إيران وتركيا لاعبان صغيران في لعبة خطيرة
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

إيران وتركيا... لاعبان صغيران في لعبة خطيرة

إيران وتركيا... لاعبان صغيران في لعبة خطيرة

 لبنان اليوم -

إيران وتركيا لاعبان صغيران في لعبة خطيرة

بقلم : أمير طاهري

بعد شهر عسل دبلوماسي موجز غلبت عليه الدعاية والأماني الطيبة٬ يبدو أن العلاقات بين إيران وتركيا قد وصلت إلى مستوى متدن جديد مع تبادل الاتهامات والتهديدات بين طهران وأنقرة. وتزعم طهران أن أنقرة تحمل طموحات الإمبراطورية العثمانية الجديدة مع أحلام ببسط الهيمنة على العراق وسوريا. ومن جانبها٬ تتهم أنقرة طهران بإشعال النزعات الطائفية لخلق إمبراطورية مصغرة في الشام٬ مع إمكانية الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط. ومن السابق لأوانه معرفة إلى أين يمكن أن تذهب بنا هذه التوترات الإقليمية الجديدة.
ولك ْن هناك أمر واحد مؤكد في سعيهما للمواجهة٬ فإن كلا الجانبين يتصرف ضد تقاليد حسن الجوار التي تعود إلى بدايات القرن العشرين. عبر التاريخ المتقلب للعلاقات الإيرانية مع جيرانها في القرن الماضي كانت العلاقات الإيرانية ­ التركية دائماً ما تعتبر استثناء من القاعدة. بحلول نهاية القرن التاسع عشر٬ كانت الدولتان٬ اللتان أنهكتهما الحروب التي لا نهاية لها كلتاهما ضد الأخرى على مدى مائتي عام كاملة٬ قد أصبحتا إمبراطوريتين تعانين من الشيخوخة المتأخرة٬ وتترنحان من جراحات النضال ضد الاستعمار الأوروبي والإمبريالية الروسية التي فقدت كلتاهما بسببها أجزاء واسعة من الأراضي والأقاليم.

وفي نهاية عشرينات القرن الماضي٬ قررت تركيا الجديدة٬ تحت حكم مصطفى كمال أتاتورك٬ وإيران الجديدة تحت حكم رضا شاه بهلوي٬ تبديل عداوة الماضي إلى صداقة الحاضر والمستقبل من خلال صياغة ميثاق سعد آباد٬ لعدم الاعتداء والدفاع المشترك ضد الأعداء الخارجيين. ثم انضمت الدولتان فيما بعد إلى حلف بغداد الذي العراق المستقل حديثاً٬ ثم بعد خضوع العراق لنظام عسكري موال للسوفيات٬ تمت صياغة ميثاق المعاهدة المركزية٬ وهو الحلف العسكري الجديد الذي ضم ضم أيضاً
.
باكستان وبريطانيا العظمى مع وجود الولايات المتحدة عضواً منتسباً وبحلول نهاية الخمسينات من القرن العشرين كانت العلاقات الإيرانية التركية في أفضل صورها٬ حيث كان السفير التركي يشعر في طهران وكأنه في إجازة طويلة٬ بينما كان نظيره الإيراني في أنقرة من الشخصيات البارزة التي ذهبت إلى هناك للتقاعد المريح.

حتى استيلاء الملالي على مقاليد السلطة في إيران في عام 1979 لم يسبب اهتزاز الأسس المتينة للعلاقات الإيرانية التركية القديمة. وفي حين أن أغلب الدول فرضت٬ أو أعادت فرض٬ تأشيرات الدخول على المواطنين الإيرانيين إلى أراضيها٬ أبقت تركيا أبوابها مفتوحة للزائرين واللاجئين من إيران. وعلى مدى العقود الأربعة الماضية٬ كان ما يقرب من نصف المواطنين الإيرانيين البالغ عددهم ثمانية ملايين نسمة من الذين فروا من البلاد منذ وصول الملالي إلى السلطة في طهران٬ قد مروا عبر الأراضي التركية. وحتى اليوم٬ تستضيف تركيا أكثر من مليون مواطن إيراني من الذين يعيشون ويعملون هناك تحت وضعية غامضة بين اللاجئين والمقيمين المؤقتين. ومرة أخرى٬ ومنذ استيلاء الملالي على السلطة٬ كانت تركيا تعتبر الوجهة السياحية الأولى بالنسبة للوافدين الإيرانيين.

والأهم من ذلك٬ ربما٬ هي مساعدة تركيا إيران للتغلب على كثير من العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية من قبل القوى الغربية٬ بسبب تورط إيران في دعم الإرهاب والتطوير المزعوم لبرامج الأسلحة النووية لديها.

ولقد ردت إيران الجميل من خلال مساعدة تركيا على إبقاء الأكراد المسببين للمشكلات تحت السيطرة٬ ومنع الأكراد العراقيين من تنفيذ الانفصال الكامل الذي من شأنه أن يسبب كثيراً من الاهتزازات في بقية المنطقة لدى الأقليات الكردية الأخرى.

وقبل بضعة أشهر فقط٬ كان بعض المراقبين الغربيين يتحدثون عن محور طهران ­ أنقرة ­ موسكو الجديد٬ الرامي إلى إعادة تشكيل وجه منطقة الشرق الأوسط التي تخلت عنها الولايات المتحدة تحت رئاسة باراك أوباما. ولم يصدق البعض منا أن تكون هناك فرصة سانحة لتكوين مثل هذا التحالف٬ حيث إن تركيا وإيران لديهما ما يكفي من الشكوك حيال روسيا التي يجمعهما معها تاريخ ملطخ بكثير من الدماء.

ومع ذلك٬ فإننا لم نكن نتوقع أن ينهار مثل هذا المحور قبل أن يتشكل بصورته الكاملة على أرض الواقع. ولقد حدث ذلك الآن بالفعل. ويبدو أنه٬ ومع رحيل الرئيس أوباما٬ قررت تركيا إعادة ربط العلاقات مع الحليف الأميركي القديم. فلقد أعلنت حكومة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان فرض عقوبات جديدة على روسيا٬ بما في ذلك فرض حظر على السفن القادمة من الموانئ الروسية في بحر آزوف٬ مما يحول روسيا إلى دولة غير ساحلية.

وفي الوقت نفسه٬ ومع رحيل الرئيس أوباما أيضاً٬ فإن احتمال تشكيل الولايات المتحدة تحالفاً جديداً مع طهران تحت مظلة الفصيل المعتدل من الملالي لم يعد أحد يأخذه على محمل الجد. فإدارة الرئيس ترمب الجديدة على استعداد كامل لإعادة تشكيل ملامح سياستها الخارجية الجديدة٬ ولكن من غير المرجح أن تعقد أي آمال تذكر على أن تغير طهران من سلوكياتها تحت مظلة الفصيل المعتدل الذي لم يكن سوى محض وهم كبير في مخيلة الرئيس الأسبق أوباما.

ومع احتمالات عودة الولايات المتحدة بوصفها دولة قومية كبيرة تسعى وراء تأمين مصالحها العالمية بدلاً من أن تكون مجرد محرك لأوهام أوباما الآيديولوجية٬ فإن في استقرار المنطقة المضطربة. وعلى الرغم من تصرفات الرئيس ترمب٬ فإن أنقرة يبدو أنها تعتقد أن الولايات القوة الأميركية قد تصبح٬ مرة أخرى٬ عاملاً ر المتحدة معنية بالعودة إلى منطقة الشرق الأوسط كقوة ذات بأس ونفوذ٬ وفي هذه الحالة فلن تكون هناك حاجة لدى تركيا لتكوين التحالفات المشبوهة مع العدو القديم مثل روسيا أو الأصدقاء المتقلبين مثل إيران.

والتفكير التركي الحالي يدور حول أنه بمجرد تحقيق إردوغان هدفه بفرض الدستور التركي الجديد من خلال الاستفتاء العام٬ فسوف يتحرك بكل حرية للبحث عن مكان مهم لتركيا في التجمع الإقليمي الجديد الذي قد يضم الولايات المتحدة وحلفاءها في منطقة الشرق الأوسط. ومع باكستان التي بدأت تعبر السياج المفروض عليها٬ فإن آفاق التحالف الموسع الذي يشمل «قوس الأزمة» من شبه القارة وحتى المحيط الأطلسي٬ قد أصبح أكثر جدية وأهمية عن ذي قبل.

وهذا الأمر قد يترك إيران في وضعية أكثر عزلة من أي وقت مضى وأكثر اعتماداً على روسيا وحسن نياتها. ومع ذلك٬ يدرك صناع السياسات الإيرانية أن الروس لن بإيران كشريك على قدم المساواة مع موسكو.

يقبلوا أبداً ومن خلال فرض السيطرة الحصرية على الملف السوري من خلال دعم وإسناد الرئيس بشار الأسد ونظامه الحاكم٬ تأمل روسيا في حرمان إيران من البطاقات التي تلعب بها في تلك الدولة العربية التي مزقتها الحرب الضروس.

وإذا٬ كما تعتقد أنقرة الآن٬ عادت أميركا إلى الشرق الأوسط في منصب قيادي ومؤثر٬ فإن أبعد ما يمكن أن تطمح إليه تركيا هو احتلال المرتبة الثانية أو الثالثة في أحلام قيام الإمبراطورية العثمانية الجديدة التي تراود إردوغان الآن.

شؤون المنطقة٬ مما يعني توديع أنقرة تماماً وإذا ما تمكنت روسيا من تأمين كرسي جانبي على الطاولة المفترضة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط٬ فإن آخر شيء يرغب فيه بوتين هو تعلق أحد ملالي إيران المراوغين في ذيل معطفه.

وبعبارة أخرى٬ قد ينتهي الأمر بتركيا وإيران إلى تخريب العلاقات القديمة في مقابل المكافآت الضئيلة٬ بما في ذلك لعب دور التابع الأمين لأميركا أو لروسيا. يمكن بالنسبة للاعبين الصغار الذين يتنافسون في لعبة خطيرة وقاتلة. لأحلام الإمبراطوريات أن ترجع بعواقب حقاً وخيمة٬ خصوصا

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران وتركيا لاعبان صغيران في لعبة خطيرة إيران وتركيا لاعبان صغيران في لعبة خطيرة



GMT 16:21 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتخابات الأميركية والألبوم العائلي القديم

GMT 22:40 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

فرنسا: لا «متطرف» بالإليزيه

GMT 13:25 2024 الجمعة ,16 آب / أغسطس

أولمبياد باريس: اليوم التالي

GMT 23:45 2024 الجمعة ,09 آب / أغسطس

إيران... لعبة التحمل والصمود؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon