نموذج جون كيري للاستسلام الاستباقي
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

نموذج جون كيري للاستسلام الاستباقي

نموذج جون كيري للاستسلام الاستباقي

 لبنان اليوم -

نموذج جون كيري للاستسلام الاستباقي

أمير طاهري

في محاولة منه للتمهيد للمباحثات المتوقعة حول الشأن السوري، طرح وزير الخارجية الاميركي، جون كيري، تحليلا من المؤكد أنه سوف يصم تلك المباحثات بالفشل من الوهلة الأولى. فقد قال كيري: «حصيلة ما يجري الآن (أي الحرب الأهلية في سوريا) لن تحدده أرض المعركة، بل طاولة المفاوضات». ورغم أن تلك العبارة ربما تكون مفيدة للعملية التفاوضية، فإن الاتكال عليها كأساس في صناعة السياسات أمر مخز بحق، فلو أن كيري لديه قدر من العلم بالتاريخ فسوف يعرف أن نتائج الحروب تتحدد على أرض المعركة. والحروب تشتعل عندما لا يصبح الوضع القائم غير مهيأ لضمان نوع من التوازن بين قوى متعارضة داخل الحكومة التي تدير شؤون الدولة. وعندما يحدث ذلك، يصبح الوضع القائم غير ملائم لواحد أو أكثر من العناصر المشتركة في ذلك النظام الحاكم، مما يشجع واحدا أو أكثر من تلك العناصر لمحاولة كسر ذلك الوضع القائم بالقوة، من خلال إشعال صراع مع العناصر الأخرى التي ترى أن مصالحها في استمرار النظام القائم. توصف السياسة على وجه العموم، والتحركات الدبلوماسية على وجه الخصوص، بأنها مثمرة عندما تساعد في عدم انهيار الوضع القائم. فما إن يحدث ذلك الانهيار، تصير السياسة والدبلوماسية جزءا من أسلحة الحرب. بمعنى آخر، يمكن وصف الحرب بأنها امتداد للعملية السياسية ولكن عن طريق وسائل أخرى. كما تعد السياسة والدبلوماسية من الأدوات المفيدة في تنظيم حالة ما بعد الحرب من خلال مساعدة الطرف الخاسر على تقبل الهزيمة وتشجيع الطرف المنتصر على تهدئة مشاعر الغرور بالنصر. بيد أن الهدف الوحيد الذي تسعى إليه الأطراف المتحاربة هو الظفر بالنصر على أرض المعركة. والطرف الذي يمشي وراء وهم أنه سوف يحقق النصر من خلال المفاوضات هو جد واهم وسيخرج من المعركة مهزوما بلا شك. وحسب اعتقاد المؤيدين للفكر التفاوضي، تصبح السياسة والدبلوماسية مفيدة في حشد التأييد الداخلي وإيجاد المزيد من الحلفاء ومحاولة بث الفرقة في معسكر الأعداء. كما أن القوى الخارجية المهتمة بنتيجة الحرب تستطيع الاعتماد على السياسة الدبلوماسية في حشد الدعم للطرف الذي تؤيده. أما القوى التي تختار عدم الوقوف بجانب أي من الأطراف المتحاربة فتصبح حليفا للطرف الذي تكون له الغلبة في أرض المعركة في أي مرحلة من مراحل الصراع. في بداية الصراع السوري، بدا أوباما وقد فطن إلى تلك الحقائق. وعندما صرح بوضوح بأن الرئيس بشار الأسد «يجب أن يرحل»، فقد اختار بذلك أن يقف بجانب أحد الطرفين المتصارعين. بيد أنه وبعد ثلاثة أعوام من اندلاع الصراع، عكست تصريحات كيري تغير موقف رئيسه، فكيري يتظاهر الآن بأن أميركا تبني آمالها على التوصل لـ«حل سياسي». ولا يحتاج المرء إلى الرجوع إلى سجلات حروب الإنسانية الأولى التي اندلعت منذ فجر التاريخ ليدرك بسهولة أن أي حرب تنتهي بانتصار أحد الطرفين، والأهم أن يقر الطرف الآخر بالهزيمة. حتى الحروب التي تبقى على مدى قرون، مثل الثنائيتين الشهيرتين، الحرب بين الإمبراطورية الرومانية والإمبراطورية الفارسية، أو حرب المائة عام بين إنجلترا وفرنسا، لا تتوقف حتى يقر أحد الطرفين بالهزيمة. في الحرب العالمية الأولى، بدأت محاولات تحجيم نتائج الحرب من خلال العمل الدبلوماسي مع طلقات الرصاص الأولى، بيد أن اعتراف ألمانيا بالهزيمة هو الذي كان له الأثر الأكبر في بلورة تلك النتائج. حتى خلال الحرب العالمية الثانية، لم تتأخر الجهود الدبلوماسية كثيرا، فقد بعث النازيون رودلف هس، الرجل الثاني بعد هتلر، في مهمة سرية إلى إنجلترا للتفاوض بشأن صفقة سلام، إلا أن الأمر لم ينجح. وخلال الفترة من عام 1942 وحتى 1944، أجرى الحلفاء (بريطانيا وروسيا والولايات المتحدة) مباحثات في استوكهولم مع مبعوثي هتلر، في محاولة للتوصل لـ«حل دبلوماسي»، لكن نتيجة الحرب حددتها الأدخنة المتصاعدة من الدمار على أرض المعركة في برلين. وما يحدث في الحروب بين الأمم ينطبق أيضا على حالات الحروب الأهلية، والحروب الأهلية في رومانيا خير مثال على ذلك، فقد اختبرت تلك الحروب قوة ماريوس ضد سولا، وقوة قيصر ضد بومبي. كما أن الحرب الأهلية في إيران بين خوسرو برويز وبهرام جوبين تعد مثالا جيدا آخر لهذا الطرح. ليست هناك فترة زمنية محددة لاستمرار الحروب الأهلية، فقد تستمر الحروب الأهلية أسابيع قليلة أو تبقى مشتعلة على مدى عقود طويلة. فقد استمرت الحرب الأهلية في إنجلترا على مدار ستة عشر عاما، وبقيت الحرب الأهلية الأميركية مشتعلة لمدة أربعة أعوام، بينما استمرت الحرب الأهلية في المكسيك عشرة أعوام. واستمرت الحرب الأهلية التي اشتعلت في روسيا عقب استيلاء البلاشفة على السلطة مدة ثلاثة أعوام، وهي نفس الفترة التي استمرت خلالها الحرب الأهلية الإسبانية التي انتهت بانتصار كتائب الفلانخيين. واستمرت الحرب الأهلية التي اندلعت عام 1950 في شبه جزيرة الملايو قرابة أحد عشر عاما، بينما وضعت الحرب الأهلية في نيجيريا التي اشتعلت في فترة الستينات من القرن الماضي أوزارها بعد أربعة أعوام. كما استمرت الحرب الأهلية في لبنان نحو خمسة عشر عاما، واستمرت الحرب الأهلية، التي لا تزال مشتعلة تحت الرماد، في الكونغو - كينشاسا مدة 20 عاما. في حالة الحروب الأهلية، تقف القوى الخارجية بجانب أحد الأطراف المتحاربة، أما القوى التي لا تنحاز إلى أي طرف تجد نفسها في نهاية الحرب تنتهي في الطرف الخاسر. أما الموقف الأميركي من الحرب في سوريا، فله أهمية خاصة لسببين: الأول، أن أميركا، شئنا أم أبينا، هي القوة الخارجية الوحيدة القادرة على اختصار أمد أي حرب أهلية إذا قررت الوقوف بجانب أحد الطرفين. الثاني، ما لم تأخذ الولايات المتحدة بزمام المبادرة، فلن تستطيع الدول الأخرى، القادرة على إحداث الفارق من خلال مساعدتها التمرد ضد الأسد، من فعل أي شيء إلا التلويح الدبلوماسي. وبرفضها الوقوف بجانب أي من الطرفين، منحت إدارة الرئيس أوباما ميزة كبيرة للقوى التي تدعم الأسد، وفي القلب منها روسيا والجمهورية الإسلامية الإيرانية، من خلال تقليل تكاليف سياستهم القمعية في سوريا. وربما يدخل قرار أوباما - كيري بقبول الهزيمة من دون القيام بأي محاولة لاتخاذ موقف محدد، التاريخ السياسي على أنه نموذج لما يمكن الاصطلاح عليه بـ«الاستسلام الاستباقي». لكن الخبر السار في هذا الأمر أن الشعب السوري يتمتع برباطة جأش وقوة أكثر مما ظن أوباما وكيري.  

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نموذج جون كيري للاستسلام الاستباقي نموذج جون كيري للاستسلام الاستباقي



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon