الطوائف ترسم حدود دويلاتها
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

الطوائف ترسم حدود دويلاتها

الطوائف ترسم حدود دويلاتها

 لبنان اليوم -

الطوائف ترسم حدود دويلاتها

غسان الإمام

أقام العرب في إسبانيا والبرتغال 800 سنة. لم يهتموا بالأسلمة. إنما أنشأوا حضارة زاهية. وفرضوا ثقافة زاهية. وفرضوا ثقافة رائعة. لم ينته وجودهم هناك، إلا عندما تمزقت دولتهم الواحدة إلى دويلات تسقط. وتتسلم الواحدة تلو الأخرى. كان الاسم فخريا: دول الطوائف.
في هذا الزمن الرديء، يطل الاسم الكريه مرة أخرى. ها هي أديان وطوائف ترسم حدودا وكيانات لدويلات طائفية. رسم اليهود إسرائيل دولة لهم. هم يطالبون الآن عباس وحماس بالاعتراف بيهودية هذه الدولة التي تحكم خمسة ملايين يهودي. وأكثر من مليون فلسطيني. وتحتل ملايين محاصرين في الضفة وغزة.
تضخمت كرة الثلج. ذهب السوري يوسف الخال إلى لبنان. جمع مثقفين. وأدباء. وشعراء، في مجلة. وبشر بالكتابة باللغة المحلية المحكية. لو عاش الخال مائة سنة، لكنا بحاجة إلى قاموس وترجمان، ليتكلم اللبناني مع اليمني. والمغربي مع الخليجي.
عدل الموارنة عن ثقل بيروت إلى جونية عاصمة لدويلة مسيحية. فأقام «حزب الله» عاصمة للشيعة في ضاحية بيروت الجنوبية. تسلح الحزب لاستعادة فلسطين من اليهود. ففكك الحدود بين سوريا ولبنان، ليقتل السوريين دفاعا عن دويلة العلويين.
كانت انتخابات التجديد لبشار، بمثابة رسم حدود جديدة لدولة طائفية. حدود لدويلته العلوية التي انتخبته. وحدود لدولة سنية عارضته. لو كان عارفا بمسؤوليته، لذهب إلى درعا ليواسي الأطفال الصغار الذين اعتقلهم، بدلا من ذلك قصف آبارهم بالبراميل المتفجرة.
انتصرت الآيديولوجيا على الانتماء القومي. انقلبت «حماس» على السلطة الشرعية الفلسطينية. أقامت دويلة طائفية «إخوانية» على طابع بريد حجمه 310 كيلومترات مربعة فقط. أعلنت من غزة أنها ستحرر فلسطين من النهر إلى البحر. فآوت «الجهاديين» لديها. فتسللوا إلى سيناء. ليطعنوا مصر في الظهر. فقد رفضت الحكم الطائفي.
إيران ليست دولة دينية. علاقتها مع جيرانها. وغزوها لسوريا الخالية تقريبا من الشيعة، يبرهنان على كونها دولة طائفية، تملك فيها المرجعية الدينية الحاكمة الثروة. ويملك ثلث الإيرانيين خط الفقر بشكل لا يقبل به الديك.
ساهم بوش الأول في إخراج صدام من الكويت. فرسمه صدام بالفسيفساء على مدخل فندق استهتارا. فغزاه بوش الثاني انتقاما. وسلم العراق العربي إلى عملاء إيران. فأقاموا دولة طائفية للشيعة صار فيها السنة بناة العراق العربي الإسلامي رعايا من الدرجة الأخيرة، لا مواطنين متساوين مع الشيعة في الحقوق والواجبات!
انتقمت السنة من المالكي بقفاز أسود. ها هي «داعش» تستكمل رسم حدود الدويلة الطائفية السنية، بإلغاء حدود العراق مع سوريا. وتبالغ. فتهدد باحتلال بغداد. والنجف. وكربلاء، لتثير العالم ضدها وضد السنة.
الكرد أكثر سعادة. اختلف العرب السنة والشيعة. فانتصبت دويلة كردستان منتظرة الظروف المناسبة لإعلان الاستقلال التام. تقاتلت السنة والشيعة. فاحتلت الـ(بش ميرغا) كركوك الغنية بالنفط ومجتمع مزيج من سنة. وشيعة. وكرد. وترك. وكلدان. وآشوريين.
الوضع في العراق شديد الغموض، بعد عمليات «داعش». هل تصرفت وحدها؟ كان الظن أن () عزة الدوري (جناح) بقيادة ضباط الجيش السابق. وربما «الإخوان المسلمين» كانوا على اتفاق مع «داعش».
هؤلاء ظهروا مسلحين في الموصل. فعادت داعش واتهمتهم بسرقة النصر منها. وأصدرت وثيقة تصر فيها على تطبيق الشريعة، بشكل متزمت غير مقبول لدى البعثيين والإخوان.
إمارة داعش تمتد من وسط العراق إلى وسط البادية السورية، محاذية لحلب. وحمص. وحماه. وصولا إلى دمشق. ثم ينكسر الخط الحدودي. فيعود أدراجه إلى الحدود عند البوكمال، ليدخل العراق محتويا كبرى محافظاته (الأنبار السنية). داعش في دعوتها إلى إقامة دولة الخلافة في إمارتها السنية، تبدو غير قارئة بوعي للتاريخ. فلم يعد ممكنا قيام إمبراطوريات تضم شعوبا مختلفة. وتظهر متخلفة عن الفهم والتحليل السياسي. عندما سقطت الخلافة والسلطة من أيدي العرب، تحكمت بهم تحت الشعارات الدينية دول عنصرية أجنبية عنهم. فسامتهم العذاب.
كانت الخلافة العثمانية أبرز هذه الدول. فقد اتسمت بتخلف فكري وتأخر حضاري، أديا إلى تخلف العرب خلال حكمها لهم (400 سنة). وبحكم الجوار، فقد كانت الشام الأكثر تعرضا للظلم والقمع.
أثبت التاريخ أن الدين وحده ليس كافيا للحكم. ثوابته المقدسة تختلف عن المتغيرات السياسية التي تطبع حركة الدولة ومجتمعها. الدولة الحداثية لم تعد بحاجة إلى التماس البركة من البابا. لإسباغ الشرعية على نظامها. أدى تسييس الأديان إلى الحروب الدينية التي اجتاحت العالم في القرون الوسيطة.
منذ أسابيع قليلة. كتب ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني، مذكرا بأن بريطانيا «دولة مسيحية» فأثار تعليقات وردودا غاضبة ضده، داخل بريطانيا، على الرغم من أن الملكة إليزابيث الثانية تتربع رمزيا علي رأس الكنيسة الإنغليكانية.
المشكلة في الدولة الطائفية أنها تعتمد الأشخاص الزائلين. لا المؤسسات الثابتة والدائمة. بعد اجتياح الموصل وتكريت، طالب أبو بكر البغدادي «الوجهاء» وشيوخ العشائر بمبايعته خليفة وأميرا للمؤمنين في «دولة الخلافة»، وذلك قبل أن يعرف الناس أسلوب الحكم. وشكل الإدارة. والنظام الأساسي (الدستور). بل قبل أن يعرفوا الاسم الحقيقي لأمير المؤمنين المجهول!
من هنا، فالسنة لا سيما في سوريا والعراق غير مرحبة بداعش. ولا يمكن أن تقبل بولايتها ودولتها. التاريخ السياسي للسُّنة العربية في البلدين يبرهن على أن دولة الاستقلال العربية فيهما، كانت إسلامية في هويتها. وغير دينية في دستورها.
في استعجال «البعث» الانفراد بالسلطة، خطط لاستخدام القوة (الجيش). ودفع بأبناء الطائفة العلوية للانخراط في صفوف. فاغتصبوا الحكم. والسلطة والدولة. والديمقراطية والحرية. ثم أقاموا دويلة طائفية مزقت سوريا حاليا إلى دويلات طائفية عنصرية.
انفراط عقد الجيش العراقي الذي يقوده المالكي أدهش العالم. فقد كان في غالبيته ميليشيا شيعية حقيقية محكومة بفساد ضباطها وانعدام كفاءتهم. بل أقول: إن الشيعة لم يعرفوا تاريخيا بأنهم مقاتلون مقتدرون. كان جيش المالكي في محافظة نينوى (الموصل) يضم أربعين ألف جندي وضابط. فلم يصمدوا في مواجهة ثلاثة آلاف ميليشياوي من داعش. من هنا، يمكن تفسير الندم الشيعي الأبدي، على تخليهم وتقاعدهم عن الدفاع، عن الحسن والحسين نجلي علي بن أبي طالب.
الهزيمة المفاجئة أحرجت المالكي. وإيران. وأميركا أوباما. خامنه ئي أوفد قائد ميليشياته قاسم سليماني إلى بغداد، لرفع معنويات المالكي وجيشه المنهار. إيران لمحت إلى احتمال تدخلها في العراق، لحماية العتبات المقدسة. بعد رحلته لمقابلة الرئيس أوباما في العام الماضي، حصل المالكي على صواريخ (هيل فاير/ نهر الجحيم) وهيلكوبتر الهجومية (أباتشي). كانت النتيجة إيقاع مئات القتلى والجرحى في مدينتي السنة (الفلوجة والرمادي).
هل تتدخل أميركا في العراق؟ أوباما قال إن أميركا تدرس خياراتها العسكرية، إذا اتفق زعماء وساسة الطوائف العراقية، على خطة وفاقية سياسية. وإذا تعمد المالكي إنصاف السنة. وإشراكهم في الحكم والقرار.
روبرت فورد سفير أميركا السابق في دمشق أكثر الدبلوماسيين الأميركيين معرفة واتصالا بالمعارضة السورية وهو يدعو إلى تدريب وتسليح المعارضة «المعتدلة» لمقاتلة النظام و«القاعدة». ويقترح مدها بمدافع هاون لقصف قواعد النظام العسكرية. ولإرباك خطوط مواصلاته في الريف. وليس في المدن. ودعمها أيضا بالصواريخ أرض - جو، لاعتراض الطائرات الإيرانية التي تزود طيران بشار بقذائف البراميل، وتمر عبر الأجواء العراقية بعلم المالكي.
ينتهي فورد إلى القول: إن كل هذه الإجراءات ضرورة لتفادي «مجيء اليوم الذي يتعين فيه على القوات الأميركية (البرية) التدخل لمحاربة (القاعدة) في سوري»ا. ديك تشيني نائب الرئيس بوش الابن سبق أن لمح إلى أن القوات الغربية، في نهاية المطاف، سوف تجتاح العالم الإسلامي. تشيني زار العالم العربي منذ أشهر قليلة لتفقد الاستعدادات العسكرية الأميركية فيه.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطوائف ترسم حدود دويلاتها الطوائف ترسم حدود دويلاتها



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon