بعد ربع قرن من تحرير الكويت

بعد ربع قرن من تحرير الكويت

بعد ربع قرن من تحرير الكويت

 لبنان اليوم -

بعد ربع قرن من تحرير الكويت

جهاد الخازن

مضت 25 سنة، أو ربع قرن، على تحرير الكويت. السنوات تسرع بنا، واحدة بعد الأخرى، ثم نستفيق ونسأل: أين ذهب العمر؟

قوات صدام حسين احتلت الكويت في يومين، وهُزِمَت في يومين. القوات الغازية دخلت الكويت في الثاني من آب (أغسطس)، وخرجت من الكويت خلال يومين من بدء حرب التحرير، مع أن التاريخ يقول إن التحالف الدولي هاجم القوات العراقية في 17/1/1991، وطردها نهائياً في 28/2 من السنة نفسها. هذا ما يقوله التاريخ. ما أعرف وقد عايشت الحرب يوماً بيوم وساعة بساعة، هو أن القوات العراقية لم تحارب، وإنما فرَّت، وصدام حسين قبِلَ بسرعة 12 قراراً أقرتها الأمم المتحدة، وعادت الكويت بلداً مستقراً ذا سيادة وليس المحافظة العراقية التاسعة عشرة.

كانت الساعة بين الخامسة والسادسة صباحاً بتوقيت لندن، عندما اتصل بي مراسلنا في واشنطن رفيق المعلوف، وقال لي بصوت متهدج إن صدام حسين دخل الكويت. لم أفكر في احتلال وإنما قلت لرفيق: يعني احتل حقل شمال الرميلة؟ قال: لا، لا، القوات العراقية في مدينة الكويت. خلال دقائق، اتصل بي ديبلوماسي أميركي صديق هو جيك إدي من واشنطن، لينقل إليّ الخبر نفسه (جيك ابن أخي وليام إدي، القائم بالأعمال الأميركي في جدّة الذي ترجم بين الملك عبدالعزيز والرئيس الأميركي فرانكلن ديلانو روزفلت على ظهر المدمرة كوينسي في البحيرات المرّة).

اتصلت بكبار المحررين والتقينا في مقر «الحياة» واتفقنا على إصدار عدد خاص عن الاحتلال. والعدد اكتمل ظهراً، وحمل كل محرر حوالى ألف عدد بالطائرة الى العواصم الأوروبية لتسليمها للموزعين المحليين. وفي اليوم التالي، أضفنا العدد الخاص الى العدد اليومي ليكون في متناول كل قراء الجريدة.

ونقطة واحدة عن ذلك اليوم التاريخي، فقد كان «مانشيت» العدد الخاص يقول: القوات العراقية تجتاح الكويت وأميرها يلجأ الى السعودية. قرأت العنوان مرة بعد مرة، وصعب عليّ أن يصبح جابر الأحمد لاجئاً. حاولت مع الزملاء أن نجد شيئاً آخر ولكن أُرتِج علينا بسبب ضغط الموقف. وإذا بشاب من عمال المطبعة يقول: أستاذ، لماذا لا نقول وأميرها ينتقل الى السعودية. شكرته وغيّرنا العنوان.

لم أتوقع الاحتلال، ولم أتوقع عناد صدام حسين وتحالف دولي هائل يقوم ضده ويضم حوالى 800 ألف جندي. كنت أجريت مقابلة لكل من الأمير خالد بن سلطان، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، ولشريكه في القيادة الجنرال نورمان شوارزكوف. قابلت كلاً منهما على حدة في مكتبه في وزارة الدفاع السعودية، وقالا لي الكلام نفسه، فلو انسحب صدام حسين يصبح من الصعب على التحالف إبقاء مئات ألوف الجنود مع نفقات هائلة وقد بطل سبب وجودها، كما أن من الصعب أيضاً تفكيك التحالف وإعادة الجنود الى بلادهم، فقد يعود صدام حسين بعد يومين لاحتلال الكويت مرة أخرى.

هو بقي حتى دمر العراق ومستقبل الأمة معه الى اليوم. ولا أفهم كيف توقع أن يصمد لتحالف يضم أقوى دول العالم عسكرياً. سمعت في الأمم المتحدة بعد ذلك، وزير خارجية العراق في حينه طارق عزيز يقول: كنا قدَريين، أي أنهم سلموا الأمور الى ربنا.

نقطة أخيرة في المناسبة، رأيت الشيخ صباح الأحمد في لندن في حزيران (يونيو) 1990، وهو شكا بمرارة من غطرسة صدام حسين وغروره، وقال لي أنه في القمة العربية في بغداد قبل اجتماعنا بشهر، جلس أمام القادة العرب واضعاً رجلاً على رجل، ونعله في وجوه ضيوفه وأخذ يقول لكل منهم ماذا عليه أن يفعل. كان الشيخ صباح أول مَنْ نبهني الى خطر صدام الذي أعدِم بعد احتلال العراق، فأدعو للشيخ صباح وشعب الكويت بطول العمر وهدوء الخاطر.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد ربع قرن من تحرير الكويت بعد ربع قرن من تحرير الكويت



GMT 12:16 2024 السبت ,23 آذار/ مارس

عاربون وعاربات... هل انتهى الترحل؟

GMT 20:04 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

عاربون... صوت صيادي اللؤلؤ

GMT 18:26 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيان الكويت

GMT 22:51 2023 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

أمير الدولة والمرحلة

GMT 21:23 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

من الكويت إلى أوكرانيا

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon