فرنسا القومية تطل برأسها من جديد
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

فرنسا: القومية تطل برأسها من جديد

فرنسا: القومية تطل برأسها من جديد

 لبنان اليوم -

فرنسا القومية تطل برأسها من جديد

بقلم : أمير طاهري

رغم أن الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة لا تزال على بعد أشهر، فإن الطريقة التي تتصرف بها وسائل الإعلام في باريس وكذلك غرف الدردشة الفرنسية قد توحي للمرء بأننا عشية الانتخابات. إذا شاهدت أي قناة تلفزيونية أو طالعت أي صحيفة، ربما تصطدم بالكثير من التكهنات حول الرحلة إلى قصر الإليزيه.
من المحتمل أن يكون أحد الأسباب، بل وربما يكون السبب الرئيسي، وراء هذا الاهتمام السابق لأوانه صحافياً يبلغ من العمر 62 عاماً والذي يقدم نفسه باعتباره نسخة حديثة من أحد أنبياء العهد القديم (التوراة)، وأنه قادر على التنبؤ بهلاك الديمقراطية الفرنسية.
والرجل المقصود هنا هو إريك زيمور الذي ظل يعيش على هامش الصحافة الفرنسية وظل وجوده محصوراً في أدوار ثانوية لما يقرب من ثلاثة عقود. ومع ذلك، فهو يظهر الآن كنجم صاعد في مجال السياسة الفرنسية على اليمين أو، كما يدعي خصومه، أقصى اليمين.
قبل شهرين، كشفت استطلاعات الرأي، عن أن نحو 3 في المائة من الناخبين يدعمونه. أما في وقت كتابة هذا المقال، كان معدل تأييده يتأرجح فوق 20 في المائة، ومن المعتقد أنه سيشارك في الجولة الثانية من الانتخابات في مواجهة الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون. وبطبيعة الحال، ستعني مثل هذه النتيجة إفلاساً كاملاً ليس فقط للأحزاب التقليدية لليمين واليسار، الجمهوريين والاشتراكيين، وإنما كذلك للتجمع الوطني اليميني المتطرف الذي تتزعمه مارين لوبن وحزب «فرنسا الأبية» بزعامة جان لوك ميلانشون المنتمي إلى تيار اليسار المتطرف.
والتساؤل هنا: ما الذي يجعل زيمور جذاباً من وجهة نظر الكثير من الفرنسيين؟
أولاً، ينظر الكثيرون إلى زيمور باعتباره وجهاً جديداً في وقت لا تحظى فيه النخب السياسية بأي شعبية على الإطلاق. ومثلما كان الحال مع ماكرون قبل خمسة أعوام، يجري النظر إلى زيمور على أنه دخيل يعارض أعضاء المشهد السياسي الحالي غير الأكْفاء والفاسدين. وعلى الرغم من الاختلافات الواضحة، يستفيد زيمور من التأثير الجديد نفسه الذي أحدثه الرئيس دونالد ترمب في الولايات المتحدة قبل خمس سنوات. ومثل ترمب أيضاً، حرص زيمور على تقليص رسالته إلى عدد من الأفكار البسيطة التي يتردد صداها لدى قطاعات كبيرة من المجتمع الذي يعاني من انعدام الأمن والشكوك حول المستقبل.
من جهته، يرى زيمور أن فرنسا آخذة في التدهور، لدرجة أنها تواجه الموت بشكلها الحالي، لعدد من الأسباب، من بينها استمرار الهجرة الجماعية، وخاصة من قبل المسلمين العرب والأفارقة، وإلغاء توطين الوظائف الصناعية ونقلها إلى الصين وغيرها من اقتصادات العمالة الرخيصة. كما يحذر مما يسميه «الاستبدال العظيم» الذي سيحل فيه عدد متزايد من السكان المسلمين تدريجياً محل السكان الفرنسيين الأصليين، وينهي نظام الحكم العلماني، وكما كتب الروائي ميشال أولبيك قبل عقد من الزمن، سيحول ذلك فرنسا إلى جمهورية إسلامية. ويصر المحيطون بزيمور على أن نحو 700 ضاحية في فرنسا تخضع بالفعل لسيطرة الإسلاميين وتحولت إلى مناطق محظورة على الفرنسيين «الأصليين».
في الواقع، لا يعتبر موضوع «الانهيار» بالأمر الجديد في فرنسا أو حتى على مستوى الديمقراطيات الغربية ككل. وقد حذر شوبنهاور من ذلك منذ أكثر عن قرن، وكان أشخاص مثل نعوم تشومسكي في الولايات المتحدة وآية الله علي خامنئي في إيران يعزفون هذه النغمة منذ عقود. أما ما يجعل زيمور «نبياً» أكثر إقناعاً لفكرة «الانهيار» أنه، على عكس شوبنهاور الذي فلسف الفكرة، لكنه لم يقدم أي دفاع في مواجهة الانهيار، وعلى عكس تشومسكي وخامنئي اللذين كانا مبتهجين بشأن ذلك، يبدو زيمور متألماً بشدة، لكنه عاقد العزم على المقاومة ومنع «انتحار» فرنسا. في الواقع، يحمل كتابه الأخير الذي كان من بين الأكثر مبيعاً عنوان «فرنسا لم تقل كلمتها الأخيرة».
علاوة على ذلك، يبدو زيمور مقنعاً لأنه هو نفسه مثال على «الفرنسة». ولد زيمور في عائلة من اليهود الجزائريين، وشاهد كيف خضع أجداده ثم والداه لعملية الاندماج ليصبحوا فرنسيين «أصليين». على سبيل المثال، تخلى جدّاه عن اسميهما اليهوديين الجزائريين واختارا اسمَيّ جوستان وراشيل واختارا كذلك لأبنائهما «أسماء فرنسية مناسبة». ونظراً لأنه كانت هناك عصابة إجرامية سيئة السمعة تدعى «زيمور» آنذاك، حرصا على إضافة حرف «إم» آخر لاسم العائلة، تجنباً لحدوث أي لبس.
وتدور قصة حياة إريك زيمور حول صراع ضد التعددية الثقافية مع الاعتماد على القومية الفرنسية كحجر الأساس. يذكر أن زيمور التحق بمدرسة العلوم السياسية التي تميزت بمكانة رفيعة آنذاك، وحرصاً على الانضمام إلى النخبة، حاول الالتحاق بالمدرسة الوطنية للإدارة ولكن لم تفلح مساعيه. وجاءت خيبات أمله التالية عندما فشل في الحصول على وظيفة في اتحاد نقابات المزارعين لأنه ولد في ضاحية من ضواحي السوق، ويفتقر إلى الجذور الريفية التي يتباهى بها «الفرنسيون الأصيلون».
وتعرض لخيبة أمل أسوأ عندما تم رفض طلبه بالانضمام إلى «إنترالي»، وهو نادٍ حصري للنخبة.
وفي إطار دوره كآخر منبر للقومية الفرنسية، أعاد زيمور إحياء موضوع «الخصوصية الفرنسية» ويطالب بالأولوية في إعطاء الوظائف للفرنسيين بدلاً من المهاجرين والأجانب الآخرين. وهو يردد في هذا الموقف الذي اتخذه تشارلز ماوراس، ما قاله الكاتب الداعم للنظام الملكي والمعادي للسامية، بيير لافال، السياسي الذي قاد المتعاونين مع الاحتلال الألماني. ومع ذلك، قد استخدم قادة الجبهة الشعبية أيضاً موضوع «الأولوية الفرنسية» في ثلاثينات القرن الماضي، وكذلك فعل الحزب الشيوعي الفرنسي بقيادة موريس ثوريز ووالديك روشيه.
الملاحظ، أن زيمور يستخدم الكثير من العلمانية باعتبارها ضامناً للديمقراطية على نحو عام.
وعلى ما يبدو، لا يدرك زيمور الفرق بين «العلمانية» الأميركية التي ترى في إطارها الدولة نفسها كحامية لجميع الأديان، والعلمانية الفرنسية التي تنظر في إطارها الدولة لجميع الأديان باعتبارها تهديدات محتملة أو فعلية. ويتجلى الارتباك والتخبط عندما يقول زيمور، إنه يريد الحفاظ على الطابع اليهودي - المسيحي لفرنسا، بينما يروّج للعلمانية كوسيلة لمواجهة «التهديد الإسلامي» ضد فرنسا.
بالنسبة لسياسي جعل من محاربة الإسلام هدفه الأساسي، يبدو أن زيمور غير مطلع بما يكفي على الإسلام في فرنسا، وهو دين لا يشبه التنظيم والتسلسل الهرمي للكنيسة وينقسم إلى أكثر من 400 مجموعة وطائفة.
تجدر الإشارة هنا إلى أنه يهيمن على الإسلام الرسمي المعترف به في فرنسا ما يمكن أن يسميه المرء «الإسلام القنصلي»، والمساجد وجماعات الضغط التي أنشأتها وتمولها دول إسلامية، ولا سيما تركيا والجزائر والمغرب. بجانب هذا «الإسلام القنصلي»، هناك شبكات سياسية في المقام الأول تتنكر في شكل مجتمعات دينية، وعلى رأسها جماعة «الإخوان المسلمين» ودوائر شيعية لبنانية تسيطر عليها إيران.
إن هذين الشكلين معاً من الإسلام لا يمثلان أكثر من واحد أو اثنين في المائة من المواطنين الفرنسيين المسلمين الذين يقدر عددهم بنحو 6.5 مليون. تأتي المشكلة التي تواجهها فرنسا من الجماعات السياسية، مثل جماعة «الإخوان المسلمين» والجماعات السلفية والدوائر الخمينية والجهاديين الناشئين محلياً والذين تحولوا إلى التطرف عبر الإنترنت. في الواقع، إن التظاهر بأن هذه المجموعات الصغيرة، وإن كانت فتاكة، تمثل حقيقة أكبر بكثير من حقيقتها ربما يأتي بنتائج سلبية حتى من وجهة نظر زيمور القومية.
ليس من قبيل المصادفة أنه أينما ظهر زيمور، فإن المسلحين، عادة من جماعة «الإخوان المسلمين» أو جماعة الخميني، وغالباً ما يكونون من «الأخوات» المسلمات يظهرون لتصويره على أنه عدو لجميع المسلمين.
يردد زيمور مخاوف وشكوك العديد من الفرنسيين ويفتح النقاش حول بعض القضايا الاجتماعية والثقافية الرئيسية، ومع ذلك لا يوجد حتى الآن ما يشير إلى أن لديه فكرة واضحة عن كيفية صياغة التساؤلات الصحيحة، ناهيك عن تقديم الإجابات المطلوبة.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرنسا القومية تطل برأسها من جديد فرنسا القومية تطل برأسها من جديد



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon