بوتين يواجه مصاعب في طريق استعادة الإمبراطورية
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

بوتين يواجه مصاعب في طريق استعادة الإمبراطورية

بوتين يواجه مصاعب في طريق استعادة الإمبراطورية

 لبنان اليوم -

بوتين يواجه مصاعب في طريق استعادة الإمبراطورية

أمير طاهري

موسكو - تستند إحدى الأساطير التي جرى نسجها حول شخصية فلاديمير بوتين إلى قصة تحكى عن أول زيارة قام بها إلى «الأرض المقدسة» وهو في ريعان شبابه، حيث من المفترض أنه تلقى وحيا أنبأه بأنه سيضطلع بـ«مهمة خاصة» في خدمة الوطن الأم روسيا. وكثيرا ما يقترن نظام بوتين بشعار ثلاثي يتمثل في: رجل وأمة ومهمة!

ويتطلب هذا الشعار كذلك أن تظل شخصية القائد تحت دائرة الضوء طيلة الوقت. وبالفعل، تمكن بوتين من القيام بذلك لمدة تزيد على عقد من الزمان من خلال تجسيد أدوار سياسية مختلفة عبر حضور مؤتمرات دولية كبرى واستضافة كبار الشخصيات الأجنبية في موسكو، مع إنفاقه ببذخ من عائدات النفط المتزايدة.

ولكن، ثبت مؤخرا أن استمرار هذه السياسة يزداد صعوبة.

منذ اندلاع الأزمة في شبه جزيرة القرم بإيعاز من روسيا، لم يفد إلى موسكو سوى القليل من الزائرين الأجانب رفيعي المستوى. أما بالنسبة لحضور بوتين مناسبات دولية، فقد انخفض عدد الدعوات الموجهة إليه إلى صفر تقريبا، فقد جرى استبعاد روسيا بشكل غير رسمي من آخر قمة لمجموعة الثماني. أما في قمة مجموعة العشرين التي استضافتها أستراليا، فقد اضطر بوتين، رغم توجيه الدعوة إليه، إلى مغادرة القمة مبكرا دون حضور مأدبة الغداء الرسمية هربا من «الجو العدائي».

في هذه الأيام، يفرض بوتين نفسه على عناوين الأخبار، حيث تتحدث تقارير إخبارية عن اتصالاته مع قادة درجة ثانية أو ثالثة، ويظهر على شاشات التلفزيون وهو يستقبل رئيس أبخازيا. وتشير وسائل الإعلام لنبأ تلقيه برقية تهنئة من رئيس المجلس المحلي لإقليم ناغورنو كاراباخ. ويحظى الاتصال الهاتفي الذي يتلقاه من حسن روحاني، الملا الذي تم تنصيبه رئيسا لإيران، على النصيب الأوفر من تغطية وسائل الإعلام التي يهيمن عليها بوتين.

لقد تقلصت مكانة «القيادة العالمية» التي يسعى إليها بوتين منذ عام مضى وتقزمت الآن إلى منصبه كزعيم لعصبة تتكون من أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية وترانزنستريا وناغورنو كاراباخ، وإقليمي لوهانسك ودونيتسك، الخاضعين لسيطرة المتمردين في أوكرانيا، بينما يوفر الملالي في إيران وعشيرة الأسد في سوريا وهما خادعا بوجود عمق استراتيجي.

ورغم الحجم الذي تتمتع به روسيا، التي تعتبر الأكبر في العالم، فإن الروس يطاردهم دائما هاجس الخوف من أن تحاصرهم شعوب معادية. إلا أنه أصبح لهذا الهاجس ما يبرره في يومنا هذا.

لقد أصبحت علاقة روسيا بأغلب الدول الـ14 المجاورة لها بشكل مباشر إما فاترة أو متوترة.

وتتهيأ 5 دول مجاورة أعضاء في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) للحرب، بمساعدة دول أعضاء أخرى بالحلف، خصوصا الولايات المتحدة وبريطانيا. هناك جارة واحدة في حالة حرب مع موسكو بحكم الأمر الواقع، وهي أوكرانيا، التي تمثل ثالث أطول حدود لروسيا.

الصين، التي تشترك معها روسيا في ثاني أطول حدودها، لا تزال تكتم مشاعر استياء قديمة نتجت عن ضم روسيا لأجزاء كبيرة من الأراضي الصينية خلال ستينات القرن الماضي. وقد يبرر هذا بشكل جزئي تجاهل بكين الهادئ تجاه جهود بوتين التي تهدف إلى رفع مستوى ما يعرف باسم «منظمة شنغهاي للتعاون» لتتحول إلى تحالف مناهض للغرب.

حتى توريد منظومة الصواريخ الروسية سطح - جو طراز إس - 400، التي حرمت منها الصين لسنوات، لم تفلح في إقناع بكين بتأييد ضم بوتين شبه جزيرة القرم.

أما جورجيا فقد تحولت إلى عدو لأن بوتين اجتاحها عام 2008 وضم إليه 25 في المائة من أراضيها.

وتشعر منغوليا وكازاخستان، اللتان تضمان أقلية عرقية روسية كبيرة، بالقلق تجاه لهجة بوتين وخطابه بشأن الأهل وأبناء العرق الواحد، وتعتبره نذير خطر.

وهناك جارة أخرى، روسيا البيضاء، التي يعتبرها البعض أكثر روسية عن الروس أنفسهم، والتي تمثل الأقليات العرقية فيها نحو 30% من السكان، تسعى لتجنب هيمنة موسكو عليها.

أما أذربيجان فقد أسست استراتيجيتها وبشكل قوي على توثيق عرى الصداقة مع تركيا وإسرائيل والولايات المتحدة، وتنظر إلى روسيا وإيران باعتبارهما قوتين ساعدتا دولة أرمينيا على التمسك بالأراضي التي احتلتها من أذربيجان.

فنلندا، التي عانت من نفوذ وهيمنة الروس خلال الحرب الباردة، تبذل أقصى ما في وسعها لتجنب توتر علاقاتها مع روسيا. ومع ذلك فإن فنلندا، باعتبارها عضوا في الاتحاد الأوروبي، لا يسعها إلا الانضمام لجهود الاتحاد في فرض عقوبات على روسيا.

لم يبق سوى كوريا الشمالية تلك الجارة الوحيدة التي ما زالت صديقة لروسيا، ولكن لا يعتبر ذلك مصدر ارتياح كبير وذلك لأن موسكو مضطرة لمجاراة المغامرات الصبيانية والخطرة لصاحب الوجه الطفولي كيم يونغ أون.

أما بالنسبة للأمر الذي يفاقم حالات الفشل التي تلاحق بوتين في سياسته الخارجية، فيتمثل في أن الاقتصاد الروسي دخل فترة من النمو المنخفض، بل وربما السلبي. وكان التراجع المستمر، الناجم عن حالة الركود العالمي، قد بدأ قبل الأزمة التي اندلعت بسبب أوكرانيا.

وفي هذا العام، قد تسجل روسيا معدل نمو يقل عن نصف في المائة. وعام 2015، قد ينخفض معدل النمو إلى ما دون الصفر. وفقدت العملة الروسية، الروبل، بالفعل ما يقرب من ثلث قيمتها مقارنة بعام 2013. ومع انخفاض أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2009، فقد يواجه الاقتصاد الروسي، الذي يعتمد بشكل كبير على صادرات النفط، فترات أصعب في المستقبل.

وللمرة الأولى منذ عقدين، يجد الزوار الأجانب في موسكو أنفسهم مطاردين من قبل الصرافين الذين يقومون بتغيير العملات أثناء تجولهم في الفنادق الكبرى والمواقع السياحية.

وحتى هذا العام، قامت 87 شركة أجنبية إما بتخفيض وجودها أو تصفية أعمالها بشكل كلي بينما يقوم الأثرياء الروس بتحويل أموالهم إلى بنوك أجنبية، بما في ذلك تلك الموجودة في قبرص.

لقد تحول القرم إلى عبء مكلف على روسيا، فبعد أن خسرت شبه الجزيرة ما يقرب من 50 في المائة من عائداتها من السياحة، صارت الآن تعتمد على الإعانات التي تأتيها من موسكو. وفي نفس الوقت، وافقت موسكو على رفع الرواتب ومخصصات التقاعد لتصل إلى المستويات الروسية، ما يكلفها نحو 12 مليار دولار سنويا. وعلاوة على ذلك، قرر بوتين إنفاق المليارات على بناء جسر بين شبه جزيرة القرم و«الوطن الأم» بحلول عام 2018 رغم أن الدراسات تبين عدم جدواه.

لقد تسبب نقص الأموال بالفعل في فتور حماس بوتين في الدفاع عن الانفصاليين في إقليم دونيتسك. وأنا أعتقد أنه يبحث عن وسيلة للمراوغة والتملص من هذه المغامرة.

لقد أدت العقوبات المضادة التي فرضها بوتين على الاتحاد الأوروبي بالفعل إلى نقص في مجموعة من السلع، وخصوصا الفواكه والخضراوات واللحوم ومنتجات الألبان. وأخبرني أصدقاء أن الناس بدأوا في المعاناة مرة أخرى في بعض الأماكن، مثل مورمانسك، من حالات النقص التي كانت موجودة في حقبة الاتحاد السوفياتي السابق عندما كان وصول شحنة بطاطس يعتبر من الأخبار السعيدة.

وفي موسكو، ارتفع سعر اللحم البقري بنسبة تزيد على 40 في المائة. على أية حال، لقد تمكن الروس دوما من العيش اعتمادا على الكافيار.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بوتين يواجه مصاعب في طريق استعادة الإمبراطورية بوتين يواجه مصاعب في طريق استعادة الإمبراطورية



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon