قراء الرأي الواحد وأخطاء لا مبرر لها

قراء الرأي الواحد وأخطاء لا مبرر لها

قراء الرأي الواحد وأخطاء لا مبرر لها

 لبنان اليوم -

قراء الرأي الواحد وأخطاء لا مبرر لها

جهاد الخازن

ثمة قضايا لا يمكن أن أتفق فيها مع قراء من هذا الحزب أو ذاك، فأنا لم أنتمِ إلى حزب سياسي في حياتي، وأدرك أن رضا الناس غاية لا تُدرَك فلا أحاول، وإنما أنشر معلومات عندي مصادرها، لذلك لم أخسر قضية صحافية في لندن بعد، وقد أتبعها برأيي وهو حق لي.

إذا كان رأي القارئ غير رأيي فهذا حقه أيضاً. ما أرفض إطلاقاً هو أن يحاول قارئ في بريد «الحياة» أو في رسائل مباشرة إليّ أن يجعلني أعمل برأيه، وهو من حزب واحد أو جانب، ولا يقبل رأياً غير رأيه.

أكثر الخلاف هذه الأيام هو مع أنصار النظام السوري وأعدائه، ومع أنصار «الإخوان المسلمين» في مصر، فهؤلاء وأولئك لا يقبلون رأياً غير رأيهم.

غير أنني أريد أن أبدأ بالقارئ نادر يحيى فهو يدافع عن السيناتور جون ماكين وليندسي غراهام اللذين طالبت بإحالتهما إلى المحاكمة، والقارئ يقول إن هذا ما يريد الإعلام الموالي لإيران، ويضيف عن ماكين وغراهام أن «هذين السياسيَيْن البارزين يدعوان إلى مواجهة حازمة للعدوانية الإيرانية الروسية وإلى تقوية التحالف الاستراتيجي مع الدول العربية بقيادة السعودية...»

أولاً، أنا لا أقرأ الميديا الإيرانية، ثانياً كنت طالبت بإحالة ماكين وغراهام إلى المحاكمة لأنهما أيّدا كل حرب على العرب والمسلمين، بما في ذلك الحرب على العراق التي ثبت الآن أن أسبابها زوِّرَت عمداً. القارئ لا تهمّه مشاركة الرجلين في الترويج لحرب قتلت مليون عربي ومسلم، وإنما يؤيدهما وهما يريدان خوض الولايات المتحدة حرباً أخرى في بلادنا يقتَل فيها المزيد من الأبرياء. وقطعاً فأنا ضد الحوثيين ودور إيران في اليمن وقد كتبت عن ذلك مرة بعد مرة بعد مئة مرة، إلا أن القارئ لا يرى شيئاً غير ما يناسب تحامله.

قارئ شجاع اسمه نزار اغتاظ إلى حد «المغص المعوي» لأنني قلت الدكتور بشار الأسد. ماذا يريدني أن أقول الباشمهندس، أو الشيخ أو المطران مثلاً؟ هذا مع العلم أنني أتحدث دائماً عن بطش النظام ولا أدافع عنه أبداً.

مثل ذلك القارئ دبل ابو (اسم غير فني) الذي يكتب لي رسالة واحدة متكررة هي: أنت ما عندكش حاجة غير اليهود وإسرائيل... طبعاً عندي حاجات، إلا أنه يفضل أن يتستر على جرائم إسرائيل كما يبدو. أو لعله يريدني أن أهاجم فريقاً وأن أنتصر لفريقه، وأنا أرى أن إسرائيل تظل العدو الأول والأخير، وأنها و «داعش» حليفان.

أوقح من كل مَنْ سبق القارئ موفق محمود أيوب الذي قال لي: «أنت من الكتّاب الذين أيدوا الحرب على العراق وأرجع لكتاباتك في تلك الفترة إذا كنت لا تتذكر، فاعترف كما اعترف بوش الأب».

عارضتُ الحرب على العراق معارضة مطلقة وألفت كتاباً عنوانه «المحافظون الجدد والمسيحيون الصهيونيون» يفضح عصابة الحرب، وأتحدى القارئ أن يأتي لي بمقال واحد أو نصف مقال أو فقرة تؤيد تلك الحرب. ثم أقول له إن الذي يريد أن يكذب، عليه أن يكذب على الموتى لا الأحياء، فالموتى لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم. لا أريد من القارئ موفق أن يعتذر وإنما أقول له إنه لم يوفق أبداً في كذبه، وإنني في حاجة إلى صبر أيوب لأتحمل أمثاله.

طبعاً مثل حديثي اليوم لا يكتمل من دون التعريج على أنصار «الإخوان المسلمين» فهم ينزهونهم عن كل خطأ، ويحمّلون الطرف الآخر، وأنا معه، المسؤولية، وإلى درجة إنكار أن الجماعات الإرهابية خرجت من تحت عباءة «الإخوان المسلمين». يبدو أن أيمن الظواهري خرج من تحت ثيابي أنا، إلا أنني نسيته. أقول للإرهابيين في كل بلد، وأيضاً للمجرمين الذين قتلوا الأبرياء في نادٍ في القاهرة: ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً (سورة النساء، الآية 93).

أجمل من كل ما سبق أنني كنت في مكتب الزميل محمد صلاح في القاهرة الأسبوع الماضي والتلفزيون مفتوح، الساعة الواحدة بعد الظهر على برنامج في تلفزيون «اكسترا». كانت المذيعة حسناء إلى درجة أنني لم أسمع شيئاً قالته أو قاله ضيوفها فقد أخذتُ بجمالها.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قراء الرأي الواحد وأخطاء لا مبرر لها قراء الرأي الواحد وأخطاء لا مبرر لها



GMT 14:47 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 14:45 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 14:44 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 14:42 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 14:40 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:01 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 13:59 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تغييرات في تفاصيل المشهد

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon