السعودية ما لها وما عليها  2

السعودية ما لها وما عليها - 2

السعودية ما لها وما عليها - 2

 لبنان اليوم -

السعودية ما لها وما عليها  2

جهاد الخازن

أكرر ما سجلت أمس فأنا لا أدافع عن المملكة العربية السعودية، وإنما أرد على حملات الإرهابيين من داعش إلى إسرائيل وأنصارها، لذلك أريد أن يتعامل المسؤولون السعوديون بجدية مع انتقادات منظمات عالمية غير متهمة تنشط في مجال حقوق الإنسان، مثل منظمة العفو الدولية وجماعة مراقبة حقوق الإنسان، خصوصاً أن أنصار إسرائيل ينطلقون من هذه الانتقادات ليُكسِبوا تحاملهم وتطرفهم وتأييد إرهاب إسرائيل نوعاً من الصدقية.

مجلس تحرير «واشنطن بوست» الذي أشرت إليه أمس انطلق من كلام منظمات حقوق الإنسان في مقال عنوانه: السعودية تواصل قمعها الفظيع لنشطين في حقوق الإنسان. والكتّاب يعودون إلى جورج أورويل وسنة 1984 (كتابه المعروف) لينقلوا عنه: إذا كنتَ في أقلية من واحد فلا يعني ذلك أنك مجنون. أقول إن إسرائيل في أقلية من واحد، كما رأيتها في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلا أنها ليست مجنونة، وإنما تقودها حكومة إرهابية مجرمة تحتل وتقتل أكثر من ألفي فلسطيني في 50 يوماً ويدينها العالم فلا يرى ذلك صحافيون يتجاهلون جرائمها لأنهم شركاء فيها بالمساعدة والتحريض.

في «نيويورك تايمز»، وهي مثل الجريدة السابقة موضوعية وليبرالية عادة، يكتب مارك لاندلر عن اعتذار نائب الرئيس جو بايدن من تركيا والإمارات والسعودية بعد أن انتقدها في حديث له في جامعة هارفارد. الكاتب لا يجد ما يوافق هواه سوى أندرو تابلر من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى المؤيد لإسرائيل الذي عمل اللوبي لتأسيسه، فيقول إن بايدن ارتكب خطأ سياسياً لا خطأ في المعلومات.

مرة أخرى لا دفاع، وإنما محاولة للرد على الطرف الآخر، وأمامي مقالات عدة، بعضها من نوع بحث طويل، تقول إن فكر إرهابيي الدولة الإسلامية يستند إلى المذهب الحنبلي الوهابي السلفي. أقول إن السعودية تبرعت بمئة مليون دولار لمركز مكافحة الإرهاب التابع للأمم المتحدة، وأصدرت قوانين ضد الإرهاب وتمويله، محاولة وقف مؤيديه داخل المملكة من إرسال تبرعات إلى داعش والنصرة. وهي كانت سبّاقة في مكافحة الإرهاب المحلي ووقفه في العقدين الأخيرين، ومع ذلك أقرأ عن علاقتها بالإرهاب. هناك علاقة لأفراد إلا أن الحكومة عدو كل إرهاب.

إسرائيل اسم آخر للإرهاب، وكل مَنْ يدافع عنها أو يتستر على جرائمها مثلها. غير أن القارئ يعرف هذا ولا يحتاج إلى محاضرة مني، فانتقل إلى مقارنة أخرى من دون أي دفاع عن السعودية.

ما نعرف يقيناً من تسريبات ادوارد سنودن أن وكالة الأمن القومي الأميركية تنصتت خلافاً للقانون على مخابرات مواطنين أميركيين وآخرين فلسطينيين أميركيين، وأعطت الوحدة 8200 في المخابرات العسكرية الإسرائيلية معلومات عن طرفي المخابرات ومضمونها وأرقام الفاكس والايميل وغيرها، والى درجة أن عاملين في الوحدة 8200 أعلنوا أنهم يرفضون العمل فيها لأن ما تقوم به غير مبرر أخلاقياً.

الاستخبارات الأميركية خالفت القانون الأميركي ولم تُحاسَب في ولاية باراك أوباما أستاذ القانون، وعسكريون إسرائيليون منصفون يدينون الاستخبارات الأميركية وعسكر إسرائيل، فيتجاوز الإعلام الغربي هذا إلا ضمن أضيق نطاق، ثم أقرأ «مانشيت» عن أن نقل الحجرة النبوية في المسجد النبوي في المدينة المنورة سيوقع خلافاً بين المسلمين. الاقتراح صدر عن باحث والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي استنكرته ورفضته مشكورة وبسرعة. مع ذلك يصبح اقتراح رجل واحد «مانشيت» صحيفة أو مادة يتداولها الإعلام الخارجي كأنها سياسة متّبعة.

المملكة العربية السعودية ليست «المدينة الفاضلة» أو «مدينة النحاس» باللهجة العاميّة، وهي تواجه أخطاراً في الداخل وعلى حدودها وعبر المنطقة كلها وتحديات كبرى، وهناك أشياء كثيرة في التعامل مع جماعات حقوق الإنسان والعمالة الوافدة يجب إصلاحها، فالإصلاح وحده يقطع لسان الأعداء لأن الإنكار لا يفيد.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية ما لها وما عليها  2 السعودية ما لها وما عليها  2



GMT 17:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 16:02 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 16:00 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 15:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

GMT 15:52 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لحوم العلماء ومواعظهم!

GMT 15:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

وجع فى رأس إسرائيل

GMT 15:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حكم «الجنائية» وتوابعه

GMT 15:44 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

«الثروة» المنسية ؟!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon