دخل دونالد ترامب البيت الأبيض وشعاره «اميركا أولاً» وهو يستخدم قوانين ضريبية لحماية الانتاج المحلي، وإلى درجة أن يفرض رسوماً على زيتون أسبانيا والصلب من كندا.
الولايات المتحدة والصين في هدنة ضريبية، والصين وعدت بدرس الموقف الأميركي، وربما بالتعايش معه، غير أن الضرائب الأخرى خارج هذا النطاق.
منذ دخول ترامب البيت الأبيض في الشهر الأول من السنة الماضية أجرت إدارته أكثر من 120 تحقيقاً مع 31 دولة وصادرات منها الى الولايات المتحدة بأكثر من 12 بليون دولار. الصين شملها 38 تحقيقاً، والهند 12 تحقيقاً، وبعدهما كوريا الجنوبية ثم تايلند وتايوان وكندا وفيتنام وتركيا وايطاليا والبرازيل.
أكبر تحقيق كان ضد شركة الطائرات الكندية بومباردييه، ولجنة التجارة الدولية الأميركية وجدت أن الشركة الكندية لم تسبب ضرراً للأعمال المماثلة لها في الولايات المتحدة وألغت ضرائب عليها حجمها 300 في المئة. يكفي أن أقول هنا إن ترامب في أول سنتين له في الحكم جمع من القضايا ضد دول أخرى بما يزيد على معظم ما جمع باراك اوباما في ثماني سنوات له في البيت الأبيض.
إدارة ترامب تحقق الآن في ما يدخل الى الولايات المتحدة من شريط الفولاذ والأنابيب والبوليستر والمطاط والأسيد والملح والديزل وغيرها.
ما سبق لا يشغل ترامب عن الأمور الأخرى، وقرأت مقابلة في «واشنطن بوست» مع رئيس وزراء باكستان عمران خان، وهو لاعب كريكت سابق حقق نجاحاً هائلاً في الرياضة. هو اختلف مع دونالد ترامب وقال في المقابلة إن الرئيس الأميركي يجب أن يدرك أن باكستان لن تخوض حروب الولايات المتحدة، وإنما تعمل حكومتها لتحقيق الأفضل لشعبها. كان خان وترامب تبادلا تغريدات حملت فيها باكستان جزءاً من المسؤولية عن سياسات أميركية خاطئة، مثل الحرب في أفغانستان.
في السياسة الداخلية قال الرئيس ترامب للصحافيين إنه سيرشح وليام بار، المدعي العام السابق، وزيراً للعدل ما أزال أسباب القلق بين موظفي الوزارة الذين كانوا يخشون أن يعين الرئيس وزيراً لا يعرف دقائق عمل هذه الوزارة.
ترامب قال «لا يوجد أحد أكثر قدرة على إدارة عمل الوزارة» وتكهن بأن أعضاء من الحزبين الجمهوري والديموقراطي سيؤيدون تعيينه. هذا ممكن إلا أن أعضاء ديموقراطيين طلبوا أن يؤكد بار أن المحقق الخاص روبرت مولر سيستمر في تحقيقه في تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة سنة 2016 وهو تحقيق بدأ يصل الى ترامب نفسه.
الرئيس ترامب أعلن أيضاً أن هيثر نويرت، الناطقة بإسم وزارة الخارجية ستصبح سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة خلفاً لنيكي هيلي التي ستترك المنصب في نهاية هذه السنة.
الرئيس ترامب قال عن نويرت إنها «موهوبة جداً وذكية جداً وسريعة وأعتقد أنها ستحظى باحترام الجميع».
نويرت عملت لـ«فوكس نيوز» بين 1998 و2005 ثم عملت سنتين لتلفزيون «اي بي سي» قبل أن تعود الى «فوكس نيوز» سنة 2007. مراقبون تحدثوا عن صعود نويرت الخرافي بعد سنتين لها في الإدارة. هي ذكية وعمرها 48 سنة، ولعلها تنجح حيث أخفقت هيلي.
أخيراً، عاد الخلاف بين دونالد ترامب ووزير خارجيته الأول ريكس تيلرسون الى الظهور علناً، فقد قال الوزير السابق في حفلة خيرية في تكساس إن الرئيس كان يقول له أريد منك أن تعمل هذا، وهذه هي الطريقة لتحقيقه. وكان تيلرسون يرد عليه بأن ما يطلب غير قانوني.
الآن تيلرسون قال عن ترامب إنه غير منظم ورد الرئيس بأن الوزير السابق «غبي مثل صخرة» وإنه «كسول مثل جهنم»،
هذه حرب ستستمر، وأصدق فيها تيلرسون أكثر مما أصدق الرئيس.
نقلا عن الحياة
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع