كنت وأصدقاء في هنغاريا للصيد، وهو شيء نفعله هناك منذ ٤٠ سنة بعد أن وجدنا في الصيد في لبنان خطراً على الحياة
هذه المرة كنا أربعة صيادين جمعنا في يومين ونصف يوم حوالي ١٨٠٠ طائر. وكان معنا أبناء الصيادين الذين بدأنا معهم وتوفوا واحداً بعد الآخر فلم يبقَ إلا الأبناء، وهم أصدقاء وأكثر معرفة بشؤون الصيد من كبارهم
ذهبت الى هنغاريا من لندن وعدت اليها ثم توجهت الى بيروت لأفاجأ بانتفاضة شعبية ضد الحكم وأهله، وضد البطالة وارتفاع أسعار المعيشة
لا أدري كم ستستمر "الانتفاضة" وإنما أرجو أن تنتهي رحمة بأهل البلد، ورحمة بي أيضاً لأنني اعتدت أن أتمشى على كورنيش الجامعة الاميركية، والتظاهرات قد تمنعني من ذلك
في لبنان كنت والأصدقاء نصطاد في الجنوب، ونحتفظ بالبنادق عند مختار النفاخية التي كنا نصل اليها من مفرق قبل صيدا يمر بالعباسية ودير قانون النهر. كان أفضل صيد لنا هناك على الحدود مع فلسطين المحتلة، وأعترف للقارئ بأننا واجهنا مرة جنوداً اسرائيليين في المنطقة، تركونا نذهب ونحن نحمل بنادق الصيد
انتقلنا بعد التهديد الاسرائيلي لجنوب لبنان الى منطقة من لبنان تمتد من الهرمل حتى حدود سورية، ولعلي سجلت مرة بعد مرة أن جنديين سوريين على جملين قالوا لنا: بواريدكو شباب، فقد كنا قطعنا ساقية صغيرة وأصبحنا في سورية
الفلاحون اللبنانيون في المنطقة هبوا لمساعدتنا وواحد منهم وضع بندقية في بطن جندي سوري على جمله، وقال: انزلوا أو بقوِّص. الجنديان نزلا والفلاحون سقونا والجنديين قهوة "سلام" وعدنا الى داخل لبنان مع بنادق الصيد
ما سبق جميل، إلا أنه لا يمنعني من أن أتحسر على عدم قدرتي على السير على كورنيش الجامعة. قديماً كان الكورنيش يستقبل لبنانيين من كل منطقة وطائفة، وهو لا زال كذلك إلا أن جماله القديم انتهى
هذه الأيام لا أمشي على الكورنيش إلا وأرى أكوام القمامة على الشاطئ، وهي زجاجات فارغة وبقايا طعام وأحياناً ثياب قديمة وغير ذلك. أين هذا من أيام كنا نسير هناك ولا سبب لتوقع شيء غير أن نرى أصدقاء يسيرون على الكورنيش مثلنا
لو كنت مسؤولاً في حكومة لبنان لكان عندي اقتراح لتنظيف شاطئ الكورنيش، فأولاً تكلف شركة بجمع القاذورات عن الشاطئ ثم توضع لافتات تقول إن كل مَن يضبط وهو يلوث الشاطئ بزجاجة كولا فارغة أو أي شيء مثل ذلك يعاقب بغرامة رادعة
أعتقد أن وجود شرطة على الكورنيش سيجعل الناس يفكرون مرتين قبل تلويث الشاطئ ببقايا ما يحملون من طعام وشراب
درست للبكالوريوس والماجستير في الجامعة الاميركية في بيروت، وكان أستاذي للماجستير صديقي إحسان عباس الذي تقاعد في الأردن وتوفي فيه. درست مع أخينا إحسان الأدب الأندلسي، وحفظت كثيراً من الشعر ونبذاً عن حياة شعراء الأندلس
كانت هناك معارك مستمرة مع الإسبان في المنطقة التي بقيت لهم. العرب في الأندلس دخلوا فرنسا واحتلوا جزءاً من الريفيرا الفرنسية ثم انسحبوا الى اسبانيا لأنهم لم يستطيعوا حماية ما احتلوا من المنطقة
كانت أيام الجامعة جميلة بالدراسة والاخوان والأخوات، خصوصاً الأخوات، ولن أكشف شيئاً مستوراً وإنما أقول إنني وزاهي المصري، الأخ الأصغر لطاهر المصري، تزوجنا زميلتين من الأصدقاء ورزقنا بنيناً وبنات، بعضهم تزوج
عقبال أولاد القارئ أو القارئة