شيطان الشاعر خرافة جميلة

شيطان الشاعر خرافة جميلة

شيطان الشاعر خرافة جميلة

 لبنان اليوم -

شيطان الشاعر خرافة جميلة

بقلم : جهاد الخازن

هل لكل شاعر شيطان؟ هذا ما اعتقد العرب في الجاهلية وفي عقود قليلة تالية، ثم مالوا إلى وصف الشاعر المبدع بالفحل، ولكن كانت لهذا الوصف شروط، فالفحولة ليست قصيدة عصماء واحدة أو اثنتين، بل خمس أو أكثر.

ربما اعتبرنا اليوم شيطان الشاعر من نوع خرافات الأقدمين. مع ذلك أسجل أن العرب في الجاهلية صدّقوا أن لكل شاعر شيطاناً يوحي له، ونُقِل عنهم أن:

امرؤ القيس شيطانه عقيبة بن نوفل

طرفة بن العبد شيطانه أبو الخطار

أبو تمام شيطانه عتاب بن حبناء

البحتري شيطانه طوق بن مالك

أبو نواس شيطانه حسين الدنان

المتنبي شيطانه حارثة بن المغلّس

ما سبق هو ما سجل الشاعر الأندلسي ابن شهيد في كتابه «التوابع والزوابع». غير أن أبا زيد القرشي، مؤلف كتاب «جمهرة أشعار العرب»، أورد شياطين شعر آخرين في فصل عنهم وقال:

امرؤ القيس شيطانه لافظ بن لاحظ

النابغة الذبياني شيطانه مدرك بن راغم

وفي حين لم يسجل اسم شيطان الحطيئة، إلا أن خبراً عن الأصمعي جعل صاحبه من الجن.

أفضل بيت شعر قرأته عن شياطين الشعر كان لأبي نجم العجلي، وشهرته أنه راجز، فقد قال:

إني وكل شاعر من البشر / شيطانه أنثى وشيطاني ذكر

أما حسّان بن ثابت فقال:

ولي صاحب من بني الشيعبان / فطوراً أقول وطوراً هوه

والشيعبان اسم للشيطان.

الأعشى ميمون بن قيس كان يزعم أن شيطانه مسحل، وقال عنه:

دعوت خليلي مسحلاً ودعوا له / جهنار جدعاً للهجين المذمم

الفرزدق تجاوز شياطين الشعر ورأى أن الذي يوحي إليه هو إبليس وابنه وقال:

وأن ابن إبليس وإبليس البنا / لهم بعذاب الناس كل غلام

هما نفثا في فِيَّ من فَمَوَيهما / على النابح العاوي أشد رجام

ونافس جرير الفرزدق في رأيه وقال:

إني ليلقي علي الشعر مكتهل / من الشياطين إبليس الأباليس

ولعل بشار بن برد كان نسيج وحده بين الشعراء، فقد كان يعتقد أنه ليس في حاجة إلى ملهم لأنه أقوى وحده، وهو سمّى الشيطان الذي عرض أن يساعده شنقناق وقال:

دعاني شنقناق إلى خلف بكرة / فقلت اتركني فالتفرد أحمد

في المقابل، الإغريق لم يتحدثوا عن شياطين الشعر، وإنما عن ربّة الشعر، وأول بيت من الشعر في إلياذة هوميروس التي ترجمها سليمان البستاني هو:

ربة الشعر عن أخيل بن فيلا / حدثينا واروي عناء طويلا

أما الإغريق القدماء فكان عندهم حوريات أو ملهمات للشعر هن كليو للتاريخ، وملبوميني للتراجيديا، وثاليا للكوميديا (اسم ابنة زميلتنا راغدة درغام)، وكاليوبي للملحمات، وأورانيا لعلم الفلك، ويوتيربي للموسيقى، وتيربسيكوري للرقص والشعر، وبوليهيمنيا للحكي (من دون تحريك الشفتين) والشعر المقدس، وإيراتو لشعر الحب.

الشاعرة الأندلسية نزهون أغضبها أن يكون للشاعر شيطان أو يكون فحلاً، ولا شيء للشاعرات فقالت:

جازيت الشعر بالشعر / فقل لعمري من أشعرْ

إن كنت في الخلق أنثى / فإن شعري مذكّرْ

المصدر : صحيفة الحياة

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شيطان الشاعر خرافة جميلة شيطان الشاعر خرافة جميلة



GMT 13:59 2021 الأحد ,27 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 00:15 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

العلاقات السعودية - الايرانية… وبيل غيتس

GMT 06:00 2021 الأحد ,09 أيار / مايو

أخبار من سورية وفلسطين

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon