ترامب والملالي والساحر أوز
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

ترامب والملالي والساحر أوز

ترامب والملالي والساحر أوز

 لبنان اليوم -

ترامب والملالي والساحر أوز

بقلم - أمير طاهري

نُسب الفضل للسيد دونالد ترامب كما تلقى اللوم عن الكثير من الأمور خلال العام الأول من توليه منصبه الرئاسي. وينسب أنصاره الفضل إليه في الارتفاع الذي حققته البورصة الأميركية بنسبة 32 في المائة، وأدنى معدلات البطالة المسجلة منذ أيام عقد الخمسينات الذهبية بالقرن الماضي.

أما بالنسبة إلى نقاده، حسناً، كما نعرف جميعاً، فإنهم يحمّلونه مسؤولية كل شيء لا يعجبهم على سطح الأرض.
وللسيد ترمب، رغم كل شيء، مقياسه الخاص للنجاح: وهو عدد المتابعين له على حساب «تويتر» الخاص به.
وفي حلف عشاء في ناديه الخاص بولاية فلوريدا قبل بضعة أسابيع، أخبر ترمب أحد أصدقائه بأنه يهدف لأن يصل بحساب «تويتر» خاصته إلى 100 مليون متابع بحلول نهاية فترة ولايته للبلاد.

وردد تغريدته الشهيرة والمثيرة للجدل «إن الزر على مكتبي، أكبر وأقوى من الزر على مكتب رئيس كوريا الشمالية»، وتفاخر كذلك بأنه ليس هناك زعيم سياسي قد اقترب من المكانة التي حققها لنفسه، وذلك فيما يتعلق بعدد المتابعين لحسابه الخاص على «تويتر».
فهل يعبأ الزعماء السياسيون بعدد المتابعين لهم على حسابات «تويتر»؟

ليست لدينا وسيلة أكيدة لمعرفة ذلك. لكن من المؤكد أن هناك عدداً لا بأس به من السياسيين يشاركون ترمب اهتماماته.
ويزعم وزير خارجية إحدى الدول الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها نصف مليون نسمة، أنه يحظى بعدد من المتابعين على «تويتر» يبلغ 2.5 مليون متابع. ويزعم منافسه الغيور أن وزير الخارجية قد تمكن من الوصول لذلك من خلال شركات التسويق عبر «تويتر» التي تعمل من مقدونيا، لقاء سعر متوسط يبلغ دولار أميركي واحد لكل 1000 متابع.
ومن أحد الزعماء الذين لم نكن نتوقع اهتمامه البالغ بحسابه على «تويتر» كان المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي. فهو يعتبر وسط حاشيته المقربة الحاكم الأول على مصير الجمهورية الإسلامية في إيران، وكذلك «زعيم كافة المسلمين في العالم»، سواء أعجبهم ذلك أم لم يعجبهم.

وعلي خامنئي من الشخصيات متعددة الجوانب الثقافية ممن علّم نفسه بنفسه، وهو يوهم نفسه دائماً بأنه من أبرز الشعراء والأدباء والمؤلفين، كما يدعي مراراً أنه بروفسور اللاهوت التطبيقي في مدرسة خاصة تضم تلامذة ممن يعيشون على هباته ورواتبه السخية.
وبالنسبة لحاشيته المقربة، وهم جمع من المتملقين والمتزلفين الذين يواصلون كيل المديح والثناء لشخصه ويبلغونه على الدوام بمدى عطش البشرية لأفكاره وكلماته، يكتب المرشد الأعلى خطابات بصفة دورية موجهة إلى «شباب العالم». وتُترجم رسائله المكتوبة إلى لغات لا عدد لها، وتوزع أيضاً عن طريق السفارات الإيرانية وفروع تنظيم «حزب الله» في مختلف أنحاء العالم.

ووفقاً لما ذكرته صحيفة «كيهان» اليومية، فإن وجود خامنئي في أي محافظة هو سبب كافٍ لعودة فصل الربيع إلى ذلك الإقليم في أي فصل من فصول العام، مع تغريد مبكر للطيور، وازدهار الورود، وانتعاش الهواء بعطر فواح لا يمكن تفسير مصدره!

وتحت صفة الكاتب، أنتج المرشد الأعلى الأطروحات حول الكثير من القضايا بما في ذلك النظام الغذائي الإسلامي، وأسرار الزواج الناجح، وقرض الشعر، والحرب البحرية، وأخيراً وليس آخراً، تدمير إسرائيل والولايات المتحدة.

ولا يجرؤ أحد على التشكيك في تفوق الرجل وبراعته.
لكن إن تمكن أحدهم من تجاهل «تويتر» تماماً، حتى وإن كنت كمثل ذلك الذي يشتري المتابعين لحساب «تويتر» الشخصي في مقدونيا، فسوف تطولك آثاره مثل العاشق الذي يتشاجر لأجل حبيبته.
ويبدو أن هذا ما حدث للمرشد الإيراني الأعلى خلال الشهر الماضي عندما انخفض عدد المتابعين على حساب «تويتر» خاصته من 2.2 مليون متابع في الأول من يناير (كانون الثاني) إلى 960 ألف متابع فقط في 25 من الشهر نفسه.
فما الذي حدث؟ حسناً، لقد حدث أمران.
أولاً، كانت الانتفاضة التي احتشد لها الآلاف من الناس في أكثر من 100 مدينة عبر أرجاء إيران. ولم تكن تلك الانتفاضة من أعمال المعارضة التقليدية للنظام الحاكم في طهران، لكنها جاءت تعبيراً عن السخط والغضب الذي عـمّ المواطنين العاديين من مناحي الحياة كافة في البلاد.
كذلك، وللمرة الأولى، نال اسم المرشد الأعلى الكثير من الازدراء في حين حاولت الجهات البارزة المستفيدة من الأمر إلقاء التبعة واللوم على شخص المرشد الأعلى في كل ما حل بالمجتمع الإيراني من ويلات. لقد ارتكب علي خامنئي خطأً قاتلاً عندما قرر «الاحتجاب» سياسياً لما يزيد على أسبوع تقريباً في حين كان كبار المسؤولين، ومن أبرزهم الرئيس حسن روحاني، ورئيس القضاة صادق آملي لاريجاني، وحتى آيات الله الذين يتلقون رواتبهم من المرشد الأعلى مثل مكارم شيرازي، يحاولون التودد إلى المتظاهرين على حساب شخص المرشد الأعلى.
ثانياً، انفجرت قنبلة سيبرانية في وجه علي خامنئي مع نشر شريط فيديو على شبكة الإنترنت يعود إلى عام 1989 ويصور أعمال مجلس الخبراء الإيراني، وهو عبارة عن مجموعة من الملالي المكلفين مهمة اختيار خليفة آية الله روح الله الخميني الذي كانت قد وافته المنية.
في ذلك الشريط، الذي بلغت مشاهدته حتى الآن أكثر من 10 ملايين زائر لمختلف المواقع، فإننا نرى الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني السياسي البراغماتي الداهية، وهو يحاول إقناع علي خامنئي الملتاع للغاية بقبول منصب «المرشد الأعلى» للبلاد.
وكانت الصفقة المعروضة كالتالي: يتولى رفسنجاني منصب الرئاسة مكان خامنئي، ويتولى خامنئي منصب المرشد الأعلى مكان الخميني.
ونرى علي خامنئي بوضوح في الفيديو وهو يصرخ في وجوه الحاضرين بأنه غير مؤهل على الإطلاق لتولي مثل هذا المنصب النبيل. فهو الملا الصغير الذي لم يستكمل حتى المراحل الأولى من التدريب كطالب علم مجتهد، أي الملا المأذون له إصدار الفتاوى الدينية أو الآراء الفقهية بشأن المسائل المذهبية. والأمر تماماً كمثل ترقية عريف في الجيش إلى منصب المارشال أو القائد العام للقوات.
وقال علي خامنئي في ذلك الشريط: «لا بد أن يبكي المرء بدموع الدم على الأمة الإسلامية إذا استحق شخص مثلي أن يكون زعيماً لها».
غير أن رفسنجاني، المراوغ الداهية، يهدئ الموقف ويقول لخامنئي إن ترقيته لذلك المنصب سوف تكون مؤقتة، حتى يمكن العثور على الخليفة الدائم لمنصب المرشد الأعلى.
والباقي، كما يقول المثل، هو التاريخ المعروف للجميع.
فلقد تحول المرشد المؤقت إلى المرشد الدائم، ويكتشف رفسنجاني، الذي نال منصب الرئيس، في وقت من الأوقات ما صنعه الدكتور فرانكشتاين في وقت متأخر للغاية.
ولقد أسفر نشر ذلك الفيديو عن عاصفة سياسية عاتية؛ إذ إنه يكشف الحقيقة القبيحة بأن النظام الخميني كان دائماً يرتكز ويقوم على جملة من الأكاذيب والخدع.
كما أن الانتخابات المزعومة تعتبر خرقاً واضحاً للمادة 109 من الدستور الإسلامي الإيراني التي تنص على وجوب اختيار المرشد الأعلى من بين «المراجع العلمية»، أي تلك الحفنة القليلة من كبار آيات الله وليس أي شخص يرتدي العمامة فحسب.
والمفارقة في ذلك أن علي خامنئي هو أفضل تعليماً وثقافة من الخميني نفسه، فإن معرفته باللغتين الفارسية والعربية هي أرسخ مما كانت عليه معرفة الخميني بكثير.
كذلك، فإن «عبادة الشخصية» التي نسجت حول شخص خامنئي، ورغم بغضها وكراهيتها إلى نفسي، فهي أبعد ما تكون عن حفنة المتملقين الوثنيين التي تنبح وراء الخميني أينما حل.
وحتى عندما يتعلق الأمر بتلك السجلات المقيتة مثل عدد أحكام الإعدام والسجناء السياسيين في البلاد، فإن خامنئي لا يزال أبعد ما يكون عن سجل الخميني الإجرامي.
ولا أعرف إن كان علي خامنئي لا يزال يعتقد بأنه غير مؤهل بما يكفي لتولي منصب المرشد الأعلى.
وعلى أي حال، فإن الأمر غير ذي أهمية الآن. والمهم هو أن حالة اللغو والضجيج الهائل إلى جانب الأساطير السخيفة التي نسجت حول شخصيته قد أسفرت عن خدعة زائفة بكل المقاييس.
وشخصية علي خامنئي تذكّر المرء بالساحر أوز، الذي كان يعلم تماماً أن لا علاقة له بالسحر من قريب أو بعيد، ورغم ذلك لم يكن يستطيع الفرار من تأدية الدور، نظراً لأن الآخرين يحتاجون إليه ليقوم به. ولم يكن للساحر أوز حساب شخصي على «تويتر». لكن إن أتيح له ذلك الحساب بطريقة أو بأخرى، كان سوف يشعر بأحاسيس الألم والرفض والاستنكار نفسها التي تعتري علي خامنئي في هذه الأيام.

المصدر : جريدة الرأي

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب والملالي والساحر أوز ترامب والملالي والساحر أوز



GMT 16:21 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتخابات الأميركية والألبوم العائلي القديم

GMT 22:40 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

فرنسا: لا «متطرف» بالإليزيه

GMT 13:25 2024 الجمعة ,16 آب / أغسطس

أولمبياد باريس: اليوم التالي

GMT 23:45 2024 الجمعة ,09 آب / أغسطس

إيران... لعبة التحمل والصمود؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon