حرب على رئيس حزب العمال البريطاني

حرب على رئيس حزب العمال البريطاني

حرب على رئيس حزب العمال البريطاني

 لبنان اليوم -

حرب على رئيس حزب العمال البريطاني

جهاد الخازن

حاولت أن أتجنب اختيار حزب العمال البريطاني جيريمي كوربن رئيساً، إلا أن الموضوع رفض أن يتركني وشأني، فكل يوم هناك عشرات الصفحات في صحف لندن عن رئيس الحزب الجمهوري الميول الاشتراكي المتطرف.

تسعون في المئة من نواب حزب العمال الذي أضيفت إليه أيام توني بلير كلمة «الجديد» لم يختاروا كوربن للرئاسة، وإنما اختاروا منافسيه، غير أنه حقّق غالبية حاسمة بين أعضاء الحزب.

الانتقاد بدأ فوراً. وكوربن اتُّهِمَ بأنه لم يعيّن أي نساء في وزارات الظل الرئيسية مثل الخارجية والداخلية والدفاع. كنت أعتقد أن هيلاري بن الذي عيِّن وزير خارجية الظل امرأة بسبب اسمه الأول ثم وجدت أنه رجل له خبرة واسعة في الشؤون الخارجية.

الصحافة البريطانية اهتمت كثيراً بوزير مالية الظل جون ماكدونيل، وقرأت أنه متطرف كتب مرة أن هوايته «إطاحة النظام الرأسمالي»، هو يريد زيادة كبيرة في الإنفاق العام، ما يعني عجزاً كبيراً موازياً في الموازنة، ويفكر في إعادة التأميم، مثل السكة الحديد، ورفع الحد الأعلى للضريبة الى 60 في المئة، وإنهاء استقلال بنك انكلترا عن الحكومة. وهو يقترح زيادة الضرائب على أرباح الشركات لجعل التعليم الجامعي مجاناً. بل إنه قال يوماً إنه «مستعد للسباحة في القيء» لمنع خفض الضمانات الاجتماعية.

مضى يوم آخر وقامت حملة أخرى على كوربن فهو في الاحتفال بذكرى «معركة بريطانيا» عندما صمد سلاح الطيران البريطاني للهجوم النازي وصدّه، لم يشارك في ترديد النشيد الوطني البريطاني مع باقي المدعوين. وزعم أنصاره أنه وقف صامتاً احتراماً لذكرى شهداء الحرب، وردّ خصومه بأنه لا يحترم ذكرى أبطال بريطانيا. إذا كان ما سبق لا يكفي فهو في الوقت نفسه شارك في مؤتمر نقابات العمال وألقى خطاباً نارياً اتهم فيه حزب المحافظين بأنه «ينكر الفقر» ووعد بأن تعود النقابات إلى قلب عمل حزب العمال.

الميديا الأميركية هاجمت كوربن أيضاً، ولم يعجبها فيه أنه ملتحٍ ونباتي في السادسة والستين. وهذا مع العلم أن هيلاري كلينتون ودونالد ترامب المرجحَيْن للتنافس على الرئاسة الاميركية أكبر منه سنّاً.

كتّاب افتتاحية «نيويورك تايمز»، وفيهم ليكوديون، رأوا «تهديد برنامج كوربن الرديكالي المعادي لأميركا». أين العداء؟ الافتتاحية كشفت تطرف كتّابها وهي تقول إن كوربن يعادي السياسة الأميركية والاسرائيلية بكل الطرق. إذا كان هذا صحيحاً فالرجل يستحق التحية لأن السياسة الأميركية خطفها المحافظون الجدد ليخوضوا حروباً زُوِّرَت أسبابها عمداً ويقتلوا مليون مسلم، وهي سياسة إسرائيلية باسم آخر. إسرائيل دولة إرهابية في فلسطين تحتل وتقتل وتدمر بتأييد من الكونغرس الأميركي.

الافتتاحية ذكّرتنا أيضاً بأن كوربن يريد محاكمة توني بلير بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وهي تعتقد أن بلير أعاد حزب العمال الى الوسط وفاز في الانتخابات. أقول إن بلير تعاون مع إدارة بوش الابن في حروب غير مبرَّرَة أبداً ويستحق الاثنان المحاكمة مع عصابة الحرب والشر الأميركية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

كوربن ألف مرة أفضل من توني بلير، كما أن باراك اوباما أفضل ألف مرة من جورج دبليو بوش. أما معاداة السياسة الاسرائيلية الإرهابية المجرمة فهي وسام على صدر كوربن وكل خصم لها.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب على رئيس حزب العمال البريطاني حرب على رئيس حزب العمال البريطاني



GMT 14:47 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 14:45 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 14:44 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 14:42 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 14:40 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:01 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 13:59 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تغييرات في تفاصيل المشهد

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon