بقلم : جهاد الخازن
أعضاء في "مشروع لنكولن" نشروا تقريراً عن الأوضاع في الولايات المتحدة. هم يقولون إن البلاد ستواجه انتخابات مصيرية في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، كما انها تواجه وباء قاتلاً هو فيروس كورونا وانهياراً اقتصادياً وشيكاً إن لم يكن قد حصل حتى الآن
هم قالوا إن الولايات المتحدة رئيسها لم يكن مؤهلاً للحكم، وقد أظهر عجزه في القيادة والإدارة والجاسوسية والأخلاق. هم قالوا إنهم أسسوا "مشروع لنكولن" وكان هدفهم هزم دونالد ترامب في انتخابات تشرين الثاني المقبل. هم قالوا إن البلاد تواجه ظروفاً صعبة وإنهم اختاروا أن يضعوا نائب الرئيس جو بايدن في مركز القيادة
هم قالوا إن بايدن له المواصفات ليكون مرشح الديمقراطيين وليهزم ترامب في الخريف المقبل. هو عكس ترامب الذي يرى الرئاسة فرصة ليقيم حول نفسه هالة شخصية، فبايدن يريد أن يخدم الاميركيين ويقدم لهم ما يحتاجون اليه
هم قالوا أيضاً إن بايدن يعكس الولايات المتحدة، فهو ولد لأسرة من الطبقة المتوسطة في بنسلفانيا، حيث يكثر الفحم، وكانت له مشاكل عائلية وشخصية كثيرة كانت تكفي لقصم ظهر أي إنسان آخر
بايدن نظم نفسه ومع دخوله الحكم أظهر أنه محترم وإنساني. هو سجل انتصارات لم تخلّ بعقله، فله صداقات في الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ومع هذا كله فهو يحب بلاده وشعبها وله بسمة عريضة وقلب مفتوح
بايدن عكس دونالد ترامب الذي لام الآخرين على كل مشاكل بلاده، وهو له مشاكل في شخصيته إلا أنه إنسان طيب وهو مستعد لإتمام العمل الذي سيساعد الولايات المتحدة على العودة الى طريق الصحة والانتعاش المالي
أعضاء "مشروع لنكولن" قالوا إن بايدن ليس سخيفاً في نظر قادة العالم وليس له أطماع شخصية. هو سيعيد تأمين سفينة الدولة ويحيط نفسه بمستشارين لهم القدرة والخبرة والحكمة ولن يحيط نفسه بمجموعة من طلاب الشهرة والمال
ترامب يترك المستمعين اليه في ثورة عليه أو منقسمين حوله. هو لا يعمل لشيء سوى نفسه، ولا يرى شيئاً من قيم الولايات المتحدة وشعبها ومطالبه
بايدن في المقابل يعرف متطلبات الرئاسة فهو يراها "بزنس" موت أو حياة، وان انتخابه رئيساً سيكون له تأثير حول العالم وفي حياة كل اميركي
المشكلة مع فيروس كورونا هي مثل مخيف على عمل الرئاسة. الموت والتراجع الاقتصادي الذي خلفته الأزمة أصبح أسوأ لأن ترامب وادارته رفضوا العمل لتخفيف وطأة الفيروس وإعادة البلاد الى توازنها في وقت أقصر
كتّـاب التقرير سألوا أنفسهم إذا كان بايدن سيكون في الرئاسة عاملاً لبلاده أو أنه سيكذب دفاعاً عن نفسه، هل سيذهب الى محطات التلفزيون وسوق الأسهم وتقدير الناس لعمله أو يدرس قرارات لتحسين أمن الاميركيين؟ الجواب سهل فبايدن سيكون رئيساً أفضل خلال أزمة تعصف بالأمريكيين جميعاً
الاميركيون شاهدوا الفساد والمحسوبية أيام ترامب ولا يستطيعون أن يروا أربع سنوات أخرى من الوضع نفسه. إذا بايدن تسلم الحكم في كانون الثاني (يناير) المقبل لن يكون في حاجة الى تدريبه على الرئاسة