أي طريق ستسلك ايران الآن

أي طريق ستسلك ايران الآن

أي طريق ستسلك ايران الآن

 لبنان اليوم -

أي طريق ستسلك ايران الآن

جهاد الخازن

رفع العقوبات المكبِّلة على إيران يعني عودتها من منفى اختارته لنفسها إلى حظيرة الدول، ولكن هل تعود إيران جديدة تلتزم المبادئ التي تحكم العلاقات الدولية أو إيران القديمة بما تُضمِر من طموحات فارسية؟ الجواب في بطن الغيب.

تخلي إيران عن برنامجها النووي إلى حين لا يعني شيئاً، وأطالب الدول العربية مرة أخرى ببدء برامج نووية عسكرية. أطالب تحديداً مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ببدء برامج عسكرية معلنة، فهي الطريقة الوحيدة لتنشط الولايات المتحدة ودول الشرق والغرب وتحاول تجريد الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، فلا تبقى إسرائيل، وهي دولة إرهابية محتلة تقودها حكومة مستوطنين، تملك وحدها ترسانة نووية مؤكدة تخيف بها الدول القريبة والبعيدة.

لو كان الحكم في إيران بيد الرئيس حسن روحاني وحكومته لشعرت ببعض الطمأنينة، غير أن الجمهورية الإسلامية يقودها مرشد غير مُنتَخَب، وآية الله علي خامنئي مسنّ ويعاني من أمراض، وليس في وضع أن يدير سياسة بلد بجحم إيران ويختار له ما ينفعه.

مع ذلك أغلِّب الأمل والرجاء على الواقع والتجربة، وأرجو أن تثبت إيران حسن نيتها ببدء مفاوضات مع الإمارات على مستقبل الجزر المحتلة الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وأن توقف تدخلها في سورية والعراق واليمن ولبنان.

أعرف إيران منذ أيام الشاه، وتجربتي في العمل تقول أننا لن نرى إيران جديدة، فما أخشى هو أن إيران، وقد صمدت لأربع سلال من عقوبات مجلس الأمن الدولي وعقوبات إضافية من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، قد تشعر بأنها انتصرت ما يشجعها على الاستمرار في سياسة يشكو منها الجيران، وربما خوض مواجهات جديدة. مع ذلك الرئيس باراك أوباما يقول أن الاتفاق انتصار للديبلوماسية الصبورة، ويردّ خصومه بأنه استسلم لإيران. لا أصدقه ولا أصدقهم. الأميركيون رفعوا عقوبات ثم فرضوا عقوبات جديدة بسبب برنامج الصواريخ الإيراني.

إيران دفعت ثمن الاتفاق فهي صدَّرت 98 في المئة من وقودها النووي إلى روسيا، وفككت 12 ألفاً من أنابيب الطرد المركزي المستعملة في تخصيب اليورانيوم، وصبَّت الإسمنت فوق مفاعل رئيسي لوقفه عن العمل.

كان واضحاً في الأيام الأخيرة أن إيران تريد صفقة، فهي أعادت جنوداً أميركيين دخلوا مياهها الإقليمية بسرعة، وأطلقت خمسة رجال يحملون الجنسية الأميركية في مقابل إفراج الولايات المتحدة عن سبعة إيرانيين مسجونين بتهم كسر العقوبات على إيران، وسحب أسماء 12 آخرين من قائمة المطلوبين للعدالة في تهم مماثلة.

البرنامج النووي الإيراني العسكري ربما يكون قد أرجئ عشر سنوات أو 15 سنة، إلا أن إيران ستحصل فوراً على نحو 50 إلى مئة بليون دولار من أموالها المجمدة في الولايات المتحدة وأوروبا، ما يجعلها قادرة على تمويل طموحات أخرى من نوع دعم أنظمة تؤيدها أو ميليشيات بالسلاح والمال.

ما أقول عن نفسي كمواطن عربي أن الصفقة مع إيران أثبتت أن الولايات المتحدة ليست حليفاً استراتيجياً لأي بلد عربي، ليست حليفاً لمصر وليست حليفاً للمملكة العربية السعودية أو غيرهما. حتى باراك أوباما، صاحب النوايا الحسنة، لم يستطع أن يغير شيئاً من السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، فإسرائيل تديرها لمصلحتها بمساعدة الكونغرس وكل حديث آخر ضحك على العقول... والذقون. هذا يعني «شيك على بياض» لها من الولايات المتحدة لتتصرف إسرائيل كما تريد، تحتل وتقتل وتدمر بحماية أميركية.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أي طريق ستسلك ايران الآن أي طريق ستسلك ايران الآن



GMT 00:07 2024 الأربعاء ,14 آب / أغسطس

سلام السنوار... وكاريكاتير المنطقة!

GMT 19:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الأردن بين إيران وإسرائيل

GMT 19:17 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

حرب أوكرانيا... واحتمال انتصار الصين!

GMT 19:12 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

إيران أكبر عدو لنفسها

GMT 19:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حين تصدق إيران نكذّبها!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon