لعبة بوتين بين الصديق والعدو
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

لعبة بوتين بين الصديق والعدو

لعبة بوتين بين الصديق والعدو

 لبنان اليوم -

لعبة بوتين بين الصديق والعدو

بقلم : أمير طاهري

في رحلته الخاطفة إلى بكين في الأسبوع الماضي، وقَّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على «معاهدة شراكة استراتيجية» مع نظيره الصيني شي جينبينغ. وتزامن الحدث مع الذكرى السنوية العشرين لصفقة «الشراكة الاستراتيجية» الأخرى التي وقّعها عام 2002 مع الرئيس الأميركي آنذاك جورج دبليو بوش.
هل تمثل معاهدة بكين انعكاساً للمسار في السياسة الخارجية الروسية التي ركزت منذ انضمام روسيا إلى مجموعة الدول السبع الكبرى (التي سُميت فيما بعد مجموعة الثماني) على إقامة علاقات أوثق مع الولايات المتحدة؟
قد يشير سلوك بوتين الأخير، لا سيما جهوده لتصوير الولايات المتحدة على أنها حاجز أمام طموحات روسيا العالمية، إلى مثل هذا التطور. والأهم من ذلك، يأتي ما يمكن اعتباره سياسة بوتين الخارجية في وقت تستعرض فيه الصين عضلاتها ضد الولايات المتحدة في جزء كبير من منطقة آسيا والمحيط الهادي. وأخيراً، كان بوتين يرى في تهديدات شي جينبينغ ضد تايوان صدى لما يفعله هو ذاته في أوكرانيا.
الأهم من ذلك، ربما، هل تمثل رحلة بوتين إلى بكين تحولاً جذرياً في موقف روسيا من الصين، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى ظهور ما سماه توماس فيشي وجان ماري هولزينغر في كتابهما الصادر عام 2013 بعنوان «إمبراطورية المغول الجديدة» بقيادة الصين، مع اعتبار روسيا رأس جسر لها إلى أوروبا وإيران كحصان طروادة في الشرق الأوسط؟
فيما يتعلق بالصورة الروسية للعالم، فإن انتقال الصين من خانة «العدو» إلى خانة «الصديق» لن يكون يسيراً. وبحسب التصور الروسي، كما يتجلى في الثقافة والأدب، كثيراً ما ينظر إلى الصين، التي كثيراً ما تعدّ ممثلة لجميع الشعوب «الآسيوية»، بما فيها المغول والتتار واليابانيون، على أنها «الخصم» أو «فراغ» إلى جانب الألمان والبولنديين والسويديين والليتوانيين في أوروبا.
ينعكس هذا الخوف من «الخطر الأصفر» في الموسيقى والأدب والسينما الروسية. ومن بين بعض الأمثلة على ذلك: «يوميات الصين» للكاتب الروسي بوريس بلنياك، و«الفرقاطة بالادا» للروائي الروسي إيفان غونشاروف، ورواية «امرأة روسية في الصين» لمؤلفها أندريه روغوزينا، ناهيكم عن باليه «بحيرة البجع» للموسيقار الروسي تشايكوفسكي، وفيلم «إيفان الرهيب» للمخرج الروسي سيرغي آيزنشتاين (من غروزني).
وباعتبارها الدولة الأضخم على مستوى العالم، فإن روسيا لديها العديد من الدول المجاورة على البر والبحر من القطب الشمالي وحتى حوض بحر قزوين، ومن المحيط الهادي إلى البحر الأسود، وكانت في حرب مع كل هذه الدول باستثناء دولة واحدة: الولايات المتحدة، الجارة عبر ألاسكا. ولهذا السبب؛ منذ اكتشف الروس أو تخيلوا أميركا، كثيراً ما كانت للولايات المتحدة صورة إيجابية في الأدب والثقافة الروسية. وحتى ظهور البلشفية باعتبارها حاملة لواء مناهضة الإمبريالية، لم يؤد ذلك إلى تغييرات جذرية في ذلك التصور.
تشير أخطاء لينين في المكتب السياسي بعد إطلاق سياسته الاقتصادية الجديدة بوضوح إلى تأثير الأساليب الأميركية في الإدارة والإنتاج كما فهمها أو أساء فهمها. لقد حلم لينين وغيره ممن كانوا في القيادة المبكرة للبلاشفة، بما فيهم كامينيف وزينوفيف، بمجتمع اشتراكي قادر، باستلهام روح «القدرة على العمل» الأميركية، على إنتاج الازدهار الاقتصادي في غياب الحرية السياسية، ذلك الوهم الذي هيمن على السياسة الصينية أيضاً منذ عهد دينغ شياو بينغ.
كانت الولايات المتحدة تعدّ حليفاً للاتحاد السوفياتي خلال الحرب العالمية الثانية. فقد أمدت الجيش الأحمر بالغذاء والسلاح لمحاربة النازيين، وقد أثرت هذه التفاعلات في الروس كثيراً ببراعة الولايات المتحدة الإنتاجية واللوجيستية الفريدة.
فقد وصلت الماكينات الزراعية الأميركية إلى الآلاف من الكولخوزات (المزارع الجماعية السوفياتية)، فساعدت في زيادة الإنتاج الغذائي، ووقف تكرار مجاعات الثلاثينات. وصارت الجرارات، وآلات الدرس، وماكينات الحصاد الأميركية ذات صورة أيقونية في المجتمع السوفياتي. بيد أن المخرج الروسي بودوفين اضطر إلى إعادة تصوير العديد من مشاهد أحد أفلامه الدعائية للإبقاء على شعار «المطرقة والمنجل» على الآلات الزراعية أميركية الصنع التي من المفترض أنها جعلت الفلاحين الروس سعداء بفضل الرفيق ستالين.
تجاوزت صورة الولايات المتحدة المتعاطفة الحواجز الآيديولوجية. وأعجب الروائي والمؤرخ الشيوعي إيليا ايهرنبورغ بالولايات المتحدة، تماماً كما فعل المؤلف الروسي المناهض للشيوعية إيفان بونين.
كما عكس فلاديمير نابوكوف، الذي حوّل نفسه من روسي قديم إلى كاتب أميركي، وإدوارد ليمونوف مؤلف كتاب «الشاعر الروسي يفضل الزنوج الفارعين»، ذلك المزيج من الإعجاب الكئيب، والحسد المؤلم في مواجهة أميركا الخيالية.
كانت الحرب الباردة الحرب الوحيدة التي خاضتها روسيا ضد الولايات المتحدة. ولكن حتى في ذلك الوقت لم تصنف الولايات المتحدة قط على أنها «عدو» أو «معتد»، وهي التسمية التي تستخدم في أوقات وسياقات مختلفة بالنسبة للألمان والسويديين والبولنديين والليتوانيين والفرنسيين والصينيين. فقد وصفت الدعاية السوفياتية أثناء الحرب الباردة الولايات المتحدة بأنها «خصم». ووفقاً لتصنيف كارل شميدت، يمكن أن يتحول «الخصم» إلى شريك، إن لم يكن صديقاً، في حين لا بد من هزيمة «العدو» أو حتى القضاء عليه.
ومن غير المرجح أن يكون بوتين غير مدرك للصعوبات التي يواجهها في محاولة تحويل الولايات المتحدة من «منافس» أو «خصم» إلى «عدو لدود» لروسيا التي يحلم بها. إنه يستعين بمجموعة من المزاعم المزيفة التي لن تصمد أبداً في مواجهة الفحص الوثيق.
في أحد الأيام في موسكو، أبلغ بوتين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن روسيا «قلقة بشأن الأمن الأوروبي»، في حين أن روسيا هي التي حشدت آلة حربية قوامها 120 ألف مقاتل لغزو أوكرانيا.
كما أخبر ماكرون بأن أوروبا تحتاج إلى إطار لضمان أمنها. لكن مثل هذا الإطار موجود بالفعل في «منظمة الأمن والتعاون في أوروبا»، التي تعد روسيا عضواً مؤسساً لها، ناهيكم عن «اتفاقيات هلسنكي».
أما ادعاء بوتين الآخر بأن حلف الناتو يشكل تهديداً محتملاً لروسيا، فمن الصعب للغاية الاستناد إليه؛ إذ لم يفعل حلف شمال الأطلسي شيئاً عندما غزا بوتين واستولى على أراضٍ من جورجيا وأوكرانيا، أو عندما تدخل عسكرياً في سوريا للحصول على قاعدة جوية بحرية على البحر الأبيض المتوسط.
وهناك ثلاث نقاط أخرى؛ أولاً، أبرمت روسيا بالفعل اتفاق شراكة مع حلف الناتو، وإذا ما تم استخدامه على نحو فعال، فإنه قادر على حل كل الخلافات من خلال التشاور والتسوية. وبعد ذلك، تشكل الدول الأعضاء في حلف الناتو نحو 70 في المائة من جميع الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الاقتصاد الروسي، وتوفر 80 في المائة من سوق صادرات الطاقة الروسية. وفي العام الماضي، كانت روسيا أكبر مُصدّر للنفط الخام إلى الولايات المتحدة. وأخيراً، فإن الجزء الأكبر من احتياطات روسيا من العملات الأجنبية يودع في المصارف والمؤسسات المالية الواقعة في بلدان حلف الناتو.
لماذا إذن يدق بوتين طبول الحرب وهو يعلم أنه لا يملك القدرة العسكرية والاقتصادية والدعم الشعبي في الداخل، والتي من دونها لا تستطيع أي صراعات كبرى تحقيق النصر إذا كان مثل هذا الأمر يحمل أي مغزى هذه الأيام؟
يتظاهر بوتين بالقلق إزاء محاولات حلف الناتو تخريب الانتخابات الروسية من خلال «خيول طروادة» الروسية والهجمات السيبرانية. ولكنه في الوقت الحالي سوف ينشر جيشاً يتألف من أكثر من 1500 من جماعات الضغط، بما في ذلك مستشار ألماني سابق، ورئيسا وزراء فرنسي ونمساوي سابق، للترويج لفاتورة بضائعه في بلدان حلف شمال الأطلسي.
ربما يتوق بوتين إلى الاهتمام. أو ربما؛ إذ شعر بأن نجمه لم يعد يرتفع في الوطن، يبحث عن تحويل (تشتيت) للانتباه. وأياً كان الأمر، فإن التصرف الأكثر حكمة هو ألا يرقص على معزوفته ويشارك في تأجيج الأزمة التي أشعلها. ولهذا السبب؛ فإن زيارة ماكرون المثيرة إلى موسكو كانت خطوة خاطئة.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لعبة بوتين بين الصديق والعدو لعبة بوتين بين الصديق والعدو



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon