مصر ثلاثية الأمن والتنمية الحرية
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

مصر: ثلاثية الأمن والتنمية.. الحرية

مصر: ثلاثية الأمن والتنمية.. الحرية

 لبنان اليوم -

مصر ثلاثية الأمن والتنمية الحرية

غسان الإمام

«مصر التي في خاطري» هي مصر دائما التي في قلبي. وفكري، كما عرفتها مسؤولا في الصحيفة التي أصدرها جمال عبد الناصر في سوريا. ثم كنت الصحافي السوري الوحيد في إعلام مصر الخارجي، في ذروة صدام مصر مع نظام الانفصال الذي دمر الوحدة. ثم سلم سوريا إلى النظام الطائفي العلوي الحليف لإيران.

لم تنسني مصر في منفاي الأوروبي. فقد تلقيت دعوة من المؤسسة الرئاسية إلى الكتابة في «أخبار اليوم» الصحيفة الأسبوعية التي أحببت. وصلت متأخرا. كان نظام مبارك قد أطال الإقامة. فلم تعد تنفع كتابة في إنقاذه من خصومه.
لكني ما زلت مقدرا للرجل. فهو الذي أنقذ الدولة بعد اغتيال السادات. ثم استعاد عروبة مصر، مصالحا عرب الخليج. معترفا بدور الدولة الخليجية في الحياة السياسية العربية. قضى مبارك على العنف الديني، من دون المس بحرمة الدين. وصبر على «الإخوان» في البرلمان. ولم يصل بهم إلى المشاركة في النظام.

لم تشغلني هموم المشرق العربي وأزماته، عن متابعة أزمة مصر مع «نظام الإخوان». وها أنا اليوم أعاود الكتابة عن مصر، بعدما باتت واضحة ومستقرة، «ثلاثية» نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي: «الأمن. التنمية. و.. الحرية».
هل أفلت العنف الديني من قبضة أمن النظام؟! ليس كذلك. إنما لكون الدولة الطرف الثابت. والصامد، فهي التي تتلقى ضربات مطرقة الإرهاب الأقدر منها على الكر والفر. والاختفاء. لكن في النهاية، سوف تتغلب الدولة، ما دام المجتمع المدني يقف إلى جانبها. بل يقاتل معها.

مصر ليست سوريا. ولا حتى العراق. مصر كتلة سكانية ضخمة. متماسكة. جيشها يفتخر بوطنيته. وبحب الشعب له. في مواجهة العنف والإرهاب، انتصرت دائما الأنظمة الملكية والجمهورية على عنف الإخوان، وإرهاب التنظيمات الدينية المتزمتة الخارجة من رحمهم.
يخطئ شباب مصر وشرائحها المثقفة في موقفهم السلبي من المؤسسة العسكرية. هذه المؤسسة كانت وما زالت المؤسسة المصرية الوحيدة التي صمدت في الظروف الاستثنائية. الواجب الوطني فرض على السيسي والمجلس العسكري التقدم لحماية الدولة. والمجتمع المدني بما فيه الشباب، بعدما ظهر واضحا تنكر النظام الإخواني لوعوده باحترام ديمقراطية التناوب على السلطة.

هناك أكاذيب وأضاليل كثيرة في الصحافة الدولية، وخصوصا الأميركية عن «ديمقراطية» النظام الإخواني. الجميع في مصر يعرف الحقائق. يعرف كيف خطف الإخوان الانتفاضة. ثم الحكومة. وانتخابات السلطة التشريعية. ثم سلق دستورا إخوانيا، وسط رفض الأحزاب والتيارات الليبرالية والأقباط المشاركة في إعداده. وكيف أصدر الرئيس محمد مرسي وثيقة دستورية تمنحه الحصانة من المحاسبة عن الفشل. والأخطاء. والصدام مع الشارع الشعبي المحتج على الغدر به.
لماذا ساهم الشارع الشعبي والمجتمع المدني، مع المؤسسة العسكرية، في إزاحة نظام الإخوان؟ لأن عفوية الإيمان الديني لم تمنع من كشف خداع نظام يتمسح بالقداسة الدينية، للتمسك بالسلطة. لكن زخم الاندفاع الشعبي يجب تأطيره في تنظيم حزبي شعبي للنظام، كي لا يبقى أسير الثكنة. ولكي لا يكون مصيره كمصير الناصرية اللاحزبية.

ولعل الواجب الإعلامي يفرض على نظام بلا آيديولوجيا، أن يقدم شرحا وافيا لجمهوره للمفردات السياسية الحداثية: الحوار السلمي. المساواة والتسوية في اللعبة الديمقراطية. قبول الرأي والموقف الآخر. المجتمع المدني. مبدأ فصل السلطات. المشاركة. ماهية المعارضة. صناعة القرار.. لحمايته من الخداع السياسي في أزمات الصراع على السلطة.

في حرص الرئيس السيسي على حماية المستقبل والحاضر من ترّهات الماضي السياسي، يميل إلى التناسي والإصلاح بالتدريج. لكن مع ضبط صارم للإدارة المدنية (قانون لإصلاحها). وللمجتمع المدني من الانحراف نحو الفوضى. وتعطيل الحياة اليومية والاقتصادية. بدا هذا الحرص في «قانون الإرهاب» الذي ضغط حرية التظاهر. والاحتجاج السلمي. والتعبير.

كان الصدام مع الصحافة بديهيا. النظام يريد حماية معنويات المجتمع من مجازر الإرهاب والعنف التي تعاني منها المؤسسة العسكرية. والصحافة تتمسك بحقها في أن لا تكون مجرد ناطق رسمي أو بيان عسكري مختصر. نجحت الصحافة في حماية نفسها من السجن. لكن أي صحافي يستطيع دفع غرامة تصل إلى عشرات ألوف الجنيهات؟ تحاشيًا لهذا الصدام المؤسف، يجب على النظام العربي مشاركة الصحافة في سن القوانين التي تتعلق بحرية الإعلام. والمعرفة التامة بصناعة الصحافة للخبر غير الرسمي الذي لا غنى للإعلام عنه.
قد تبدو هناك مبالغة في اتهام الإخوان بالإرهاب. لا بد من تقديم أدلة ومستمسكات مقنعة للجمهور وللقضاء. نعم، أدى حشد عواجيز الإخوان في المعتقلات، إلى نشوء قيادات شبابية أكثر تزمتا. وميلا للعنف. أو للمشاركة فيه.

ولعل الإسراع في إجراء الانتخابات التشريعية، يجدد الحراك السياسي والحزبي، ليتحمل واجبه في حماية الدستور المعدّل. وينفي الشبهة عن النظام في الرغبة بتأجيل الانتخابات، للاحتفاظ بسلطة التشريع وسن القوانين. لكن ضراوة الصدام مع العنف والمجازر المرتكبة، من دون ظهور مشروع حل في الأفق، أصاب الطبقة السياسية بالحيرة والجمود. وعدم الرغبة في التورط.
استقال الاشتراكي محمد البرادعي من منصب نائب رئيس الجمهورية. وغادر البلد معتزلا. يقف عمرو موسى مشدوها إزاء ما يجري. الناصري حمدين صباحي نادم على مناصرته الإخوان. ومتحفظ إزاء سلطة المؤسسة العسكرية. الإخواني المستقيل عبد المنعم أبو الفتوح متردد في خوض الانتخابات. حزب الوفد يعاني من الانقسام..

نظام السيسي أكثر حظا من النظام الناصري في تجربته التنموية. هناك 23 مليار دولار خليجي مستثمرة في مصر السيسي كقروض. وهبات. ومنح. واستثمارات في القطاعين العام والخاص. ردت مصر إلى قطر ستة مليارات دولار قدمت لتمويل نظام الشيخ مرسي. ولم تعد مصر بحاجة لشد حزام التقشف، من أجل الحصول على قروض من الصناديق والمصارف الدولية المدعومة أميركيا.
كان الإنجاز التقني المصري رائعا في هندسة القناة الجديدة خلال عام واحد. هل ينجح النظام في استصلاح 1.5 مليون فدان في عام آخر؟ وتوصيل مياه النيل إلى سيناء، لتنفيذ تنمية شبه الجزيرة المتمردة ربما بمال خليجي؟ توصلا للقضاء على الإهمال. وجذور الإرهاب؟

أين مصر من عالمها العربي؟ لا بد لأميركا. وقطر. والإخوان. وتنظيمات الإرهاب، وعي مسؤولية تعطيل مصر عن أداء دورها القومي العربي. نعم، انتقل مركز الثقل السياسي والمادي إلى الخليج. وتقدمت السعودية والإمارات لحماية عروبة اليمن من التسلل الإيراني. ونجحتا في ذلك، فيما تتجمع القوات اليمنية والعربية لتحرير صنعاء من الحوثية، لكن الدولة الخليجية تبقى بحاجة إلى دولة الكثافة البشرية المصرية. لم تقصر مصر السيسي. كانت صاحبة المبادرة إلى الدعوة لإنشاء قوة عسكرية عربية رادعة للتدخل الخاطف ضد الإرهاب وغيره، تماما كما تفعل اليوم حرب أوباما ضد داعش.

مصر تخسر نفوذها. ودورها القومي. واستقرارها، إذا ما تقوقعت في صحرائها. أدرك ذلك عمرو بن العاص عبقري الاستراتيجية العربية منذ أكثر من 1400 سنة. ماذا لو لم يقنع الداهية عمرو الخلفاء الراشدين بأهمية فتح وتعريب مصر والمغرب الكبير؟ ماذا لو كان العرب اليوم في مواجهة إيران وإسرائيل، من دون مصر؟!

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر ثلاثية الأمن والتنمية الحرية مصر ثلاثية الأمن والتنمية الحرية



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon