رجل الألف وجه يرتدي قناعاً جديداً
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

رجل الألف وجه يرتدي قناعاً جديداً

رجل الألف وجه يرتدي قناعاً جديداً

 لبنان اليوم -

رجل الألف وجه يرتدي قناعاً جديداً

بقلم : أمير طاهري


بصرف النظر عما يعتقده البعض في الرئيس حسن روحاني، رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران، إلا أن هناك أمراً واحداً أكيداً: إن كانت الأمور قد اتخذت مساراً مختلفاً في إيران قبل أربعين عاماً، ربما لكان روحاني يعمل الآن كاتباً لبعض الروايات المثيرة ذات الموضوعات المحلية. وتتجلى موهبة السيد روحاني في كتابة الروايات عبر الأسلوب الذي ابتكره لنفسه على مر السنين.

ففي عام 1977. عندما كانت النعرات الثورية الأولى تتناثر بين ربوع إيران، كان روحاني طالباً صغيراً في إنجلترا، يحمل اسم حسن فريدون، ويحاول الحصول على درجة جامعية في مجال تصاميم النسيج.

وبعد عدة شهور قليلة، أطلق على نفسه اسم «روحاني»، الذي يعني الرجل الروحي أو المذهبي. وكان اسم فريدون من الأسماء القومية الفارسية، ولن يخدم الرجل الذي يخطط للظهور بمظهر أحد أبطال الإيمان والإسلام.

ثم أمضى روحاني بضعة أسابيع من الإجازات يتلقى خلالها دروساً مكثفة في فقه المذهب الشيعي. وفي الأثناء ذاتها، تعمد إطلاق لحيته، وخلع الملابس الغربية تماماً، محاولاً بالتالي خلق شخصية جديدة تصاحبها مزاعم واهية ولكنها ذائعة الانتشار بأنه كان أول من خلع على الخميني لقب الإمام. ويزعم روحاني أنه فعل ذلك خلال خطاب ألقاه في مناسبة لتأبين ذكرى مصطفى نجل الخميني الذي وافته منيته في العراق. وليست هناك بالطبع أي أدلة تؤكد وجود روحاني في تلك المناسبة في المقام الأول، وهي المناسبة التي ظهرت لها صورة كاملة في صحيفة «كيهان» الإيرانية اليومية.

وقال روحاني في مذكراته إنه يتذكر أول لقاء جمعه بالخميني، في منفاه في إحدى ضواحي باريس. وزعم أن آية الله الخميني منحه 10 آلاف تومان (ما يساوي 1500 دولار في تلك الأيام) وطلب منه أن يعود إلى إنجلترا وتنظيم صفوف الطلاب الإيرانيين ضد الشاه.

وفي خضم الفوضى العارمة التي أعقبت رحيل الشاه عن إيران، كان يسهل على أي شخص القفز على عربة الثورة الإسلامية الوليدة، وكان حسن «فريدون» روحاني من أوائل من فعلوا ذلك بجدارة. وعجزت الثورة المنتصرة في العثور على ما يكفي من الموظفين لملء عشرات الآلاف من المناصب الشاغرة التي خلفتها حكومة النظام السابق، وبالتالي لم يجد روحاني صعوبة تذكر في وصوله كعضو منتخب في المجلس الإسلامي (البرلمان المصطنع)، ميمماً ناظريه ناحية طاولة الحكم العليا في البلاد.

وأصبح «حجة الإسلام الجديد» أحد أكثر أبطال الثورة الإسلامية تطرفاً، مطالباً بتفكيك الجيش الوطني وتسريحه مع وقف سداد رواتب المتقاعدين المدنيين والعسكريين ممن كانوا في خدمة حكومة الشاه السابقة. ومع علمه أن النظام الإسلامي الجديد لا بد أن يعتمد على أجهزته الأمنية الخاصة، ألحق «حجة الإسلام الجديد» نفسه بقوات «الحرس الثوري» الإيراني ليكون همزة الوصل ما بين المؤسسة العسكرية ودوائر المال والأعمال الجديدة في البلاد.

وخلال فترة حكم هاشمي رفسنجاني الوجيزة - على اعتباره الرجل القوي الذي حاول تهدئة الغليان الثوري المزعوم، أعاد حسن روحاني صياغة نفسه تحت عباءة الشخصية المعتدلة المؤيدة لأعمال الإصلاح في البلاد. وباعتباره مساعداً للرئيس رفسنجاني، شارك حسن روحاني في المفاوضات السرية مع المبعوثين السريين المرسلين من قبل الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان إلى طهران رفقة شخصية بارزة من جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد).

وبحلول تسعينات القرن الماضي، اكتسب حسن روحاني، في الدوائر السياسية الغربية، سمعة الرجل الذي يمكن العمل معه.

وفي تلك الأثناء، ومن واقع إدراك حسن روحاني لحقيقة أن الشعب الإيراني تعجبه الألقاب الأكاديمية الرنانة - سواء كانت حقيقية أو مزيفة - التحق روحاني، تعزيزاً لشخصيته في الداخل الإيراني، بإحدى الكليات البريطانية في غلاسكو لنيل درجة الدكتوراه. وبالتالي، تمكن حسن روحاني في غضون سنوات قليلة من إعادة تسمية نفسه بالدكتور حسن روحاني، الرجل الإصلاحي المعتدل صاحب التعليم الغربي الرفيع. وزعم وزيران سابقان للخارجية الفرنسية من تيارات سياسية معارضة، هما آلان جوبيه وهوبير فيدرين، أنهما أدركا صعود نجم حسن روحاني ضمن الوفد المرافق للرئيس الراحل رفسنجاني. واعتقد الوزيران أن روحاني سوف يكون أحد الرجال الذين سوف يتولون في خاتمة المطاف قيادة دفة الثورة الخمينية حتى مرحلة التطبيع الكامل. وترددت أصداء هذه الرؤية في وقت لاحق لدى شخصية أكثر مهارة وحذقاً وحماسة تمثلت في جاك سترو، وزير خارجية المملكة المتحدة في حكومة توني بلير السابقة.

ومع ذلك، تحولت خطة حسن روحاني المهنية عن مسارها المعتاد مع دفع هاشمي رفسنجاني لشخصية أخرى من أخلص أتباعه إلى داخل الزمرة الرئاسية، ألا وهو محمد خاتمي. وطال أمد التحول لدى روحاني مع تولي محمود أحمدي نجاد الرئاسة خلفاً لمحمد خاتمي، مما يشير إلى النهاية البطيئة لنفوذ رفسنجاني السياسي. وتمكن حسن روحاني خلال تلك السنوات العجاف من تفادي خروجه من دولاب السلطة في طهران من خلال توفير مختلف الخدمات لجميع الفصائل.

ونجحت خطته تلك، ورأت الفصائل الإيرانية المتنازعة في شخصية حسن روحاني الخيار الثاني المهم في أعقاب الانتفاضات الشعبية التي شهدتها البلاد في عام 2009. مع الانفصال النهائي ما بين محمود أحمدي نجاد وبين المرشد الأعلى علي خامنئي. ورغم أن خامنئي كان قد قرر إبرام الصفقة مع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، فإنه لم يرغب في أن يرجع الفضل في ذلك إلى محمود أحمدي نجاد، الذي كان قد تجاهله على نحو علني منذ ذلك الحين. ولم يجد حسن روحاني من صعوبة تذكر في الإنشاد من صحيفة الترانيم الجديدة المعروفة باسم «خطة العمل الشاملة المشتركة»، تلك التي مكنت النظام الإيراني من الوصول إلى بعض الأصول المجمدة مع اكتساب قدر معتبر من الاحترام الدولي المفقود.

وبوصفه موهوباً مثل الممثل الهوليوودي الكلاسيكي لون شاني، الذي اشتهر باسم «رجل الألف وجه» لتعدد الأدوار الكثيرة التي قام بها على شاشات السينما، يستعد حسن روحاني الآن للقيام بالدور الجديد بصفته قائداً للانتقال من النظام الصارم إلى نظام معتدل على طراز نظم العالم الثالث الحاكمة التي تجمع ما بين القمع والاضطهاد الداخلي مع السلوكيات والمظهريات الجيدة في الخارج.

ولتعزيز مؤهلاته الدينية كان لزاماً على حسن روحاني الترقي إلى رتبة آية الله، ومن ثم أطلق حجة الإسلام موعظته الدينية لمرة واحدة في يوم الخميس من كل أسبوع، مع حضور أكثر من 100 طالب علم من الذين يحصلون على إعانات مجزية لقاء حضور تلك المواعظ. وفي نسخة من نسخ السيناريو، ربما يتمكن روحاني من الجمع بين منصب الرئيس والمرشد الأعلى في آنٍ واحد. وفي نسخة أخرى، ربما يحاول تعديل الدستور الإيراني بهدف إلغاء منصب المرشد الأعلى بالكلية مع اعتبار الرئيس القائد الأوحد للدولة.

وتدور رسالة حسن روحاني، التي يروج لها الأصدقاء المقربون، ومن بينهم وزير الخارجية محمد جواد ظريف، أنه يتعين على المعارضة الداخلية والقوى الأجنبية التي يساورها القلق بشأن الجمهورية الإسلامية أن تتحلى بمزيد من الصبر والهدوء مع مساعدة الفصائل المعتدلة في الداخل الإيراني على إعادة توجيه سفينة النظام الحاكم التي تغالبها الرياح العاصفة على الوصول إلى بر الأمان.

فهل يمكننا اعتبار حسن روحاني رجل كل الفصول والمواسم كما يزعم أنصاره والمدافعون عنه؟ وهل هو الرجل الذي عارض إعدام أكثر من 1500 متظاهر ومحتج إيراني خلال ثلاثة أيام؟ وهل هو الرجل المعتدل الذي لا يعرف شيئاً البتة عن ارتفاع أسعار الوقود ثلاثة أضعاف دفعة واحدة في البلاد، ولا يعرف شيئاً أيضاً عن إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية؟
وهل سوف ينجح سيناريو روحاني في العصف بعلي خامنئي عن منصبه الرفيع؟

أشكك في ذلك كثيراً. ربما يملك حسن روحاني موهبة التمثيل بألف وجه ووجه، ولكن 40 عاماً من الخبرة قد أثبتت أن كل وجه من هذه الوجوه لم يكن سوى قناع مزيف في خاتمة المطاف.

 

 

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رجل الألف وجه يرتدي قناعاً جديداً رجل الألف وجه يرتدي قناعاً جديداً



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon