السيد حسن نصرالله وما كان يمكن أن يكون

السيد حسن نصرالله وما كان يمكن أن يكون

السيد حسن نصرالله وما كان يمكن أن يكون

 لبنان اليوم -

السيد حسن نصرالله وما كان يمكن أن يكون

جهاد الخازن

  يومان في بيروت - 1

بعد حرب صيف 2006 بين «حزب الله» وإسرائيل، رأيت صور السيد حسن نصرالله في كل متجر دخلته في خان الخليلي، وكان معي زملاء من مكتب القاهرة رأوا الصور معي، ورأيت صوره في جامعة الأزهر. الآن لم تبقَ للسيد صورة واحدة في القاهرة.

بل إنني سمعت كلاماً إيجابياً عن السيد حسن نصرالله من مواطنين سنّة في البحرين، قالوا إن الصمود في وجه آلة الحرب الإسرائيلية رفع رؤوس العرب جميعاً. قبل أيام وعلى هامش سباق «الفورمولا 1» في البحرين، قال لي أحد الذين امتدحوا السيد قبل تسع سنوات: «يبدو أننا أخطأنا في فهم سياسة زعيم حزب الله».

اليوم لا يلقي السيد حسن نصرالله خطاباً إلا ويزيد العداءَ له والأعداء لـ «حزب الله». أنصاره سيبقون له أخطأ أو أصاب، غير أن غالبية العرب مسلمون سنّة، وربما أكثر من 90 في المئة، ولا أرى أن استعداءهم يفيد السيد أو حزبه، أو الشيعة العرب أو إيران.

بعد الخطاب الأخير للسيد حسن نصرالله وانتقاده دور المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين في اليمن، لم أقرأ جدلاً موضوعياً أو متشنجاً، ولم أرَ حواراً فكرياً أو غيره، وإنما كان هناك تبادل اتهامات.

لم أكن يوماً قليل الأدب ولن أكون اليوم، وقد أيّدت سقوط «الإخوان المسلمين»، ثم طالبت بالإفراج عن قادتهم، وأرجو ألا يبقى محمد مرسي في السجن 20 عاماً. كذلك أؤيد برنامجاً نووياً عسكرياً إيرانياً وأطالب العرب بمثله.

أحاول أن أكون موضوعياً، وكلامي اليوم موجه إلى السيد حسن نصرالله، بتهذيب فات أعداءه والمنافقين في الميديا التابعة له، فأنا أرى أنه امتلك حرية الحركة ولم يستعملها.

كان السيد حسن نصرالله يستطيع أن يكون زعيماً عربياً بالغ الأثر بعد 2006، فاختار فريقاً دون فريق.

أبدأ بأسهل الأمور، فأنا أرى أهل الخليج في لندن وباريس، وحيث ذهبت في أوروبا، ولا أراهم في لبنان. لو أن السيد قال للسياح العرب أنهم أهل وإخوان، وأنهم في ضيافة كل اللبنانيين وحمايتهم، ويا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت رب المنزل، لعادوا إلى بيروت والجبل. أقول أن السياحة تفيد اللبنانيين جميعاً، ومنهم الشيعة.

في سورية، ما تمنيت أن يُقتَل شباب لبنانيون تدربوا وتسلحوا ليدافعوا عن بلدهم ضد إسرائيل. لا شهيد لبنانياً في سورية، بل ضحية ككل ضحية أخرى. كنت أعرف، ويعرف الناس، مدى إعجاب الرئيس بشار الأسد بالسيد حسن نصرالله، وكان السيد يستطيع ترجمة هذا الإعجاب إلى نصحٍ يوقف آلة القتل ويحمي أرواح الناس.

في أهمية ذلك أو أهم أن السيد حسن نصرالله كان يستطيع أن يلعب دور الوسيط بين إيران والمملكة العربية السعودية، بما يفيد البلدين ودول الخليج وربما يمنع القتل في اليمن وغيره. الحوثيون جزء من طائفة واحدة، ولن يحكموا اليمن مهما حاولوا، والدمار الحالي ربما ما كان حصل لو أن السيد تدخل من البداية مع جماعات تثق به، ولو أنه كان أبقى خيط الاتصال قائماً مع القيادة السعودية.

هو اختار أن يهاجم الرد السعودي على الحوثيين، والنتيجة ما نرى.

لا أعرف ما إذا كان فات وقت أن يلعب السيد حسن نصرالله دور المصلح وداعية الخير بين العرب، إلا أنني أعرف أن هذا الدور كان متاحاً له كما لم يُتَحْ لأحد غيره في زمننا هذا.

أخيراً، عندما طلبت أن أرى السيد حسن نصرالله بعد 2006 عوملتُ كأنني صحافي خواجا، وطلبي مستحيل لأن لا ثقة إلا بالناس حوله. اعتبرت ذلك إهانة، ولم أكرر الطلب، فلعل السيد يقرأ هذه السطور.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السيد حسن نصرالله وما كان يمكن أن يكون السيد حسن نصرالله وما كان يمكن أن يكون



GMT 17:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 16:02 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 16:00 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 15:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

GMT 15:52 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لحوم العلماء ومواعظهم!

GMT 15:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

وجع فى رأس إسرائيل

GMT 15:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حكم «الجنائية» وتوابعه

GMT 15:44 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

«الثروة» المنسية ؟!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon