسعل ويتعرَّق بغزارة خلال مؤتمر صحافي بثه التلفزيون فعُمّم الفيديو كالهشيم. ثم أعطى هاريريتشي، وهو أيضاً نائب رئيس عملية الاستجابة لفيروس «كورونا» الإيراني، مقابلة حيَّة على شاشة التلفزيون الحكومي قبل يوم من تشخيص الفيروس، ومسح أنفه بيده وسعل دون تغطية فمه - وهذا مؤشر مقلق، فبالإضافة إلى التستر على الحقيقة، تبيَّن أن الأشخاص المسؤولين في إيران ليسوا ضليعين في مكافحة الفيروسات كما يأمل المرء.
انتشر الفيروس أكثر منذ ذلك الحين. وفقاً لأحد التقارير، يوجد 23 نائباً حالياً لديهم COVID – 19، أي ما يعادل 8% من أعضاء البرلمان. وقد توفي بالفعل ثلاثة من كبار المسؤولين بسبب هذا المرض، بما في ذلك المستشار المقرب من المرشد. مسؤول آخر رفيع المستوى أُصيب بفيروس هي نائبة الرئيس معصومة ابتكار، التي عُرفت بـ«الأخت ماري» عام 1979 في أثناء أزمة الرهائن الأميركيين.

الشعور بأن إيران لا تخبر الحقيقة يأتي في أعقاب احتجاجات ضخمة ضد النظام، وفي الآونة الأخيرة بعد خداع آخر للنظام. في يناير (كانون الثاني)، أسقط «الحرس الثوري» الإيراني طائرة ركاب أوكرانية فوق طهران، لكنّ الأمر استغرق عدة أيام قبل أن تعترف السلطات بمسؤوليتها عن إسقاط الطائرة.
يقول المتابعون إن إيران مسؤولة عن نشر هذا الفيروس في العراق والبحرين والكويت وأفغانستان وسلطنة عمان ولبنان والإمارات العربية وكندا والسعودية، عبر المسافرين داخل إيران، فإن عدم الثقة في التعامل مع انتشار المرض يدفع الناس للتحدث علناً وحتى للسخرية من النظام. في هذه الأثناء يتفضل الرئيس حسن روحاني، محللاً بأن الفيروس هو من «مخططات العدو» التي تهدف إلى زرع الخوف وإغلاق البلاد.

وبينما أوقفت دول أخرى رحلاتها إلى الصين، واصلت إيران هذه الرحلات. وتضامناً مع ولاية الفقيه لم يوقف لبنان رحلاته إلى إيران، وهذا منتهى الاستهتار بحياة اللبنانيين.
ما يضيف إلى كارثة الاقتصاد الإيراني أن الناتج المحلي الإجمالي انخفض بنسبة 10% تقريباً في عام 2019، وتوقع صندوق النقد الدولي أن يكون النمو صفراً في عام 2020، لكن حتى هذا أصبح في خطر الآن، إلى جانب خسارتها الدخل الذي تستمده من ملايين الحجاج الذين يزورون المراقد، ولا سيما مدينة قُم، والتي حسب أرقام الحكومة الخاصة كانت مركز التفشي في إيران، مما يضاعف التأثير على الاقتصاد، لأن معظم الحجاج يُفترض أن يبقوا بعيداً، وكثيرون في لبنان لم يعودوا يرغبون حتى سماع اسم إيران. وسيجد رجال الأعمال الإيرانيون صعوبة أكبر في السفر إلى المراكز التجارية. بالإضافة إلى ذلك، سيكون من الصعب الحصول على وظائف جديدة للمهاجرين الإيرانيين، الذين يبحثون عن عمل في الخارج، مما ساعد على تخفيف الضغط على النظام بسبب ارتفاع معدلات البطالة، مع تعزيز الاقتصاد من خلال التحويلات المالية. ولا عجب أن العملة الإيرانية تنخفض.

ثم هناك نفوذ إيران الإقليمي، الذي يواجه الآن رياحاً معاكسة جديدة في العراق، حيث شجبت الاحتجاجات الضخمة ضد الفساد النفوذ الإيراني، وفي لبنان، يقال إن مقاتلي «حزب الله» العائدين من الحج إلى إيران، يرفضون الآن اتباع تعليمات الحجر الصحي، مدّعين أن كل ذلك جزء من مؤامرة ضد إيران، حسب التوجيهات التي تلقوها، والتي قد تسبب صعوبات أكثر حدّة في لبنان، وبالنسبة إلى هذه المسألة في العراق أو في أي مكان آخر في المنطقة، فقد ترى إيران تأثيرها الإقليمي ومصداقيتها يتآكلان بحدة.

أيضاً من غير الواضح ما الذي سيحدث للميليشيات الإيرانية و«الحرس الثوري»، والوكلاء المرتبطين بإيران الذين يسافرون إلى النزاعات المسلحة في جميع أنحاء المنطقة، من سوريا إلى اليمن وحتى أفغانستان، ويرافقهم مقاتلو «حزب الله»؟ لقد وضع فيروس «كورونا» السلطات في واجهة ضوء أكثر سلبية.

الآن ندخل في المجهول. لا يزال الاقتصاد تحت ضغط شديد والثقة بالنظام السياسي آخذة في التراجع، وهناك أيضاً العدوى المتفشية بين المسؤولين الحكوميين رفيعي المستوى، وغنيٌّ عن القول إن انتقال السلطة في المؤسسة الدينية وسط الأزمة الحالية من شأنه أن ينطوي على خطر كبير لحاجته إلى تعبئة جماهيرية ضخمة، لكن هل الإيرانيون على استعداد لمغادرة منازلهم وتحدي إمكانية الإصابة بالفيروس؟
إنهم يفضلون مغادرة البلاد نهائياً.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران تسيّس «كورونا» على أنه «مؤامرة» إيران تسيّس «كورونا» على أنه «مؤامرة»



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon