اردوغان يكشف تطرفه بنفسه

(اردوغان يكشف تطرفه بنفسه)

(اردوغان يكشف تطرفه بنفسه)

 لبنان اليوم -

اردوغان يكشف تطرفه بنفسه

بقلم : جهاد الخازن

كان طموح رجب طيب أردوغان الخفي أن يصبح سلطاناً حاكماً بأمره، وأعطاه الانقلاب الفاشل فرصة تحقيق طموحه.

محاولة الانقلاب في 15 تموز (يوليو) أسفرت عن مقتل أكثر من مئتي تركي وجرح أكثر من أربعمئة. هناك عشرة آلاف معتقل، أكثرهم لا يعرف أهلهم عنهم شيئاً، وهل هم أحياء أو موتى. أيضاً 45 ألفاً طـُرِدوا من عملهم وكان بينهم مئات القضاة والمدّعين العامين. صدرت في أقل من أسبوعين 42 مذكرة لاعتقال صحافيين، وسُحِبَت 25 رخصة صحافية، وأغلق 20 موقع أخبار إلكترونياً. وفرضت أحكام الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر لا أستغرب أن تُمدَّد.

أردوغان انتقل من رئاسة الوزارة الى رئاسة الجمهورية، وبما أن الحكم في يدي الحكومة لا الرئيس فقد عمل أردوغان من اليوم الأول لتغيير نظام البلاد القائم منذ حوالى مئة سنة، فهو يريد نظاماً رئاسياً مع أن كل استطلاع للرأي العام التركي أظهر غالبية واضحة ضد الفكرة.

بعد الانقلاب الفاشل، قال اردوغان إنه يريد السيطرة على الجيش، أي جعله مؤسسة تتبع حزبه، وإنه إذا أقرّ البرلمان إعادة عقوبة الإعدام فهو سيوافق عليها، إلا أن الاتحاد الأوروبي أفهمه أن الإعدام يعني استحالة أن تدخل تركيا الاتحاد. هو أيضاً هدّد الولايات المتحدة مطالباً بتسليمه الداعية فتح الله غولن، حليفه السابق. أردوغان يكيل التهم لغولن يوماً بعد يوم، وقد اتهمه بالوقوف وراء محاولة الانقلاب من دون دليل على الإطلاق. يبدو أن الرئيس التركي في تطرفه وعمى سياسته، مستعد غداً لاتهام غولن بالمسؤولية عن زلزال.

الحرس الجمهوري حُلَّ وحوالى 300 عضو من الحرس متهمون بالولاء لغولن، وقد اعتُقل ألوف في البداية عشرات منهم اتهِموا بتأييد غولن من دون دليل يدينهم.

الآن هناك مخاوف من اختفاء معتقلين، أو موتهم تحت التعذيب. وثمة تصريحات منشورة لبعض أهالي كثر من الجنود المعتقلين، يقولون إنهم لا يعرفون شيئاً عنهم وليس لهم أي اتصال معهم.

أردوغان لا يفتح فمه إلا ويدين نفسه (مثل دونالد ترامب في الولايات المتحدة). وبعد الاعتقالات وتهديد أميركا وأوروبا، قرأت له تصريحاً يقول إنه لن يعاقب الصحافيين الذين أهانوه.

الصحافة رأي وخبر. الرأي مقدّس والخبر يجب أن يكون صحيحاً وهناك مراجع تثبته. إذا قال صحافي تركي أو غيره عن أردوغان إنه متطرف أو ديكتاتور أو فاشل، فهذا رأي ومن حق قائله أن يصرّح به. لكن إذا قال الصحافي إن أردوغان لص يصبح كلامه خبراً يجب أن يأتي بما يثبته أو يدفع الثمن. أردوغان في جهله يريد أن يعاقب الصحافيين على إبداء رأي فيه، ثم يعتقد أن أبواب أوروبا يجب أن تكون مفتوحة لانضمام تركيا، مع أن الشرط الأول والأهم للانضمام هو أن يكون البلد العضو ديموقراطياً.

أغرب ما قرأت في الأيام الأخيرة، كان تصريحاً للرئيس بالوكالة لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي يعقوب ناجل، فهو قال لأعضاء في الكنيست إن الاتفاق الأخير مع تركيا لإعادة العلاقات عُقِد قبل خمس سنوات. إذا كان هذا صحيحاً، فإن الاتفاق جرى ودماء النشطين من سفينة السلام «مافي مرمرة» لم تجف بعد، فقد هاجمها الإسرائيليون في عرض البحر في أيار (مايو) 2010.

كان أردوغان بنى سمعته بين غالبية من العرب والمسلمين على مواجهة إسرائيل والتصدي لإرهابها في الأراضي الفلسطينية، وشكرناه جميعاً. الآن يتبين لنا أنه مارس سياستَيْن، واحدة معلنة مع أهالي غزة، وأخرى سرية أبقت العلاقات مع إسرائيل.

أتكلم عن نفسي فقط، فقد خسر أردوغان ما كان له عندي من تأييد واحترام في البداية تقديراً لمواقفه الفلسطينية. أنا اليوم أقرب الى موقف المسؤولين المصريين الذين رحبوا بمحاولة الانقلاب على الرئيس التركي الذي دمر كل أسباب ثقتنا القديمة به.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اردوغان يكشف تطرفه بنفسه اردوغان يكشف تطرفه بنفسه



GMT 13:59 2021 الأحد ,27 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 00:15 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

العلاقات السعودية - الايرانية… وبيل غيتس

GMT 06:00 2021 الأحد ,09 أيار / مايو

أخبار من سورية وفلسطين

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon