الثقافة الشمولية أنجبت الحروب الطائفية
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

الثقافة الشمولية أنجبت الحروب الطائفية

الثقافة الشمولية أنجبت الحروب الطائفية

 لبنان اليوم -

الثقافة الشمولية أنجبت الحروب الطائفية

غسان الإمام

 هل نعيش لنأكل؟ أم نأكل لنعيش؟! سؤال حير الفلاسفة والعلماء. قيل في الأثر: «نحن قوم لا نأكل حتى نجوع. وإذا أكلنا لا نشبع». وهذه قاعدة صحية سليمة اعترف بها العلم والطب.
تفاهة كبيرة. وابتذال للحياة، القول إننا نعيش لنأكل. يكفينا، إذن، من الغذاء ما يحفظ الحياة. الإنسان يجب أن يعيش. ليعمل. ليفكر. يبتكر. العمل انتج حضارة. الفكر انجب ثقافة. تعددت الحضارات والثقافات الإنسانية. كلما ازداد الإنسان ثقافة توسعت معرفته، الاطلاع على الثقافات الإنسانية يشحذ ذكاء العقل. ويحرر الإنسان من أسر ثقافة واحدة. الثقافة الشمولية. الثقافة التي تدمن الكراهية والتعصب، لعرق، لون. عشيرة. طائفة. وطن. عقيدة آيديولوجيا.
غير ان الثقافة الرفيعة ظلت حكرا للنخبة القادرة على السمو فوق الهامشية. والعادية. والابتذال. مأساة العالم تكمن في أن معظم الساسة الذين أداروه ويديرونه، لم يكونوا من هذه النخبة المثقفة. فإن لم تنفعهم حكمة التجربة والخبرة. ورطوا المواطن والعالم بالكارثة. مات مائتا مليون إنسان في حربين عالميتين وحروب السنين السبعين الأخيرة.
نحن العرب العاديين لا نملك ثقافة النخبة. لكن كنا وما زلنا أذكى وأعقل من حكامٍ، كأمثال صدام حسين والأسد الأب والابن، فيما كانت ثقافة القذافي أشد خطرا من أمية هؤلاء. كانت ثقافة مشوشة. لا ناضجة. فلم تساعده على تشكيل مشروع سياسي/ اجتماعي، يوحي بأنه حاكم سليم العقل. والنيّة. والسلوك، في عالم خطر ومتقلّب.
الثقافة الرفيعة تعين الإنسان على هدهدة طموحه. وتشكيل موقف واقعي. ورأي منطقي. وسلوك متواضع ومريح في الحياة، كي لا يهدّه الإحباط في حالة الإخفاق. أشباه المثقفين وأشباه الأميين والمتعلمين يشكلون عبئا على أنفسهم. فهم يعيشون ليأكلوا فحسب.
المصيبة أن الإعلام المسموع والمقروء (التليفون. الإنترنت. الصحيفة) ينقل آراء هؤلاء الاعتبارية فقد شكلوها غالبا بفطرة العجلة غير الموضوعية واللامدروسة. فساهموا، ربما عن غير قصد، في بعثرة الرأي العام. وتفريق المجتمعات. وتمزيق السياسات والثقافات.
أستدرك. فأقول إن ثقافة النخبة ليست بضرورة محتمة للسياسي المحترف أو رجل الدولة المسؤول. كان علي أمين صحافيا غير مثقف. لكنه جعل «الأخبار» و«أخبار اليوم» تُقرآن من الصفحة الأخيرة، بزاويته «فكرة»: بساطة في الموضوع. حلاوة في الاختيار. أناقة في العرض. مهارة في الاختصار. رشاقة في الأسلوب. ثم حزن. خفي. رقيق. محبب إلى نفس القارئ. استأنف مصطفى كتابة زاوية (فكرة) بعد وفاة شقيقه المبكرة. لكن مصطفى كان قد تقدم في العمر. وفقد السخرية الناعمة التي جعلته أكبر صحافي عربي ساخر، في الأربعينات والخمسينات المصرية.
محمد الماغوط تتمّة مكملة لمصطفى أمين. كلاهما لم يستخدم العامية. كلاهما سخر من العالم. المجتمع. النظام، بالفصحى. كلاهما أثبت أن الفصحى أكثر رشاقة وسحرا من العامية، في النقد والسخرية. اكتشف الصحافي أحمد عسَّهْ الصحافي الساخر محمد الماغوط، فاستكتبه في صحيفته (الرأي العام) في الخمسينات. وفي بيروت، اكتشف أدونيس «الشاعر» الماغوط. كان الماغوط يفخر بأنه «غير مثقف». كان يقول: «لو كنت مثقفا، لقلت شعرا غير مفهوم، كشعر أدونيس».
كان اللبنانيان سعيد فريحه وسليم اللوزي صحافيين كبيرين وغير مثقفين. اجتذب سعيد فريحه عشرات ألوف القراء في مجلته (الصياد) بروح وأسلوب مدرسة محمد التابعي المصرية التي خلّصت الصحافة العربية من السجع والتكرار. وأدخلتها عصر اللغة الصحافية الحديثة.
عاد سليم اللوزي من مصر إلى بيروت، ليؤسس مجلته (الحوادث) في الستينات. فمع أناقة المجلات اللبنانية، بجرأة تحقيقه السياسي، وبقدرة زميله جهاد فاضل، على إثارة الأدباء والمثقفين بتحقيقه الثقافي. قتل اللوزي وكاتبه المثقف صلاح البيطار في عام واحد (1980). فقد كان نظام الأب، آنذاك، في ذروة أزمته الحادة، حول الديمقراطية. وحرية الصحافة. والتعبير، مع النقابات الليبرالية المستقلة للطبقة الوسطى السورية.
لكن كيف أوقدت الثقافة الشمولية حروب الكراهية المذهبية المستعرَّة اليوم في العالمين العربي والإسلامي؟ لست من هواة تسعير ثقافة العداء والكراهية ضد أميركا والغرب. لكن الثابت أنها هي التي تبنّت تيار الكراهية الدينية لكسب حربها الباردة ضد «الكفر» الشيوعي، في أفغانستان وأوروبا الشرقية. وضد التطاول الشاهنشاهي على نفوذها ومصالحها في الخليج. ثم شجعت النظام العربي على تصفية ما تبقى من فلول الماركسية والناصرية في الشارع. والجامعة. والنقابة.
استعانت أميركا بالإسلام «الإخواني» في هذه التصفيات. فانبثقت عن الأصولية الإخوانية تيارات الإسلام «الجهادي» التي طالبت أميركا بدفع «الجزية» لقاء الخدمات التي قدمتها لها في الحرب الباردة. وكان الخميني أول من أرسى مبدأ «الشهادة» الانتحارية، لاختراق العالم العربي من بوابته الشيعية في لبنان والعراق.
لم يدرك العرب عمق الحلف الشيعي/ العلوي، عندما وقف الأسد الأب في مؤتمرات «البعث» في الثمانينات، ليعلن رغبته في الموت «شهيدا» وفق «الشهادة» الخمينية الانتحارية، وذلك بعد ارتكابه مجزرة حماه، وتصفيته مع المخابرات الإيرانية المخابرات الغربية في الثمانينات اللبنانية. وهكذا، بات الخميني عند الأسد «بعثيا بعمامة»، حسب رواية مصطفى طلاس وزير دفاعه المزمن.
ثقافة الكراهية الشمولية التي أشعلها التطرف الشيعي و«الجهادي» ضد أميركا، ما لبثت أن توسعت. وتحولت في القرن الجديد، إلى غزوات كراهية متبادلة في العالم الإسلامي (باكستان وأفغانستان مثلا). وإلى حرب كراهية دموية في العام العربي (سورية. العراق. اليمن. وربما غدا في لبنان).
من حق الخليج العربي أن يشعر بالقلق، من احتمال عقد صفقة جديدة تسلم أميركا أوباما فيها سوريا إلى إيران، في مقابل تجميد مشروعها النووي المضايق لإسرائيل. الصدمة للعرب ستكون كبيرة، إذا ما استكمل اتفاق التجميد النووي، بالإفراج عن مبلغ مائة مليار دولار (إيراني) مجمد في المصارف الغربية. عندها ستكون إيران قادرة على تمويل حربها. واستكمال هيمنتها على المشرق العربي، والدخول في حرب استنزاف طويلة الأمد مع العرب المدافعين عن عروبة سوريا.
كيف يمكن وقف حرب الاستنزاف بين العرب وإيران، ومنع أميركا أوباما من توظيف الإسلام (الإخواني) في خدمة حلف «الجنتلمان» الجديد مع إيران؟ لا بد أولا من «تنفيس» ثقافة الكراهية التي أنجبت الحرب الطائفية بين الإسلام الشيعي والإسلام «الجهادي».
هذه الحرب مرشحة للاستمرار طويلا، طالما أن رموزها كحسن نصر الله في لبنان. والمالكي في العراق. وجنرالات الميليشيات الإيرانية، يقولون إن استرتيجية الدفاع الإيرانية تمتد من إيران، إلى جنوب لبنان. وطالما أن الإسلام «الإخواني» يتحالف في مصر مع الإسلام «الجهادي»، لإعاقة النظام المصري عن القيام بدوره، في الدفاع عن عروبة المشرق العربي.
الأمن القومي العربي مهدد أيضا بحرب الكراهية العبثية التي يشعلها الإسلام «الجهادي» في بلدان المغرب ضد النظام العربي، وفي بلدان الساحل في أفريقيا، وصولا إلى تشاد شرقا. ونيجيريا بوكو حرام جنوبا. القضاء عليها يفرض المصالحة بين المغرب والجزائر. واستعادة ليبيا من فوضى السلاح «الإخواني» و«الجهادي» الذي تموله نزاعات على النفوذ والمصالح الضيقة بين الأنظمة العربية.
أخطأت الليبرالية الناصرية المحافظة الممثلة بالصحافي محمد حسنين هيكل، في عدم اعترافها بانتقال مركز الثقل السياسي والمادي العربي إلى السعودية والخليج، فيما تبدي الناصرية الليبرالية الشعبية الممثلة بحمدين صباحي استعدادها للتعاون والتنسيق مع الخليج. الناصرية كحركة قومية لم تشن حرب كراهية على العرب والمسلمين. وظلت نزاعاتها محصورة بين فصائلها. العجيب أن ثقافة الكراهية التي تشنها دولة دينية كإيران، تسمح لزعماء ميليشياتها بمواصلة حرب مذهبية في سوريا، تفتك بالأطفال. وتشرد الملايين. وتهدم العمران. ثم يقول هؤلاء إنهم دولة إسلامية.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثقافة الشمولية أنجبت الحروب الطائفية الثقافة الشمولية أنجبت الحروب الطائفية



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon