خطاب اوباما صَدَق وأهمَل

(خطاب اوباما: صَدَق وأهمَل)

(خطاب اوباما: صَدَق وأهمَل)

 لبنان اليوم -

خطاب اوباما صَدَق وأهمَل

بقلم : جهاد الخازن

باراك أوباما ألقى خطابه الأخير بصفته رئيس الولايات المتحدة في شيكاغو التي انطلق منها ليصبح أول رئيس أسود في تاريخ البلاد. المستمعون هتفوا: أربع سنوات أخرى، أربع سنوات أخرى. هو رد أنه لا يستطيع ذلك لأن الدستور ينص على ولايتين كحد أقصى للرئيس. هم ردوا عليه هاتفين: لا، لا، لا.

في الوقت ذاته، كان استطلاع للرأي العام أجرته مؤسسة زغبي يظهر أن 50 في المئة من الأميركيين يؤيدون عمل أوباما رئيساً، وهذا رقم عالٍ بالمقاييس الأميركية. وكان استطلاع لوكالة «أسوشييتد برس» وجامعة شيكاغو وجد أن 57 في المئة من الأميركيين يؤيدونه. استطلاع آخر أظهر أن دونالد ترامب أقل رئيس منتخَب شعبية في تاريخ البلاد.

أوباما كان صادقاً وهو يقول لأنصاره في شيكاغو إن الولايات المتحدة اليوم أقوى بكل المقاييس مما كانت عليه قبل ثماني سنوات. وقد تحدثت غير مرة عن الأزمة المالية التي ورثها أوباما من جورج بوش الابن، وكيف تجاوزتها الولايات المتحدة لتبقى أكبر قوة اقتصادية في العالم، فلا أزيد اليوم.

هو قال إنه لو زعم قبل ثماني سنوات أنه سينهي الأزمة الاقتصادية، ويبني أطول فترة من زيادة الوظائف في تاريخ البلاد، ويوقف البرنامج النووي لإيران، ويقتل الرجل وراء إرهاب 11/9/2001، أي أسامه بن لادن... سكت أوباما ثم قال إنه لو تعهد بذلك قبل ثماني سنوات لما صدّقه أحد على أساس أن وعوده أكبر من قدرته رئيساً.
أوباما أيضاً أشار إلى الضمانات الصحية لحوالى 20 مليون أميركي، أو ما يعرف باسم «أوباما كير»، وهو برنامج يهدد دونالد ترامب بإلغائه.

لم يخطئ أوباما في خطابه وهو يتحدث عن الديموقراطية ويقول إنها تصبح في خطر إذا اعتبرها الناس موجودة ولم يسعوا إلى صيانتها.

أوافق أيضاً على تحذير أوباما من «متطرفين يمارسون العنف ويزعمون أنهم يتحدثون باسم الإسلام»، كما أشار إلى دول يحكم كل منها ديكتاتور يعارض حرية السوق والديموقراطية المفتوحة والمجتمع المدني لأنه يرى فيها تهديداً لنظام حكمه.

طبعاً «الحلو ما يكملش»، وقد سجلت لأوباما في السطور السابقة ما أنجز وهو صحيح، إلا أنني كمواطن عربي أجد أن رئاسته تميزت بالحذر الشديد، وإلى درجة الجبن، فكل ما وعد به في خطابه المشهور في جامعة القاهرة سنة 2009 لم ينفذ، وكل خطوطه الحمر في سورية وغيرها أهملت. هو كان يستطيع ألا يعد حتى لا يُتَّهَم بأنه لم يفِ بوعوده. ربما كان الأمر أنه حاول وأحبط عمله الكونغرس الذي كانت فيه غالبية جمهورية خلال سنتين من دخوله البيت الأبيض وحتى اليوم.

أوباما لم يذكر دونالد ترامب في خطابه، إلا أن حديثه عن إنجازاته كان هدفه واضحاً، وهو المقارنة بما سيفعل ترامب رئيساً، فهو حتى اليوم لا يزال ينكر تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة الأميركية، ويقول إن التهمة من نوع «مطاردة الساحرات» في القرون الوسطى. البيان الرسمي الروسي الذي أنكر التدخل، وسرقة معلومات من كومبيوتر الحزب الديموقراطي، استعمل أيضاً عبارة «مطاردة الساحرات». هل هو توارد خواطر أو مصادر؟ ترامب كان سيعقد مؤتمراً صحافياً اليوم (الأربعاء) إلا أن موعده بعد كتابة هذه السطور.

في نهاية المطاف، ترامب رجل أعمال، وينتصر لأصحاب البلايين مثله، وأرى أنه سيفشل، وسيقود الولايات المتحدة إلى هاوية، سواء في المنافسة الاقتصادية أو العلاقات السياسية مع الدول الأخرى.

أوباما ذكّـر المستمعين وهو ينهي خطابه بشعار حملته الانتخابية: نعم نستطيع ونعم فعلنا، والمستمعون هتفوا معه، لكن أقول مرة أخرى: «الحلو ما يكملش».

المصدر: صحيفة الحياة

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطاب اوباما صَدَق وأهمَل خطاب اوباما صَدَق وأهمَل



GMT 13:59 2021 الأحد ,27 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 00:15 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

العلاقات السعودية - الايرانية… وبيل غيتس

GMT 06:00 2021 الأحد ,09 أيار / مايو

أخبار من سورية وفلسطين

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon