سوريا التقسيم ليس حلا
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

سوريا.. التقسيم ليس حلا

سوريا.. التقسيم ليس حلا

 لبنان اليوم -

سوريا التقسيم ليس حلا

أمير طاهري

في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة وروسيا لمؤتمر «جنيف 2» حول سوريا، تحاول بعض مراكز البحث في واشنطن وموسكو إحياء فكرة تقسيم الدولة التي مزقت أوصالها الحرب إلى عدة دويلات. تعيد فكرة «تقسيم» سوريا إلى الأذهان جدالا مماثلا متعلقا بالعراق في عام 2003 بعد التحرر من طغيان حزب البعث. كان هناك عدد من الكتب التي تحث الولايات المتحدة على تقسيم العراق إلى دويلات شيعية وسنية وكردية. أتذكر اشتباكا لفظيا حول الموضوع مع السيناتور جوزيف بايدن، الذي يشغل الآن منصب نائب رئيس الولايات المتحدة، في برنامج إذاعي أميركي. أصر بايدن على أن العراق كان دولة صناعية ولا يمكن الإبقاء عليها. كانت حجتي هي أن كل الدول، بما فيها بريطانيا، صناعية، نظرا لأنه لم يهبط أي منها من السماء مكتملا تماما. يحاول بعض النقاد استخدام الحرب الأهلية السورية كمبرر لإحياء ما يعرف باسم مذهب ويلسون، الذي جاء اسمه من الرئيس الأميركي وودرو ويلسون والذي في ظل حكمه أمكن تحويل المجتمعات المتعددة في الإمبراطورية العثمانية البائدة إلى دويلات. ليست الحرب الأهلية السورية هي السبب الوحيد الذي يستشهد به لتبرير تجدد الجدال مرة أخرى. فلبنان محتجز في الوقت الحالي كرهينة سياسية من قبل حزب الله، وعاجز عن تشكيل حكومة جديدة وإجراء انتخابات عامة. إن «النظام الديمقراطي» العلماني الذي قد أبقى الدولة مكتفية ذاتيا معرض لخطر التدمير نتيجة عزم حزب الله على فرض سياساته بتهديد السلاح. علاوة على ذلك، فإن ثمة حديثا عن دولة كردستان مستقلة، وهو موضوع من المقرر مناقشته في مؤتمر كردي عام في أربيل في نوفمبر (تشرين الثاني). تتمثل إحدى النظريات في أن العديد من مشكلات المنطقة ترجع بالأساس إلى عجز المجتمعات المختلفة أو «الأمم» عن العيش معا في سياق دولة موحدة. ومن ثم، ينبغي أن يتمثل الحل في البلقنة، مثلما كان الحال في دولة يوغوسلافيا السابقة. ومع قليل من الاستثناءات، على سبيل المثال مصر، ربما يؤثر سيناريو التقسيم على جميع دول المنطقة من شمال أفريقيا إلى شبه القارة الهندية. ولترويج سيناريو التقسيم في مثال سوريا، نشر بعض الخبراء نص خطاب تم إرساله في عام 1936 من قبل سليمان الأسد، جد الرئيس السوري بشار الأسد، لرئيس الوزراء الفرنسي وقتها ليون بلوم، يطالبه بإعادة الشريط الساحلي الواقع بين الجبال غرب دمشق والبحر المتوسط إلى دولة للطائفة النصيرية. وفي هذا الوقت، لم يكن قد جرى اتخاذ مصطلح «علوي»، الذي يستخدم بشكل متكرر الآن، من قبل النصيريين كرمز تعريفي. وفي ظل الانتداب الفرنسي، تمتع الشريط الساحلي الذي تمت تسميته محافظة اللاذقية في عام 1922 بدرجة من الاستقلالية. وعلى الرغم من ذلك، فقد قررت حكومة بلوم تشكيل دولة سورية موحدة يكون الشريط المتنازع عليه جزءا منها. ونظرا إلى أن الأسد الجد نظر إلى العالم في ضوء الانقسامات الطائفية، فقد حاول مجاملة بلوم بالإشارة إلى الأصول اليهودية لرئيس الوزراء الفرنسي. وزاعما أن المسلمين كانوا «جهاديين»، وأن اليهود «جاءوا للعرب بـ(هدية) الثقافة والسلام». وعلى الرغم من ذلك، فإن بلوم كان اشتراكيا ومهندسا لاتفاق الجبهة الشعبية مع الشيوعيين. ورأى العالم في ضوء الانقسامات بين الطبقات، لا الطائفية الدينية. ونتيجة لذلك، عندما انتهى الانتداب الفرنسي في عام 1946، كانت سوريا قد تشكلت كدولة موحدة لكل المجتمعات الدينية والعرقية. وعلى مدى ما يربو على ستة عقود، إبان الفترة التي تحولت فيها سوريا من دولة تضم 1.2 مليون نسمة إلى واحدة يزيد تعداد سكانها على 20 مليونا، هناك شعور مميز بالأصالة السورية ظهر كدعامة لهوية الدولة الجديدة. وإذا كانت الحداثة اختبارا لصلاحية دولة، فينبغي اعتبار سوريا واحدة من أقدم الدول في العالم اليوم. وفي عام 1946، لم تكن الأمم المتحدة تضم أكثر من 60 عضوا، مقارنة بـ198 عضوا اليوم. الدولة/ الأمة السورية أقدم من جمهورية الصين الشعبية والهند، على سبيل المثال لا الحصر. إن تسليط الضوء على أصول أي دولة قد يكشف عن نقاط خلاف متعلقة بذلك. لكن ما يهم في كل مثال تقريبا هو الحقيقة الوجودية للدولة الأمة.. وهو محل النقاش. تتمثل نقطة الانطلاق في أي مناقشة عن مشكلات سوريا في وجودها كدولة أمة موحدة. ربما يكون مؤتمر «جنيف 2» قادرا على تقديم مساهمة إيجابية، فقط إذا ما أقر بالإبقاء على الوحدة الوطنية لسوريا والتكامل الإقليمي كحقيقتين بديهيتين. إن الأزمة التي قد ألمت بسوريا لأكثر من 30 شهرا ليس مرجعها إلى الطائفية، مع أن هناك طائفيين من جميع الأطراف يقاتلون بعضهم بعضا ويقتلون من هم في المنتصف. بدأت الكارثة السورية كانتفاضة شعبية طالبت بنصيب أكبر قليلا من الحرية والكرامة. في البداية، لم يظهر حتى مطلب تنحي الرئيس الأسد. ومع الكشف عن استخدام العنف لقمع الانتفاضة، جنحت عناصر منها نحو التطرف. أصبح الأسد رمزا للقمع، مع أنه سرعان ما بات واضحا أنه ليس وحده في تقرير استخدام القبضة الحديدية. وبمجرد أن اتضح جليا تورط النظام بأكمله في القمع، تحول مطلب خلع الأسد إلى مطلب تغيير النظام. وهذا، بدوره، أجج الحرب الأهلية التي تهدد السلام والاستقرار عبر أنحاء الشرق. ومن ثم، ينبغي أن يكون محور مؤتمر «جنيف 2» هو تغيير النظام في سوريا. وهذا التغيير حتمي. ويمكن أن يتحقق عبر مزيد من الأعوام من القتال، أو حتى، التدخل العسكري الأجنبي. ولكنه قد يتحقق أيضا من خلال اتفاق واسع بين القوى المعنية، وبالأخص روسيا والولايات المتحدة، على رعاية وضمان نظام تقاسم سلطة لتحويل كل السوريين إلى مساهمين في واقع جديد. ليس بوسع الفريق المنادي بتقسيم سوريا سوى صرف الانتباه عن الأسباب الحقيقية للصراع الحالي. ومن ثم، جعل إيجاد حل مهمة أكثر صعوبة. ينبغي أن يرحل الأسد، ولكن يجب أن تبقى سوريا. نقلا عن جريدة الشرق الاوسط  

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريا التقسيم ليس حلا سوريا التقسيم ليس حلا



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon