حملات كاذبة على السعودية والبحرين

(حملات كاذبة على السعودية والبحرين)

(حملات كاذبة على السعودية والبحرين)

 لبنان اليوم -

حملات كاذبة على السعودية والبحرين

بقلم : جهاد الخازن

أقرأ جريدة «الديلي ميل» اللندنية منذ عقود رغم أنني أراها يمينية متطرفة، وبين حين وآخر أجدها تنشر ما يعكس تطرفها لا أي التزام مهني. وهكذا كان وقرأت قبل يومين خبراً عنوانه: الدول الفاسدة التي تدفع ملايين (الجنيهات) لساندهيرست، أي الكلية العسكرية المشهورة.

القائمة المنشورة مع الخبر تضم البحرين وأفغانستان وباكستان والصين واليمن ونيجيريا وكينيا والمملكة العربية السعودية والسودان وليبيا. وهكذا فبين عشر دول في القائمة هناك خمس دول عربية.

لست كما قال الشاعر «من غزية إن غوت غويت وإن ترشد أرشد»، وبالتالي لا أدافع عن اليمن والسودان وليبيا، وإنما أزعم أنني أعرف البحرين والمملكة العربية السعودية معرفة شخصية مباشرة عمرها عقود، ومعرفتي بالتالي أفضل كثيراً من معرفة كتـّاب الافتتاحية في «واشنطن بوست»، فآخر ما طلعوا به هو: الحلف الدموي بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية. الحلف الدموي الوحيد هو بين الولايات المتحدة وإسرائيل الإرهابية المجرمة. وأحتقر الافتتاحيات من هذا النوع إلى درجة أنني لن أدخل في تفاصيلها.

أعود إلى خبر «الديلي ميل» الذي يعتمد على رئيس الحزب الليبرالي الديموقراطي البريطاني تيم فارون ومنظمة العفو الدولية. كاتبة الخبر تنسب إلى فارون قوله، إن القلق يشتد عندما ترسل دول في مقدمة منتهكي حقوق الإنسان أكثر المتدربين في ساندهيرست. أما أوليفر سبراغ، المسؤول عن الحد من التسلح في منظمة العفو، فيقول إن ساندهيرست لها شهرة عالمية، ويسأل هل تتأكد من أن الذين يتدربون فيها ليسوا مسؤولين عن قتل متظاهرين مسالمين أو تعذيب الناس الذين يعتقلونهم؟ الاثنان لا يقولان إن ساندهيرست تدرب الوافدين على أساس المبادئ البريطانية الطيبة.

أنصح فارون أن يهتم بحزبه الذي يكاد يخرج من البرلمان، كما أنصح سبراغ أن يدرس الموضوع بدل أن يسأل أسئلة «ملغومة» عن بلدان معلوماته عنها من طرف واحد هو طرف معارض، يصدق حيناً ويكذب أحياناً.

ثم إن من الوقاحة أن يتهم بريطاني أو اثنان دولاً أخرى متناسياً تاريخ بلاده الاستعماري في البلاد العربية، وحتى الحرب على العراق عندما انضم رئيس الوزراء توني بلير إلى الحرب الأميركية على العراق لأسباب زوِّرَت عمداً فقتل مئات الجنود البريطانيين مع ألوف الأميركيين، ودمر العراق ولا يزال.

البحرين تتعرض لمؤامرة منذ عقود، وهي مؤامرة خرجت إلى العلن سنة 2011. أنا سمعت في ليلتين متتاليتين في ميدان اللؤلؤ في المنامة خطيبين لم يتحدثا إطلاقاً عن حقوق الإنسان وإنما هتف كل منهما «يسقط النظام» وردد الحاضرون الهتاف بعده.
البحرين بلد مزدهر من دون موارد طبيعية تذكر، إلا أن في المعارضة عملاء للخارج يريدون إقامة نظام فيه من نوع ولاية الفقيه في إيران. كل حديث آخر يعكس جهلاً أو كذباً.

المملكة العربية السعودية، عبر تاريخها كله منذ ثلاثينات القرن الماضي، لم تهاجم بلداً آخر، ولم تحتل وتقتل في أراضي الآخرين. النظام السعودي مفصَّل على قياس أهل البلد، لا قياس سياسي بريطاني، والحكومة السعودية أكثر ليبرالية من ثلاثة أرباع الشعب المحافظ جداً.

السعودية لم تعمل مشاكل لنفسها في موسم الحج، وإنما واجهت تطرفاً وافداً، وهي تساعد المعارضة الوطنية في سورية كما تفعل الحكومة البريطانية، ولا مواقف لها حول العالم تتعارض مع السياسة البريطانية المعلنة.

رحبت بالسيدة تيريزا ماي رئيسة للوزراء بعد رحيل ديفــيد كامـــيرون، آخر المحــافظين الجدد، إلا أنني أعترض بشدة على كلامها عن وزير الخارجية الأميركي جون كــيري لانتقاده «أكثر حكومة يمــينية في تاريخ إسرائيل». إذا كانت الســـيدة ماي تتـــزلف لدونالد ترامب قبل زيارته الــشهر المقبل فأرجو ألا يكون هذا على حسابنا، كما أرجو أن يهتم الأميركيون بأنفسهم وأن يهتم تيم فارون وأوليفر سبــــراغ بالشأن البــريطاني قبل أن يحاضرونا في الأخلاق الحميدة.

المصدر صحيفة الحياة

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حملات كاذبة على السعودية والبحرين حملات كاذبة على السعودية والبحرين



GMT 13:59 2021 الأحد ,27 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 00:15 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

العلاقات السعودية - الايرانية… وبيل غيتس

GMT 06:00 2021 الأحد ,09 أيار / مايو

أخبار من سورية وفلسطين

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon