نتانياهو يركب رأسه وإسرائيل تخسر

(نتانياهو يركب رأسه وإسرائيل تخسر)

(نتانياهو يركب رأسه وإسرائيل تخسر)

 لبنان اليوم -

نتانياهو يركب رأسه وإسرائيل تخسر

بقلم : جهاد الخازن

كان اسحق رابين أفضل رئيس وزراء إسرائيلي منذ احتلال فلسطين سنة 1948، إلا أن اليمين (ليكود أو غيره) قتله وقتل معه عملية السلام. بنيامين نتانياهو يمثـّل هذا اليمين من الليكود والمستوطنين والاحتلال المستمر، وهو من نوع أسفل رؤساء وزارة مرّوا على إسرائيل مثل اسحق شامير ومناحيم بيغن وارييل شارون.

نتانياهو والرئيس الأميركي باراك أوباما يفرّق بينهما كره مشترك يظهر حيناً ويختفي حيناً آخر، وبما أن الكونغرس يؤيد إسرائيل ضد المصالح الأميركية نفسها فإن قدرة الرئيس الأميركي على مواجهة نتانياهو محدودة، وإلى درجة أن الكونغرس يقرر زيادة المساعدات العسكرية والاقتصادية لإسرائيل على حساب دافع الضرائب الأميركي، بل على خلفية برنامج الرئيس للضمانات الصحية التي تفيد فقراء الأميركيين، وهو برنامج عارضه الكونغرس واستعمل الرئيس الفيتو ليبقى البرنامج.

إسرائيل تتلقى من الولايات المتحدة مساعدة سنوية معلنة هي 3.1 بليون دولار، وأكثر منها مساعدات غير معلنة. هذه المساعدات تدعم الاحتلال وقتل الرجال والنساء والأطفال الفلسطينيين وهدم البيوت، كما تمكن حكومة إرهابية من البناء في القدس. هناك مدينة مقدسة واحدة هي القدس العربية.

نعرف جميعاً أن المجموعة الدولية، بقيادة الولايات المتحدة، وقعت مع إيران في 14/7/2015 برنامج العمل المشترك الذي أخـَّر البرنامج النووي الإيراني عشر سنوات على الأقل. قبل أسبوعين دفعت الولايات المتحدة 400 مليون دولار من الأموال الإيرانية المحتجزة وقرأت في ميديا ليكود الأميركية حملات بذيئة كاذبة على أوباما وإدارته.

نتانياهو سبق الجميع بإدانة الاتفاق مع إيران التي كان هدّدها يوماً بهجوم عسكري لتدمير مفاعلاتها النووية، ولم ينفذ لأن كل مَنْ يعرفه في شكل مباشر وشخصي يقول إنه جبان مثل ذلك الكلب الذي نباحه أقوى من عضِّه.

نتانياهو هاجم الاتفاق وإسرائيل تملك ترسانة نووية مؤكدة، سرقت المادة لها والتكنولوجيا من الولايات المتحدة، أحياناً بتواطؤ كبار المسؤولين الأميركيين. عندي اعتراضات على السياسة الإيرانية من الخليج إلى سورية ولبنان إلا أن إيران لا تحتل بلداً آخر كما تفعل إسرائيل ولا تقتل الناس تحت الاحتلال، كما تفعل دولة الجريمة التي يسمّونها إسرائيل.

كان أوباما تحت ضغط هائل من الكونغرس واللوبي اليهودي والميديا الليكودية لتحسين العلاقة مع إسرائيل بعد الاتفاق، إلا أن نتانياهو ركب رأسه وحاول إلغاء الاتفاق ما يذكرنا بالذَنَب الذي يهزّ الكلب بدل العكس... يعني دولة احتلال إرهابية صغيرة تريد أن تفرض رأيها على بلد ديموقراطي، أو الدولة العظمى الوحيدة الباقية في العالم.

لعل نتانياهو في غروره وجبنه اعتقد أن الكونغرس سيرغم الرئيس على إلغاء الاتفاق مع إيران، إلا أنه فشل، وما حدث أنه زاد العلاقة مع أوباما تأزيماً وكرهاً، وهو ينسى الأهم.

الأهم أن الولايات المتحدة مقبلة في أقل من ثلاثة أشهر على انتخابات رئاسية، ومعها انتخاب كل أعضاء مجلس النواب وثلث أعضاء مجلس الشيوخ. الرئيس أوباما انتصر للمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون وحضر مهرجانات انتخابية معها، وهو حتماً يريد مساعدتها كما ساعدته هي وزوجها بيل في حملتيه الناجحتَيْن للرئاسة.

النجاح يعني تكميم عصابة إسرائيل في الولايات المتحدة وإقناع اليهود الأميركيين باختيار المرشحة الديموقراطية، وهم في غالبيتهم العظمى ينتمون إلى حزبها وليس إلى الحزب الجمهوري.

لو أن نتانياهو سكت عن الاتفاق النووي مع إيران الذي يفيد إسرائيل قبل أي بلد آخر، لكانت إسرائيل ربما حصلت على 45 بليون دولار من المساعدات الأميركية للسنوات العشر المقبلة. الكونغرس كان طلب زيادة المساعدات لإسرائيل، لا لفقراء الأميركيين، وكان يستطيع فرض موقفه على رئيس بحاجة إلى أصوات يهود بلاده.

كل التعاون الأميركي مع إسرائيل هو على حساب الدول العربية، وأتمنى لو تأخذ مصر دوراً قيادياً في التصدّي للدولة العظمى والدولة المسخ، فلا أنسى أن أسجل أن الولايات المتحدة تساعد إسرائيل في برامج صاروخية وفي القبة الحديد ضد صواريخ «حماس».

«حماس» حركة تحرر وطني أعارض موقفها من السلطة الوطنية وأؤيدها تأييداً مطلقاً ضد إسرائيل وأنصارها.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نتانياهو يركب رأسه وإسرائيل تخسر نتانياهو يركب رأسه وإسرائيل تخسر



GMT 13:59 2021 الأحد ,27 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 00:15 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

العلاقات السعودية - الايرانية… وبيل غيتس

GMT 06:00 2021 الأحد ,09 أيار / مايو

أخبار من سورية وفلسطين

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة

GMT 10:32 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

جرعة أمل من مهرجانات بعلبك “SHINE ON LEBANON”

GMT 17:24 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف الشريف يتحدث عن عقدته بسبب يوسف شاهين

GMT 10:01 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يتصدّر ميدان "تايمز سكوير" في نيويورك

GMT 21:00 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 18:41 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

كرة القدم ضحية فيروس كورونا من تأجيل بطولات وإصابة نجوم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon