عشر سنوات على الأزمة المالية الأخيرة

عشر سنوات على الأزمة المالية الأخيرة

عشر سنوات على الأزمة المالية الأخيرة

 لبنان اليوم -

عشر سنوات على الأزمة المالية الأخيرة

بقلم - جهاد الخازن

قبل عشر سنوات أفلس بنك «ليمان براذرز» في الولايات المتحدة. كان إفلاسه الأكبر في تاريخ البلاد فقد كانت موجوداته نحو 600 بليون دولار. إفلاسه أدّى الى سقوط مؤشر «داو جونز» 4.5 في المئة، وهذه أعلى نسبة منذ إرهاب 11/9/2001 في نيويورك وواشنطن وغيرهما.

المصرف سقط في آخر سنة لجورج بوش الابن في البيت الأبيض. وفي حين أنه لم يتسبب في سقوط المصرف فأنا لا أنسى للرئيس السابق أنه كان وراء تدمير العراق بحربه عليه عام 2003 ما أدى إلى قتل آلاف الأبرياء، ومعهم مئات من الجنود الأميركيين.

ما حدث لم يكن من نوع الانهيار الكبير في أوائل الثلاثينات من القرن الماضي، إلا أنه كان قريباً منه. والإدارة الأميركية عملت لإنقاذ رجال المصارف، وكأنها تنقذ الاقتصاد كله. وزير الخزانة (المالية) في ذلك الحين كان هنري بولسون الذي رأس قبل ذلك بنك «غولدمان ساكس» وهو اتِهم بالعمل لإنقاذ رؤساء المصارف لا الاقتصاد الأميركي ككل.

قرأت أن المسؤولين عن الاقتصاد في الإدارة عملوا لإصلاح النظام الاقتصادي حتى لا يشمل الخراب أجزاء أخرى منه مثل الإسكان والوظائف. هم وجدوا أن النظام المالي معقد جداً، ولعل تعقيد هذا النظام هو من أسباب الأزمة، ثم إن موقف المسؤولين عن الاقتصاد في الإدارة لم يقنع المواطنين العاديين بتأييدهم، فالمواطن اعتبرهم مسؤولين مع البنوك، وبالتالي لم يصدق مواقفهم المعلنة من الأزمة.

الإدارة تعهدت بإنفاق ترليونات الدولارات لإنقاذ النظام المالي. وهي بذلك منعت انهياراً من نوع ما حدث في ثلاثينات القرن الماضي. مع ذلك، الأزمة أدت إلى ضياع ملايين الوظائف في كل المجالات.

الأزمة كسرت العقد الاجتماعي بين المسؤولين عن الاقتصاد وبقية المواطنين وضاعت الثقة في المؤسسات المالية والإدارة التي تشرف على عمل هذه المؤسسات. ضياع الثقة أدى الى قيام حركات سياسية جديدة مثل «حزب الشاي» وأيضاً «احتلوا وول ستريت». هذه الحركات أدت إلى توسيع شق الخلاف بين الجمهوريين والديموقراطيين على كل شيء بما في ذلك الاقتصاد.

الولايات المتحدة تجنبت قيام حركات شعبية غير مسؤولة قد يؤدي عملها إلى حرب. مثل هذه الحركات تضم أعضاء يفضلون المواجهة ما يعني زيادة حدة الأزمة بدل العمل للخروج منها.

قرأت أن الأزمة كشفت في الولايات المتحدة أن الاقتصاد خدعة فغالبية من الأميركيين لم يكونوا يفهمونه أو يقدرون أداءه. الأميركيون كانوا مشهورين بالاستدانة لأداء حياتهم اليومية. إلا أن هذا أمر لا يفهمه الأميركي العادي، كالعامل مثلاً، فهو لا يدرك أن التحول إلى مجالات في العمل لا تحتاج إلى عاملين، سيسيء إلى قطاع كبير من المواطنين.

أقيم في بريطانيا وأعرف أن المصارف الأوروبية زعمت في حينه أن النظام المالي الأوروبي في أيدٍ أمينة. ربما كان هذا صحيحاً إلا أن انهيار البنك الأميركي أطلق أزمة مالية أدت إلى خسائر بنحو عشرة ترليونات دولار. كانت هناك بنوك كثيرة في أوروبا غامرت في سوق العقار وغيرها، وكادت تفلس لولا تدخل الحكومات لإنقاذها بدعم مالي هائل.

ربما تعلمت المصارف الأوروبية درساً من الأزمة. فالبرلمان الأوروبي أصدر تقريراً هذه السنة يشير إلى أن القروض السيئة هبطت من 6.5 في المئة عام 2014 إلى 4.2 في المئة العام الماضي.

ما سبق كله لا يعني أن النظام المالي العالمي لن يرى أزمة مالية من نوع ثلاثينات القرن الماضي أو 2008، فهناك أسباب للقلق منها، ما يصدر عن رجال المصارف أنفسهم، أو عن خبراء ماليين.

ما أعرفه هو أن بلادنا نجت من الأزمة المالية عام 2008، وجاء باراك أوباما إلى الحكم واستطاع أن يحسن الاقتصاد الأميركي في شكل ملحوظ، إلا أن خصومه لم يعترفوا له بأي إنجاز في حينه أو حتى اليوم.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عشر سنوات على الأزمة المالية الأخيرة عشر سنوات على الأزمة المالية الأخيرة



GMT 08:31 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

موازين القوى والمأساة الفلسطينية

GMT 08:29 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

ترامب يدّعي نجاحاً لم يحصل

GMT 08:24 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

فلسطين وإسرائيل بين دبلوماسيتين!

GMT 08:23 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

أزمة الثورة الإيرانية

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 17:54 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 لبنان اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد

GMT 21:25 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:17 2014 الثلاثاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

السيسي يجدد دماء المبادرة العربية

GMT 09:55 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي سعد لمجرد يُروج لأغنيته الجديدة "صفقة"

GMT 08:41 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

مكياج مناسب ليوم عيد الأم
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon