السلطان اردوغان يظلم الأكراد

(السلطان اردوغان يظلم الأكراد)

(السلطان اردوغان يظلم الأكراد)

 لبنان اليوم -

السلطان اردوغان يظلم الأكراد

بقلم : جهاد الخازن

الرئيس (أو السلطان) رجب طيب أردوغان رد بانقلاب مضاد على محاولة الانقلاب الفاشل في تموز (يوليو) الماضي، وهو يسعى إلى إقامة نظام حزب واحد (أو سلطنة) في تركيا.

الأكراد في تركيا هدف دائم له، والحكومة أمرت باعتقال 13 عضواً من حزب الشعب الديموقراطي المؤيد للأكراد، وقد اعتُقِل 11 عضواً مع وجود إثنين خارج البلاد.

 السلطات أفرجت عن نائب واحد ولكن منعته من مغادرة البلاد.

الأكراد يمثلون غالبية من سكان جنوب شرقي تركيا، ولم تكن لهم علاقة إطلاقاً بمحاولة الانقلاب التي اتُّهِم بإدارتها الداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة.
منذ تلك المحاولة اعتقلت الحكومة التركية أو طردت عشرات الألوف من الضباط والقضاة والمدعين العامين والصحافيين وأساتذة الجامعات ومعلمي المدارس واليساريين، كما عطلت مواقع كثيرة على الإنترنت.

الأكراد مستهدَفون قبل غيرهم، والحكومة التركية أعلنت الشهر الماضي أنها ستمدد حالة الطوارئ 90 يوماً آخر، وعزلت 30 رئيس بلدية كردياً، وأوقفت 11 ألف معلم عن العمل، وأغلقت 20 موقعاً من ميديا الأكراد بينها محطة تلفزيون للأطفال.

كانت الحكومة رفعت الحصانة النيابية في أيار (مايو) الماضي عن حوالى خمسين من نواب حزب الشعوب الديموقراطي، ما سهَّل اعتقال الأعضاء، وبينهم زعيما الحزب صلاح الدين دميرطاش في أنقرة، وفيغن يوكسكداغ في ديار بكر. والنتيجة أن تظاهرات نظمت في إسطنبول انتصاراً للأكراد وردت عليها الشرطة بالعنف.

حزب الشعوب الديموقراطي دعا العالم كله إلى اتخاذ موقف ضد إجراءات الحكومة التركية، وزعيم حزب العمال الكردستاني مراد كارايليان قال إن رجاله سيزيدون العمليات ضد السلطات التركية. القمع الرسمي التركي جاء بعد تفجير في ديار بكر قُتِل فيه ثمانية أشخاص بينهم اثنان من رجال الشرطة.

تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي وحلفاؤها لم يفعلوا شيئاً إزاء القمع المستمر والمتفاقم، فأكثر ما صدر هو بيان للناطق باسم البيت الأبيض جوش إرنست قال فيه إن إدارة أوباما «قلقة جداً» إزاء الاعتقالات، وتصريح كاتي بيري، منسقة شؤون تركيا في البرلمان الأوروبي، عن أخبار سيئة جداً من تركيا تتحدث عن اعتقال أعضاء في حزب الشعوب الديموقراطي. أقول إن هذا تواطؤ أميركي وأوروبي مع أردوغان وليس موقفاً ضد الاعتقالات التعسفية.

أدين إرهاب حزب العمال الكردستاني إدانة كاملة، ثم أنتصر للأكراد في تركيا والعراق وسورية وكل بلد، فهم مظلومون محرومون من حقوقهم الوطنية، ويتعرضون لقمع غير مبرر قانونياً أو إنسانياً.

أقول هذا ثم أصر على أن أردوغان كان يعرف بمحاولة الانقلاب في تموز، فمن المستحيل أن يشارك فيها ألوف الضباط والسياسيين ولا تعرف الحكومة شيئاً عنها. هو تركها تبدأ ثم أحبطها واستغل الوضع التالي ليقمع المعارضين جميعاً ويبدأ بناء دولة حزب واحد، أي حزب العدالة والتنمية الإسلامي. ولعله أدرك أن حلفاءه في الناتو لا يستطيعون مواجهته مع استمرار المواجهة الأخرى مع الرئيس فلاديمير بوتين، من أوكرانيا إلى سورية وغيرها.

أردوغان له شعبية كبيرة بين الأتراك، خصوصاً سكان الأناضول الفقراء أنصاف المتعلمين، وكان يستطيع أن يبني نظاماً ديموقراطياً يصبح نموذجاً يُحتذى في كل بلدان الشرق الأوسط، إلا أنه اختار طريق ديكتاتورية مقنّعة تضطهد كل مَنْ يقف في وجه أطماعه الشخصية. لا أتكهن بشيء عن المستقبل، إلا أنني أقول إن أردوغان يسير بتركيا في طريق يُجانب الصواب.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلطان اردوغان يظلم الأكراد السلطان اردوغان يظلم الأكراد



GMT 13:59 2021 الأحد ,27 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 00:15 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

العلاقات السعودية - الايرانية… وبيل غيتس

GMT 06:00 2021 الأحد ,09 أيار / مايو

أخبار من سورية وفلسطين

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon