كتاب سيرة كاميرون يمسح به الأرض

كتاب سيرة كاميرون يمسح به الأرض

كتاب سيرة كاميرون يمسح به الأرض

 لبنان اليوم -

كتاب سيرة كاميرون يمسح به الأرض

جهاد الخازن

رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كامرون أسوأ كثيراً من رأيي فيه، فهناك كتاب جديد يمسح به الأرض، بالطول والعرض.

يوم الانتخابات البريطانية الأخيرة قلت إن ديفيد كامرون من المحافظين الجدد لذلك لن أنتخب مرشح المحافظين في دائرتي الانتخابية. عدت في 10 أيار (مايو) وهاجمته لقوله إن إسرائيل استعملت السلاح دفاعاً عن شعبها وإن حماس استعملت شعبها للدفاع عن سلاحها. قلت له إن «إسرائيل بقيادة رئيس وزراء مجرم حرب وحكومة إرهابية محتلة تقتل وتدمر». في 11/9 هاجمت كامرون لاستقباله بنيامين نتانياهو ومصافحته واتهمته بتأييد جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين. وانتهيت بتسجيل إدانتي الشخصية لكامرون. في 18/9 كان موضوعي عن انتخاب جيريمي كوربن رئيساً لحزب العمال وما تعرّض له من حملات أقصى اليمين في بريطانيا والولايات المتحدة. وختمت المقال بمهاجمة المحافظين والقول إن كوربن أفضل ألف مرة من توني بلير لأنه يعادي السياسة الإسرائيلية. وبين هذا وذاك هاجمت ديفيد كاميرون عبر الإنترنت.

كل ما سبق يهون أمام المعلومات، أو الفضائح، التي يضمها كتاب جديد عن سيرة كامرون كتبه اللورد أشكروفت والصحافية إيزابيل أوكسشوت، وعنوانه «نادوني باسم ديف».

أشكروفت كان أمين صندوق حزب المحافظين ثم نائب رئيس الحزب. هو بليونير عصامي ثروته حوالى 1.2 بليون جنيه، وقد تبرع لحملات حزبه بحوالى ثمانية ملايين جنيه، كما أنه محسن كبير له جمعيات خيرية كثيرة، وقد تعهد بأن يذهب نصف ماله لأعمال الخير بعد وفاته.

كامرون، في المقابل، يصفه الكتاب بالكذب. أشكروفت توقع بعد انتخابات 2010 أن يعيَّن في منصب عالٍ مكافأة له على دعمه المحافظين، فقد كان كامرون وعده بذلك. إلا أن رئيس الوزراء اتصل به معتذراً وزعم أن شريكه في الائتلاف الحكومي نك كليغ عارض تعيينه. غير أن كليغ أنكر ذلك وقال إنه لا يذكر أن اسم أشكروفت كان موضع نقاش.

كامرون من أسرة ثرية ذهب إلى كلية أيتون ثم إلى جامعة أكسفورد، والكتاب يورد قصصاً لا تكاد تصدق عن المخدرات والجنس، وبينها قصة عن خنزير لا أستطيع مجرد إشارة إلى محتواها.

أهم من ذلك للقارئ العربي أن الكتاب ينقل عن بعض أبرز القادة العسكريين البريطانيين أن ديفيد كامرون جاهل في السياسة الخارجية، وهو قاد تحالفاً ضد معمر القذافي، ما أدى إلى تدمير ليبيا كدولة، فقد تركت ميداناً لجماعات أصولية متنافسة قسمت البلد. وكان موقفه إزاء العراق طفولياً، وهو أسوأ في سورية، حتى أن رئيس أركان الدفاع قال له إن انضمامه إلى جمعية في أيتون لا يعطيه القدرة على تقرير عمليات عسكرية معقدة. مؤلفا الكتاب أرسلا مساعدين إلى الولايات المتحدة عادوا بمعلومات تكشف احتقار المسؤولين الأميركيين لمعرفة كامرون بالشؤون الخارجية.

وجدت كلمة «انتقام» في أكثر أخبار الصحف البريطانية عن كتاب أشكروفت الذي يصدر الشهر المقبل. وقد نشرت «الديلي ميل» حلقات منه، مع تعليقات لا تحصى ولا تعد من ناس عرفوا كامرون في شبابه أو تعاملوا معه وهو رئيس للوزراء. بين الكلمات الأخرى المتكررة «مخدرات» واتهام كامرون بتعاطي الحشيشة.

أشكروفت يقول إنه أقرّ لكامرون بأنه غير مسجل كمقيم في بريطانيا لأسباب ضريبية. كاميرون أنكر أنه كان يعرف ذلك، إلا أن اللورد المؤلف عاد بتفاصيل حديث له مع كامرون عن وضعه الضريبي.

وهكذا فكامرون تنقل من نوادي المخدرات والجنس صغيراً إلى الكذب السياسي (الكتاب يسجل له عاطفته الصادقة إزاء ابنه المعاق). وفي حين أن الكتاب يثبت رأيي فيه أنه آخر المحافظين الجدد، إلا أنني أجد أن سياسته هذه سببها الجهل بالسياسة الخارجية قبل أي شيء آخر.

أقرأ أن حزب الأحرار عائد، فأتذكر عضو الحزب المسز جيليت في وكالة رويترز في بيروت التي جعلتني أقرأ «الغارديان» ولا أزال أفعل.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتاب سيرة كاميرون يمسح به الأرض كتاب سيرة كاميرون يمسح به الأرض



GMT 14:47 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 14:45 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 14:44 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 14:42 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 14:40 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:01 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 13:59 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تغييرات في تفاصيل المشهد

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon