أكتب يوم الأحد في يوم الانتخابات البلدية في تركيا والناخبون سيختارون رؤساء بلديات وأعضاء مجالس بلدية
كنت في لبنان أشارك في الانتخابات البلدية ولم أرَ يوماً أنها مهمة، أما في تركيا هذه المرة فهي تبدو مهمة جداً وحزب العدالة والتنمية، أي حزب الرئيس رجب طيب أردوغان، متحالف مع حزب العمل الوطني الذي يرأسه دولت بهجلي. هذان الحزبان يزعمان أنهما "تحالف الشعب"، وطبعاً عدوهما المشترك هو أكراد تركيا الذين يريدون الانفصال في مناطقهم.
العدو الآخر هو "حزب الشعب" الذي يرأسه كمال كيلتشدار أوغلو و"الحزب الطيب" الذي ترأسه ميرال أكستر؛ وهذان الحزبان لهما مرشحون مشتركون لرئاسة بلديات ومجالس بلدية.
طبعاً ثالث كتلة في البرلمان التركي هي حزب "الشعب الديمقراطي"، وهو حزب كردي يسميه أردوغان وبهجلي "امتداد للإرهاب" ويدّعيان أن له علاقات مع حزب العمال الكردستاني المحظور.
كان بهجلي أيد اردوغان في انتخابات الرئاسة سنة ٢٠١٨، والرئيس فاز بولاية أخرى بعد أن أحرز ٥٢ في المئة من الأصوات. تحالف هذين الرجلين يأمل بالحصول على نسبة قريبة في الانتخابات البلدية، أو على الأقل مثل هذه النسبة في انتخابات رؤساء البلدية، وننتظر لنعرف الأرقام الصحيحة للفوز والخسارة.
نتائج الانتخابات ستنعكس على العلاقة مع الولايات المتحدة التي تؤيد فريقاً كردياً طرد "داعش" من آخر موقع لها في شرق سورية، وهناك خلافات على التسلّح وغيرها كلها ستكون محل نقاش في الانتخابات البلدية.
في خبر آخر أراه مهماً هو أن الرئيس البرازيلي السابق ميشال تامر يواجه محاكمة بتهمة الفساد. الادعاء العام في البرازيل قال إن تامر كان يدير شبكة فساد جمعت ٤٧٠ مليون دولار من الرشاوى.
المدعي العام ادواردو الحاج قال إن تامر كان يشغل أعلى منصب في الدولة وارتكب أسوأ جرائم في قانون العقوبات. هو أضاف أن تامر أبيض وثري وهذا لن يمنع القضاء من متابعة الموضوع كما يستحق وليس بتهاون لأن الجرائم ارتكبت في قصر الرئاسة.
تامر عمره ٧٨ سنة وهو أنكر كل التهم الموجهة إليه. هناك رئيس سبقه هو لويس ايناسيو دا سيلفا الذي دين بالفساد وهو ينفذ حكماً عليه بالسجن ١٢ سنة. الرئيسة ديلما روسيف طرِدت من الحكم سنة ٢٠١٦ بعد اكتشاف مخالفات في الموازنة العامة وخلفها نائبها تامر الذي خلفه جائير بولسونارو في كانون الثاني (يناير) الماضي.
أكمل بالإرهاب ضد مسجدين في كرايستشيرتش في نيوزيلندا، إذ قُتِل فيهما ٥٠ من المصلين وهناك في المستشفيات آخرون إصابتهم بالغة.
جمال فودة، إمام مسجد النور الذي نجا من القتل، خطب من على منصة أمام مسجده ودعا قادة العالم إلى مقاومة خطاب الكره. الإمام قال إنه رأى الكره في عين اليميني المتطرف القاتل، وهو أسترالي، إلا أنه بعد أسبوع يرى العطف والحنان على مسلمي نيوزيلندا من المواطنين الآخرين، وفي مقدمهم رئيسة الوزراء جاسندا آردرن التي كانت موضع تقدير المسلمين في كل بلد. أصغر القتلى من المسلمين كان الطفل مقداد إبراهيم وعمره ثلاث سنوات. هو كان مع أمه التي نجت من رصاص الإرهاب.
في إسطنبول كان هناك اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي، تكلم فيه وزير خارجية نيوزيلندا ونستون بيترز الذي عقّب على كلام للرئيس أردوغان وقوله أن تركيا ستلاحق القاتل إن لم تفعل نيوزيلندا. الرئيس التركي ذكر القاتل وجريمته في مهرجانات انتخابية عرض فيها الفيديو الذي بثه القاتل عن جريمته، ودعا نيوزيلندا إلى إعادة قانون الإعدام. الوزير النيوزيلندي قال إن "القاتل سيواجه حكم القانون، وسيدفع ثمن الجريمة". كنت أتمنى لو أن في نيوزيلندا حكم الإعدام ليلقى الإرهابي الجزاء الذي يستحق.