التاريخ كما رواه بوتين الوحدة وإلا
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

التاريخ كما رواه بوتين: الوحدة وإلا...

التاريخ كما رواه بوتين: الوحدة وإلا...

 لبنان اليوم -

التاريخ كما رواه بوتين الوحدة وإلا

بقلم:حسام عيتاني

في مقالته المنشورة في يوليو (تموز) الماضي، يستحضر الرئيس فلاديمير بوتين التاريخ لنفي شرعية الدولة الأوكرانية. في خطاب الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك كرّر الموقف ذاته معتبراً أن أوكرانيا تفتقر أصلاً إلى مقومات الكيان المستقل ومقدماً صورة كالحة السواد للأوضاع السياسية والاقتصادية هناك.
العودة إلى حقب بعيدة من التاريخ لتبرير ممارسات حالية وسلوك راهن، لعبة على الرغم من خطرها فإنها تبقى مفضلة عند سياسيين غالباً ما يتشاركون في صفات تُعلي من أهمية «حقائق التاريخ والجغرافيا» على حساب الواقع القائم اليوم. ونجد إسرافاً في استخدام نسخ منقحة من التاريخ لدى «البعث»، بجناحيه العراقي والسوري. وتبرز مقارنات لا تخلو من صواب بين أقوال بوتين الأخيرة وبين إصرار صدام حسين على «إرجاع الأصل إلى الفرع» عشية غزوه الكويت. آراء مشابهة كان البعثيون السوريون يجودون بها عند تناولهم لبنان «الكيان المصطنع» قبل أن تُظهر أحداث العقد الماضي كمية الاصطناع والافتعال في الكثير من كيانات المنطقة.
وكان القوميون الأوروبيون والآسيويون بمختلف درجاتهم وألوانهم من هواة تفسير التاريخ وفقاً لأهوائهم ومصالحهم. فلم تقتصد اليابان في العقد الأول من القرن العشرين في استخدام الماضي في تبرير غزوها كوريا واسترجاع محاولة الإمبراطورية المغولية لمرتين احتلال اليابان انطلاقاً من السواحل الكورية ولا اجتياح اليابان لكوريا أواخر القرن السادس عشر.
لباحث في التاريخ أن يراجع ما قاله الرئيس الروسي في مقالته الطويلة وفي خطابه الغاضب ليل 21 فبراير (شباط)، ذاك أن أدواراً أداها أشخاص مثل ألكسندر نيفسكي وبوهدان خميلينتسكي وحكم «الهتمان» في أوكرانيا والعلاقة بين الكنيسة وطبقة «البويار» الروسيتين وبين الاتحاد البولندي - الليتواني وصولاً إلى لوم «النير المغولي» على إعاقته تطور الدولة الروسية، من المسائل التي يصح وضعها في سياقات متناقضة وفقاً لمصالح مَن يفتّش في الكتب القديمة عن مبررات لسلوكه.
ليس في الأمر كشف جديد. التاريخ ساحة صراع سياسي بقدر ما هو مادة دراسة أكاديمية موضوعية ومحايدة. ولقارئ في التاريخ الحديث أن يدقق في سرد بوتين لكيفية نشوء الدولة الأوكرانية الحديثة بعد ثورة 1917، حيث أسقط عن الدولة الوليدة أي تمثيل شعبي، وحصر مؤسسيها ببعض الإنتلجنسيا الأوكرانية المتأثرة بالغرب، واستعان بتزعم نيكيتا خروشوف وليونيد بريجنيف للحزب الشيوعي على مدى ثلاثين عاماً، وللدولة في الاتحاد السوفياتي الذي كانت روسيا قلبه السياسي والاقتصادي والبشري، كدليل على وحدة حال بين روسيا وأوكرانيا أتاحت وصول هذين الآتيين من أصول أوكرانية إلى قمة السلطة. أما عمليات «الكلخزة» (ضم الأراضي الزراعية لتشكيل مزارع تابعة للدولة) والمجاعة التي تعرض لها الأوكرانيون في بدايات حكم ستالين في ثلاثينات القرن الماضي أو ما يُعرف بالـ«هولودومور»، فهي مصائب تَشارك في المعاناة منها الروس والأوكرانيون. في حين أن التركيز على تحميل مسؤوليتها للروس وتصويرها كمحاولات لإبادة الشعب الأوكراني فلا تزيد على كونها مساعي غربية لتفريق الشعبين أو بالأحرى «الشعب الواحد في الدولتين» (وهذا شعار بعثي آخر).
كل ما يوحّد الأوكرانيين بالروس، إذاً، هو أصيل ومحمود. وكل ما يفرّق الشعبين مفتعَل ويحصل بتأثير بعض الخونة المرتزقة. رؤية بسيطة ومريحة لمن يختزل التاريخ المعقد بطبيعته، بتعقد السلوك البشري والعوامل الاقتصادية – الاجتماعية - الثقافية التي تصوغه، لتبدو الاستنتاجات التي وصل بوتين إليها في الخطاب التلفزيوني شديدة الوضوح: الانحراف عن طريق الوحدة مع روسيا فتح الباب واسعاً أمام اللصوص والأوليغارشيين وأعداء روسيا ليتحكموا في مصير الشعب الأوكراني. قد تفتح الدهشة أفواهاً كثيرة إذا تذكّرنا أن تشخيصاً مطابقاً يقال عن الكيفية التي يتولى فيها بوتين وأصحابه إدارة الاقتصاد والسياسة في روسيا.
لا نقلل هنا من فداحة السلوك الغربي الذي استباح روسيا في تسعينات القرن الماضي واستفاد إلى الحد الأقصى من الفوضى التي عمّتها في أعقاب سقوط الاتحاد السوفياتي وصولاً إلى تجاهل الضرورات الأمنية الأبسط لدولة بحجم روسيا والإصرار على ضم جمهوريات سوفياتية سابقة مثل دول البلطيق الثلاث إلى حلف شمال الأطلسي ونشر قواعد إنذار مبكر ودفاع صاروخي في بولندا ورومانيا بحجة التصدي للصواريخ الإيرانية... كل ذلك قدّم الذخيرة اللازمة لأشخاص مثل بوتين ومقالاته وخطاباته. وغنيٌّ عن البيان أن الغرب وروسيا باتا اليوم على شجرتين عاليتين وأن الطرفين يفتقران إلى السلالم اللازمة للنزول عنهما نزولاً آمناً وهادئاً.
عليه، هل تصلح رواية الانتقال من الوثنية إلى المسيحية الأرثوذكسية أو قصة سلالة روريك المؤسس للإمارة الروسية ونشوء الدول – المدن في نوفغورود ومحيطها، ناهيك بالحماقة التي ارتكبها الغرب قبل عقدين، كعناصر لنفي حق الأوكرانيين المعاصرين في دولة مستقلة وفي اختيار الوجهة التي يفضّلونها لتحقيق الازدهار والتنمية؟ ألا يعني القبول بوجهة النظر الروسية، ضمناً، الحق في طرح الأسئلة ذاتها عن حكم بوتين وخصائصه وميزاتها؟ ما قاله الرئيس الروسي في نهاية المطاف يطغى عليه هدير الدبابات المتوجهة صوب الحدود الأوكرانية.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التاريخ كما رواه بوتين الوحدة وإلا التاريخ كما رواه بوتين الوحدة وإلا



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021

GMT 05:47 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 07:03 2013 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

بريطانيا تقترح تسديد الخريجين قروضهم مبكرًا

GMT 04:00 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

4 مشاكل تًهدد الحياة الزوجية بالفشل

GMT 04:21 2022 الأحد ,15 أيار / مايو

رحم الله الشيخ خليفة

GMT 08:37 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

الفنان راغب علامة يحتفل بعيد ميلا ابنه لؤي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon