كازاخستان أصداء خريف الآلام
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

كازاخستان: أصداء خريف الآلام

كازاخستان: أصداء خريف الآلام

 لبنان اليوم -

كازاخستان أصداء خريف الآلام

بقلم : أمير طاهري

حتى وقت سابق من هذا الشهر، بدت كازاخستان، أكبر جمهوريات آسيا الوسطى التي نالت استقلالها بعد تفكك الإمبراطورية السوفياتية قبل 30 عاماً، الكيان الأكثر استقراراً في المنطقة.

تحت قيادة الرئيس نور سلطان نزارباييف الذي حكم البلاد بقبضة حديدية، نجحت البلاد في تجنب الخلافات الدينية والحروب الأهلية والانقلابات والانقلابات المضادة التي عصفت بأركان الجمهوريات السوفياتية السابقة الأخرى، مثل قيرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان المجاورة.
ومع ذلك، لا يعد حكم نزارباييف الاستبدادي السبب الوحيد وراء استقرار الجمهورية الجديدة، وإنما كان هناك على الأقل ثلاثة عوامل أخرى ساهمت في هذا الأمر.
تمثل الأول في الازدهار الذي نشأ عن فتح الباب أمام الاستثمار في موارد الطاقة الهائلة في كازاخستان، بما في ذلك أكثر من 3 في المائة من احتياطيات النفط العالمية، أمام رؤوس الأموال الأجنبية، ومعظمها من الغرب. وساعد هذا بدوره الجمهورية المستقلة حديثاً على أن تحقق لمواطنيها مستويات معيشية لم تكن لتطرأ على خيال أحد في ظل الحكم السوفياتي.
علاوة على ذلك، نجحت كازاخستان في الحفاظ على التوازن في علاقاتها مع القوى الرئيسية الثلاث التي تطمع في ثروتها وقيمتها الجيوسياسية: الصين وروسيا والولايات المتحدة. من جهته، قال الرئيس نزارباييف، عام 2014، خلال مقابلة في دافوس بسويسرا، بنبرة لم تخلُ من سخرية إن كازاخستان لديها «ثلاثة جيران كبار: الصين وروسيا والولايات المتحدة كجار افتراضي».
وأخيراً، نجحت كازاخستان في الحفاظ على مستوى من التعايش بين الأعراق المختلفة على أرضها على نحو غير معهود داخل الجمهوريات الأخرى المستقلة حديثاً.
جدير بالذكر هنا أنه في ظل الحكم البلشفي، عمد ستالين، بصفته مفوضاً لشؤون القوميات، إلى التأكد من أن كل جمهورية عرقية تم إنشاؤها حديثاً تحتوي على أقلية من المجموعات العرقية الأخرى: الطاجيك في أوزبكستان، والأوزبك في طاجيكستان، والكازاخستانيون في قيرغيزستان، والأرمن في أذربيجان، وما إلى ذلك. بجانب ذلك، أضاف إلى كل مزيج عرقي مجموعة من المستوطنين الروس والأوكرانيين.
في حالة كازاخستان، تلقى هذا المزيج العرقي جرعة أكبر بكثير من الروس والأوكرانيين والبيلاروس بسبب ما أطلق عليه حملة «الأراضي العذراء» التي أطلقها القادة السوفيات لإنهاء المجاعة في إمبراطوريتهم من خلال زراعة سهول كازاخستان الشاسعة.
نتيجة لذلك، بحلول وقت الاستقلال، كان أكثر من 30 في المائة من سكان كازاخستان من غير المسلمين، والأوروبيين، معظمهم من الروس، بينما كان 20 في المائة منهم من أعراق مختلطة، وشعر غالبيتهم بقرب أكثر للمجموعات الأوروبية من مجموعات المسلمين التقليدية في آسيا الوسطى.
وكان من شأن حقيقة اعتماد اللغة الروسية كلغة رسمية، تغيير التوازن بعيداً عن الهوية الإسلامية الآسيوية التي أججت العديد من الثورات في الجمهوريات المجاورة.
وقد تعني أعمال الشغب الأخيرة التي ربما تمثل بداية معركة طويلة حول مستقبل كازاخستان أن العوامل التي لطالما عززت ثلاثة عقود من الاستقرار أصبحت الآن كلها موضع تساؤل.
يذكر أن جزءاً من نجاح نزارباييف في فرض حكمه الاستبدادي يعود إلى الأساطير التي نسجت حول اسمه بوصفه أباً للأمة ومهندس الاستقلال. وباعتباره عضواً في القيادة السوفياتية العليا قبل استقلال كازاخستان، حظي نزارباييف بالفعل بمكانة خاصة في عين المواطن الكازاخستاني العادي. ونجح نزارباييف في طمأنة أولئك الذين يشعرون بالحنين إلى الماضي السوفياتي، في الوقت الذي حرص فيه على استمالة أولئك الذين تتعلق آمالهم في المستقبل.
اليوم، يفتقر خليفته في الرئاسة، قاسم جومارت توكاييف، إلى هذه النقاط الجذابة، ذلك أن توكاييف شخص بيروقراطي وصل إلى القمة لمجرد وجوده في الجهاز البيروقراطي، مثل قسطنطين تشيرنينكو الذي صعد إلى قمة القطب السوفياتي لمجرد رفضه الموت قبل معاصريه داخل المكتب السياسي للشيخوخة.
بعد ذلك، ومع انخفاض أسعار الطاقة، تراجعت إلى حد ما الطفرة الاقتصادية التي تغذيها صادرات النفط والغاز، في الوقت الذي لم تهدأ فيه التوقعات العامة بخصوص تحقيق تنام مستمر في مستويات المعيشة.
على الرغم من الاستثمار الهائل في مشاريع الطاقة الجديدة من جانب الولايات المتحدة وشركات النفط الغربية الأخرى، انخفض الدخل السنوي للفرد من حوالي 27000 دولار عام 2019 إلى ما يزيد قليلاً على 25000 دولار العام الماضي.
أيضاً، كان من شأن مرور ثلاثة عقود من الازدهار الاقتصادي إلى ظهور طبقة وسطى جديدة لا تتناسب تطلعاتها السياسية والثقافية مع مستويات المعيشة المادية. اليوم، يتمتع الملايين من الكازاخستانيين بمستويات معيشة مادية مماثلة لتلك المستويات.
يتعلق عامل آخر على صلة بالاستقرار، بسياسة نزارباييف الخارجية المتوازنة. والواضح أن الانعزالية التدريجية التي انتهجتها الولايات المتحدة، ًمن الرئيس باراك أوباما وإغلاق القواعد الأميركية في أوزبكستان وقيرغيزستان، أثارت شهية كل من الصين وروسيا لممارسة نفوذ أكبر داخل آسيا الوسطى ككل.
وفي عهد الرئيس فلاديمير بوتين، أطلقت روسيا حملة جيوستراتيجية طويلة الأمد لاستعادة منطقة نفوذها في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى، التي تمثل كازاخستان الجائزة الكبرى فيها. وفرضت روسيا اتفاقية بحر قزوين الجديدة التي، عند الانتهاء منها، ستمنح موسكو حق النقض الافتراضي على الجوانب الرئيسية للسياسات الاقتصادية والدفاعية لجميع الدول المتشاركة في منطقة حوض بحر قزوين الغنية بالطاقة، بما في ذلك كازاخستان.
الملاحظ أنه على امتداد السنوات القليلة الماضية، كثف بوتين الدعاية لجذب الروس والأوكرانيين في كازاخستان باعتبارهم «أبناء وأقارب» تعتمد سلامتهم في المستقبل على حامية موسكو. في المقابل، أثارت الحملة الروسية شعوراً بعدم الارتياح في صفوف الكازاخيين الذين أدركوا فجأة أن مواطنيهم من أصل روسي يشغلون نسبة أعلى بكثير من المناصب في الخدمة المدنية والجيش مما تبرره أعدادهم الفعلية.
وربما تكون حقيقة أن مثيري الشغب الذين خرجوا إلى الشوارع في الفترة الأخيرة، قد هاجموا المتاجر والأعمال التجارية الأخرى التي يملكها أو يديرها أشخاص من أصل روسي أو أوروبي، مؤشراً آخر يثير القلق.
من ناحيته، تسبب الرئيس توكاييف، الذي غالباً ما يشتبه في كونه من محبي روسيا، في تأجيج هذه الشعلة من خلال دعوة روسيا وبيلاروسيا لإرسال قوات إلى جانب مرتزقة من شركة الأمن الخاصة التي يسيطر عليها الكرملين «فاغنر»، لقمع أعمال الشغب الأخيرة.
وينظر العديد من الكازاخستانيين إلى تأكيده أن «القوات المدعوة» ستبقى في كازاخستان طالما كانت هناك حاجة إليها كذريعة لوجود عسكري روسي دائم.
ولكسب تأييد الكازاخيين وغيرهم من الجماعات العرقية المسلمة وفي محاولة لصرف الانتباه عن ميله لروسيا، أحدث توكاييف اضطراباً في العلاقات مع الصين بسماحه للأويغور بتنظيم احتجاج ضد جرائم بكين ضد الإنسانية في تركستان الشرقية (شينجيانغ).
وقال توكاييف إنه في أعمال الشغب الأخيرة «شارك 20.000 فقط من اللصوص، لكن الحقيقة تشير إلى أن ما يقرب من 200 متظاهر قد لقوا مصرعهم وأن أكثر من 8000 آخرين محتجزون»، ما يكشف أن ما يجري على أرض الواقع انتفاضة شعبية أكبر بكثير عما يصوره الرئيس، اشتعلت جراء حدوث ارتفاع مفاجئ في أسعار البنزين المحلية.
جدير بالذكر هنا أنه في أيامهم الأولى، استخدم البلاشفة ادعاءً مماثلاً لتبرير الإبادة الجماعية في كازاخستان، والتي أطلق عليها «خريف الأحزان»، التي أمر بها لينين وتولى تنفيذها فرونزي. وينطوي «شتاء السخط» الحالي على أصداء من «خريف الأحزان» الذي لم يفلح في محو الكازاخستانيين من على خريطة الوجود.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كازاخستان أصداء خريف الآلام كازاخستان أصداء خريف الآلام



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon