جهاد الخازن
بنيامين نتانياهو قال للرئيس باراك أوباما: لا تصدق ايران. اكبر كذاب في العالم (والكذب أقل ذنوب مجرم الحرب رئيس وزراء إسرائيل) يحذّر الرئيس الأميركي من تصديق الرئيس حسن روحاني.
لست مغامراً البتة، خصوصاً في عملي، وربما ألقى يوماً مصير الجاحظ فتنهار عليّ الوثائق والمراجع التي احتفظ بها في مكتبي عن المقالات التي انشرها باسمي. مع ذلك يوم الثلثاء الماضي غامرت معلقاً على خطاب نتانياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة، قبل ساعات من إلقائه (مقالي المنشور الأربعاء الماضي)، لأنني كنت واثقاً أنني اعرف ما سيقول.
وهكذا فرئيس وزراء دولة إرهابية كلها تقوم على احتلال ارض فلسطين وتملك ترسانة نووية مؤكدة يريد تدمير برنامج نووي في بلد آخر لا يملك سلاحاً نووياً.
نتانياهو بقي أياماً في الولايات المتحدة بعد إلقائه خطابه لحشد التأييد لموقفه، وهو وجد آذاناً صاغية في مجلسي الكونغرس الأميركي حيث هناك أعضاء اشتراهم لوبي إسرائيل.
لاحظت أن بين الذين رحبوا بنتانياهو عضو الكونغرس أيلينا روس - ليتينين، وهي مهاجرة يهودية من كوبا ترأس اللجنة الفرعية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأجدها تمثل إسرائيل في الكونغرس حتى عندما يكون رئيس وزرائها مجرماً متطرفاً من نوع نتانياهو. والكل رحب بسفير إسرائيل الجديد لدى الولايات المتحدة رون ديرمر، وهذا أميركي آخر هاجر إلى إسرائيل وأصله من ميامي بيتش في فلوريدا، ولاية المهاجرة روس - ليتينين.
إن لم يكن نتانياهو كذاباً فهو وقح جداً، وإلى درجة أن يتهم ايران بتأييد الإرهاب في اليوم الذي عثر فيه على مجتبي احمدي، المسؤول عن حرب التكنولوجيا، مقتولاً في غابة صغيرة قرب طهران.
لا اتهم إسرائيل بقتله، وإنما انتظر قرار المحققين، ولكن أقول إن إسرائيل اغتالت خمسة علماء نوويين إيرانيين منذ عام 2007، واغتالت كثيرين غيرهم حول العالم. وهكذا فرئيس وزراء دولة تمارس الإرهاب منذ قامت يتهم دولة أخرى بالإرهاب.
أتوقف هنا لأقول إن عندي ألف اعتراض على السياسة الإيرانية، إلا أنها اعتراضات عربية، فقد كنت أتمنى لو أن الرئيس روحاني أرفق جهوده لتحسين العلاقة مع الولايات المتحدة، بجهود موازية لتحسين علاقات بلاده مع دول الخليج وإزالة أسباب التوتر. وهو سيفيد ويستفيد لو أقنع حزب الله بالانسحاب من الحرب الأهلية السورية ليبقى قوياً ضد إسرائيل. وأقترح أن تبدأ الجهود الإيرانية في الخليج مع الإمارات العربية المتحدة، فعندها أسباب حقيقية للشكوى من تعامل ايران معها، خصوصاً من أيام محمود احمدي نجاد.
أسجل هذا لأن لوبي إسرائيل وليكود أميركا والمحافظين الجدد والآخرين من عصابة الشر والحرب روّجوا لفكرة أن دول الخليج في خندق واحد مع إسرائيل ضد ايران.
أنا أعرف الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهم لا يعرفونه، وما أعرف أن من (سابع) المستحيلات أن يتفق مع إسرائيل على شيء، ووزير خارجيته الأمير سعود الفيصل مواقفه معلنة كما في عدم إلقاء الخطاب السعودي في الجمعية العامة احتجاجاً على غياب مسار سياسي في سورية، والتركيز على الكيماوي. وفي الإمارات أبناء الشيخ زايد وهم لن يفرطوا بإرث أبيهم، وفي الكويت الشيخ صباح الأحمد، الصديق منذ 40 سنة و»العروبي» الأصيل رغم صدام حسين. أيضاً أعرف الملك حمد بن عيسى على امتداد عقود، والسلطان قابوس منذ 1975. (الشيخ تميم بن حمد جديد في الحكم).
هؤلاء القادة لن يقبلوا إطلاقاً أي تعاون مع إسرائيل ضد إيران.
وغداً سنرى إن كنت أصبت.
نقلاً عن "الحياة"