نصر كالهزيمة في حلب

(نصر كالهزيمة في حلب)

(نصر كالهزيمة في حلب)

 لبنان اليوم -

نصر كالهزيمة في حلب

بقلم : جهاد الخازن

لم ينتصر أحد في حلب، والضحية أهلنا من شعب سورية.

النصر في حلب يسمونه بالإنكليزية pyrrhic victory، أو نصر الملك اليوناني بايروس، فهو هزم الرومان في معركة حاسمة، إلا أنه خسر خيرة ضباطه وجنوده وقال: نصر آخر من هذا النوع نكون انتهينا.

بعد أشهر من القتال والقتل وتدمير حلب على رؤوس أهلها، خرج النظام ليقول: انتصرنا، وأخرج الصليب الأحمر الدولي الناجين من آخر معاقل المعارضة، وبدأ يبحث عن مكان يعالج فيه الجرحى.

الجرح في القلب، وأسمع وزير خارجية الولايات جون كيري يقول إن النظام السوري ارتكب مجزرة في حلب، ثم أقرأ افتتاحية صحيفة أميركية عنوانها «مدمرو حلب: الأسد وبوتين وإيران». هذا صحيح وناقص فقد كان يجب أن يُضاف اسم باراك أوباما إلى القائمة. هو وعد ولم يفِ، ووضع خطوطاً حمراً لم ينفذ منها شيئاً، وكان يستطيع أن يتصدى عسكرياً لأطراف القتال ولم يفعل. هو جبان يذكرني جبنه بصدق ما سمعت من قادة الإمارات العربية المتحدة عنه، فهم قالوا إنه وعد وأخلف الوعد وكذب، وإن دونالد ترامب أفضل منه. الآن كيري يقول إن بلاده ستساعد اللاجئين من حلب. كيف ذلك؟ تدفع نفقات دفنهم؟

المنتصرون المزعومون في حلب يقارنون «النصر» بصمود الروس في ستالينغراد أمام الغزاة النازيين عام 1942. هذا ليس صحيحاً، ففي ستالينغراد كان القتال بين بلدين، أما في سورية فالقاتل والقتيل في حلب كانا من أهل البلد، والمسلحون من الخارج ما كانوا وصلوا لولا تآمر جانب معهم ضد الجانب الآخر.

إذا لم تكن ستالينغراد، فهناك ساراييفو التي حاصرها صرب البوسنة أكثر من سنة ونصف السنة، فسقط أكثر من عشرة آلاف قتيل بينهم حوالى 1600 طفل. حلب ليست ساراييفو، كما أنها ليس غروزني التي حاصرها الروس سنتين انتهتا برفع العلم الروسي فيها قرب نهاية السنة ألفين، وقيام حكم عميل موالٍ لروسيا.

بلاد الناس للناس، غير أن حلب بلدنا، وما تعرض له أهلها وصمة عار في جبين الإنسانية كلها. الدول العربية انقسمت بين هذا وذاك من أطراف القتال، إلا أنها لم تفعل شيئاً على الأرض لإنقاذ الناس. الأسرة العالمية كلها وقفت جانباً وتتحمل نصيبها من ترك أهل حلب أمام آلة الموت. ماذا صنعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا؟ لا شيء إطلاقاً غير إطلاق تصريحات لا تفيد شيئاً وإنما تدين أصحابها.

روسيا تتحمل قسطاً أكبر من المسؤولية، فطائراتها دمرت أحياء حلب وقتلت ألوف المدنيين، ثم يقول فلاديمير بوتين في طوكيو للمدنيين السوريين أن يعيشوا بسلام. هي لم تكن تحارب مع النظام بقدر ما كانت تنتقم من الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى التي فرضت عقوبات عليها بعد أحداث أوكرانيا. أقرأ أن عقوبات جديدة قادمة، وأسأل هل نجحت العقوبات السابقة؟ هي لم تنجح ودفع ثمنها السوريون، لا أي أميركي أو روسي.

 العقوبات الجديدة سيكون لها التأثير نفسه، وغداً يدخل دونالد ترامب البيت الأبيض ويتفق مع فلاديمير بوتين علينا.

إذا كان لا بد أن نسمي منتصراً في حلب فهو إسرائيل والإرهاب. دولة الاحتلال والجريمة تقتل اليوم أهل فلسطين مع قضيتهم ولا أحد يسأل أو يحاسب، لأن الخبر اليومي هو حلب ومأساتها المستمرة بحرب أو من دون حرب.

مَنْ ستكون حلب الجديدة؟ وفي أي بلد؟ لا جواب عندي. الجواب عند النظام والمعارضة في هذا البلد أو ذاك.

المصدر : صحيفة الحياة

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نصر كالهزيمة في حلب نصر كالهزيمة في حلب



GMT 13:59 2021 الأحد ,27 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 00:15 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

العلاقات السعودية - الايرانية… وبيل غيتس

GMT 06:00 2021 الأحد ,09 أيار / مايو

أخبار من سورية وفلسطين

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon