غير المحايدين يبحثون عن محايدين

غير المحايدين يبحثون عن محايدين

غير المحايدين يبحثون عن محايدين

 لبنان اليوم -

غير المحايدين يبحثون عن محايدين

عبد الوهاب بدرخان

البحث جار على قدم وساق للعثور على مرشح "محايد" لرئاسة الحكومة يستطيع تشكيل مجلس وزاري "محايد". مَن سيجده ومَن سيسميه اذا كانت استشارات رئيس الجمهورية تتم مع اطراف سياسيين غير محايدين بالمرة. واذا وجد هذا الرجل النادر فإنه سيجري بدوره استشارات مع وسط سياسي بالغ الانقسام، بغية ارشاده الى امثاله من المحايدين لتوزيرهم. لا شك ان هناك اسماء، فالبلد لا يخلو من وطنيين مؤهلين للمنصب، لكن الظروف غير وطنية، ثم ان مجرد لفظ اي اسم بلسان احد من 14 آذار ستُرمى عليه علامات استفهام وتشكيك من جانب 8 آذار، والعكس صحيح. سيكون الأمر أشبه بحل الفوازير أو بتأليفها. لكن، ما تعريف "المحايد"؟ ان لا يكون حزبياً، وأن لا يكون له تاريخ او دور او ميول في السياسة، ويفضل الا يكون له رأي سياسي، أو اي رأي على الاطلاق. وطالما ان اختياره سيتم بناء على انتمائه الطائفي، أسوة بالوزراء، فهل مطلوب ان يكون ويكونوا خارج طوائفهم او على هامشها لأن هذه الطوائف غارقة اليوم في الانقسام العام للمجتمع، سواء حول الخيارات الداخلية او بالنسبة الى الازمة السورية. ففي وضع سياسي محض كالذي يعيشه لبنان كيف يمكن تصوّر حكومة كهذه، وكيف يمكنها ان تعمل في دولة فاقدة العصب والهيبة، وكيف سيحترم الحاقدون والفاجرون والزعران حياديتها وانضباطيتها. سنرى من خلال الاستشارات وما يليها من خطوات ما اذا كان البلد ذاهبا الى استعصاء مسدود ام لا. لكن الاتجاه الحالي يشي بأن الجميع يتحدث صراحة عن حكومة ضعيفة وصورية لا تستطيع لمس اي ملف – كالاتصالات، او النفط والغاز، مثلا – ولو بقصد تطويره أو تفعيله. ولا تستطيع، بل ليس لها ان تتعاطى قانون الانتخاب وهي المفترض ان تشرف على انتخابات لا احد يدري اذا كان لا يزال ممكنا اجراؤها في موعدها او في اي موعد. ولا تستطيع، بل ليس لها ان تكون حازمة في صون الامن، لان الامن استنسابي وانتقائي ومستلب بحسب معايير "الحزب الحاكم" في الحكومة المستقيلة، وسيبقى كذلك حاكما، ايا تكن الحكومة المقبلة اذا قدر لها ان تبصر النور. يعتبر رئيس الجمهورية ان من مهمات "الحكومة المحايدة" الحد من تداعيات الازمة السورية على لبنان، وتطبيق "اعلان بعبدا". ولأجل ذلك يفكر في احياء "الحوار الوطني" لدعم الحكومة. يجدر التساؤل عما وعمن منع الحكومة المستقيلة من تطبيق "اعلان بعبدا" اذ ليس هي وانما "الحزب الحاكم"، "حزب الله" من ارسل مقاتليه الى سوريا. اما التداعيات فيصعب صدّها لأن حلفاء النظام السوري هم الذين يستدعونها. لن تكون حكومة جديدة إلا اذا تأكد هؤلاء بأنهم سيتمكنون من استخدامها لمصلحة حليفهم النظام الآفل. نقلاً عن جريدة " النهار"

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غير المحايدين يبحثون عن محايدين غير المحايدين يبحثون عن محايدين



GMT 18:50 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

«الصراع من أجل سوريا»

GMT 18:48 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نواب هل يجرؤون على حجب الثقة ؟

GMT 18:45 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

دمشق وطهران والحرب الجديدة

GMT 18:43 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

غزة. غزة... بقلم «جي بي تي»!.. بقلم «جي بي تي»!

GMT 18:41 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

غول الترمبية والإعلام الأميركي... مرة أخرى

GMT 18:38 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الصراع في سوريا وحول سوريا

GMT 18:36 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

... أن تكون مع لا أحد!

GMT 18:34 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ترمب ــ «بريكس»... وعصر القوى المتوسطة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:53 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
 لبنان اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:28 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 لبنان اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تواجهك عراقيل لكن الحظ حليفك وتتخطاها بالصبر

GMT 01:05 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

تعلم لغة ثانية يعزز المرونة المعرفية لأطفال التوحد

GMT 12:35 2022 الأحد ,03 تموز / يوليو

"تي باو" تطلق اللاب توب Tbook X11 الجديد

GMT 08:03 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

جنوب سوريا شبيه لجنوب لبنان

GMT 12:33 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم ننعى إليكم لغتنا يا تلاميذ فعزونا
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon