الايزيديون فلسطينيو القرن الحادي والعشرين

الايزيديون: فلسطينيو القرن الحادي والعشرين

الايزيديون: فلسطينيو القرن الحادي والعشرين

 لبنان اليوم -

الايزيديون فلسطينيو القرن الحادي والعشرين

بقلم : جهاد الخازن

كنت أعرف عن الإيزيديين في العراق اسمهم ولا شيء غيره. الآن أصبح هذا الاسم مرادفاً للمأساة أو المصيبة أو تصفية الجنس.

أكثر الأخبار عنهم لا يصلح للنشر في جريدة عائلية مثل «الحياة» فالدولة الإسلامية المزعومة استباحتهم، والإرهابيون دخلوا سنجار وقتلوا بضعة ألوف من الإيزيديين وشردوا حوالى 400 ألف، وأخذوا بنات صغيرات، دون سن المراهقة، سبايا فلا أزيد.

إذا كنت لا أعرف الإيزيديين فإنني أعرف المستأمنين، وهي صفة قوم لم يحاربوا المسلمين فأعطوا أماناً على أنفسهم وأموالهم. وفي القرآن الكريم «وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون» (سورة التوبة، الآية 6).

ما هو عذر الإرهابيين في الخروج على نصّ قرآني واضح؟ الإرهابيون قتلوا الرجال والأولاد الإيزيديين فوق 12 سنة، والنساء المسنات اللواتي لا يصلحن «سبايا»، وأخذوا أخريات سبايا وبعضهن دون المراهقة، ثم نقلوا حوالى ستة آلاف منهن الى الموصل، والآن أسمع أنهن نقلن الى الرقة. بعد سنتين من غزو سنجار قررت الأمم المتحدة في حزيران (يونيو) الماضي إن ما حدث فيها كان إبادة جنس.

إيزيديات كثيرات فررن من الدولة الإسلامية المزعومة، وحكين قصصاً لا يمكن نشرها هنا، فقد اعتُدي على بعضهن مئات المرات، ونُظمت مزادات لبيعهن. بعد أن اشترى عراقي ثري صغيرتَيْن، وأرسلهن الى أهلهن، أصدرت داعش بياناً يمنع ذلك ويهدد كل مخالف بالقصاص.

أختار مثلاً ناديا مراد التي خُطِفت مع أسرتها كلها من شمال العراق قبل سنتين، وهي في حوالى العشرين من العمر، فقد ضُرِبت واغتُصِبَت... وفرّت. هي بدأت حملة لتوعية الناس حول العالم الى كارثة الإيزيديين ونالت جائزة فاكلاف هافل لحقوق الإنسان. وعينتها الأمم المتحدة الشهر الماضي سفيرة نوايا حسنة تمثل ضحايا الاتجار بالبشر.

هناك مَنْ يساعد وألمانيا قبلت بموجب برنامج خاص للاجئين حوالى ألف ايزيدية من نساء وصغيرات، تعرضن لوحشية الإرهابيين، وهن الآن آمنات ولهن سكن ورعاية طبية شاملة. في كندا انضم الليبراليون الى المحافظين المعارضين في رعاية قرار يحتضن ضحايا حملات إبادة الجنس التي تشنها الدولة الإسلامية المزعومة. والحكومة الكندية تعتزم بدء استضافة الإيزيديات خلال أربعة أشهر. أيضاً المحامية أمل كلوني، ابنة زميلتنا بارعة علم الدين وزوجة الممثل جورج كلوني، أعلنت أنها ستمثل ضحايا الإرهابيين من الإيزيديات في المحاكم الدولية. أمل تركز على القانون الدولي وحقوق الإنسان ولا بد أن تصبح صوتاً مسموعاً في الدفاع عن الضحايا من الإيزيديين جميعاً.

الدول العربية كلها مقصرة، ومعها بريطانيا حيث تحمل عريضة توقيع 270 ألف مواطن يطالبون حكومتهم بالانتصار للإيزيديين. الحكومة لم تفعل شيئاً بعد، إلا أنني أعتقد بأن رئيسة الوزراء تيريزا ماي مشغولة بقضايا الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، والخلافات داخل حزب المحافظين الحاكم. أرجح أن تساعد عندما تجد الوقت للقضايا الأخرى.

أيضاً الإيزيديون في العراق لهم صفة مهجّرين أو لاجئين داخل بلادهم، وفي هذه الحال المساعدات لهم أقل كثيراً منها للاجئين في الخارج. أجد مأساة الإيزيديين من حجم «فلسطيني» وأرجو أن تهبّ كل دولة عربية قادرة لمساعدتهم.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الايزيديون فلسطينيو القرن الحادي والعشرين الايزيديون فلسطينيو القرن الحادي والعشرين



GMT 13:59 2021 الأحد ,27 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 00:15 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

العلاقات السعودية - الايرانية… وبيل غيتس

GMT 06:00 2021 الأحد ,09 أيار / مايو

أخبار من سورية وفلسطين

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon