انهيار جيش النظام أمام ميليشيا التنظيم
ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطة وسط بيروت إلى 11 شهيداً و63 مصاباً القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع الكويت تسحب جنسيتها من سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة "روتانا" للإنتاج الفني ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان
أخر الأخبار

انهيار جيش النظام أمام ميليشيا التنظيم

انهيار جيش النظام أمام ميليشيا التنظيم

 لبنان اليوم -

انهيار جيش النظام أمام ميليشيا التنظيم

غسان الإمام

أنت اليوم، يا بنيَّ، في مسرح الدمى. مشاهد ومتفرج في مسرح للعبث. واللامنطق. واللامعقول. كل ما يتحرك أمامك مشدود إلى خيوط تمسك بها أيد تعرفها. ولا تراها. لكن الكل فقد القدرة على اختيار الاتجاه المناسب للحركة: الحكومة. المعارضة. الساسة. القادة. الجيوش. الميليشيات...

وأنت أيضا، يا بنيَّ، تعبر جسر الحاضر إلى المستقبل، من دون أن تعرف ما ينتظرك؟! ما هو مصيرك؟! فأنت أيضا دمية محكومة بقوة فوضوية جبارة. قوة قادرة على القتل. القمع. الانتحار. الترويع. وليست قادرة على الحكم والتحكم بالظرف. بالحدث. بالمكان والزمان.

الحروب الأهلية أسوأ من الحروب النظامية. والحروب الدينية أسوأ الحروب الأهلية. لا قداسة للمقدس. لا رادع للغرائز الفالتة. في مسرح الدمى ينهار القانون. يتردى العرف. تتهاوى التقاليد. الجار عدو الجار. فقد ابتلع مسرح الدمى ذكريات تاريخ من الألفة. المحبة. التعاون. التعايش في أمن وسلام. المشاركة في فرح.
والمواساة في عزاء. فما أسهل أن تغدو، يا بنيَّ، مرشحا للموت أسيرا بلا اعتبار لحياتك. لشبابك. لأطفالك!

الكاتب لا يستطيع أن يكتب عما يجري في العراق، من دون أن يعرف ما يجري في سوريا. لبنان. مصر. ليبيا. السودان. اليمن... من المستحيل أن تحلل «داعش»، من دون أن تفسر الإرهاب الذي يجمع «النصرة».
 «القاعدة». «بوكو حرام». «حزب الله». الحوثية...

الإعلام العربي يجد صعوبة بالغة في تقديم صورة حقيقية وأمينة إلى الرأي العام ورجل الشارع، عن الحياة داخل دولة التنظيم «الداعشي» أو «القاعدي». لأن لا «داعش» تسمح للإعلام بدخول دولتها. ولا الإعلام يملك الاستقلالية والحيادية، لتغطية الأحداث والتطورات في مناطق حدوثها وانفجارها.

كان ذلك ممكنا في الماضي. أوفدت دار «أخبار اليوم» المصرية المستقلة موفدين صحافيين لتغطية أحداث عربية وغير عربية. بنى الصحافي محمد حسنين هيكل شهرته على سلسلة التحقيقات (الريبورتاجات) التي أجراها في ميادين «حرب النكبة» (1949). ثم الحرب الكورية في أوائل الخمسينات.

كان بالإمكان رصد ظاهرة استراتيجية كبيرة. ظاهرة إخفاق الجيوش النظامية أمام «التنظيم». أخفقت الجيوش العربية في مواجهة التنظيمات اليهودية. لأنها كانت ضعيفة التسليح. ولا تملك قيادة عسكرية موحدة. بل ليست راغبة في الدفاع عن النظام العربي الذي لم يكن قد استكمل استقلاله في الأربعينات.

حتى الجيوش الأميركية والأوروبية هزمت أمام التنظيمات الثورية المسلحة. هزمت أميركا وفرنسا في فيتنام والهند الصينية. أخفقت الصين في القضاء على تايوان. وها هي أميركا تنسحب أمام الميليشيات من الحروب التي شنتها في العراق. وأفغانستان. وهي تقاتل الإرهاب من الجو بتقنية الحرب الحديثة التي ابتكرت الطائرة المغيرة عشوائيا (النحلة / درون).

تكررت هزيمة الجيوش العربية في حرب «النكسة». لأنها لم تكن راغبة في الدفاع عن نظام عربي مترهل في مصر. وسوريا. واضطر عبد الناصر والسادات إلى إعادة بناء الجيش المصري الذي ثأر لكرامته في حرب أكتوبر (1973). أما الأسد فعكف على بناء جيش طائفي يحمي نظامه الفاسد. ويرتكب المجازر في حماة وإدلب. ثم يؤسس مع ابنه بشار مؤسسة أمنية خانقة للشعب. ومراقبة للجيش الذي يتراجع، وينهار اليوم في الانتفاضة التي استولت عليها التنظيمات الدينية المتزمتة.

انهارت الدولة الشيوعية الروسية، بعد فشل الجيش الروسي أمام التنظيم الديني الذي سلحته أميركا في أفغانستان. وانهار النظام الشيوعي في أوروبا الشرقية، لأن جيوش الآيديولوجيا رفضت الدفاع عنه. بعد الهزيمة المرة في الحرب العالمية الثانية، رفضت ألمانيا واليابان إعادة بناء جيوشها المهزومة. وقبلت بمظلة الحماية الأميركية في الحرب الباردة.

في حروب الانتفاضة العربية، رفض الجيشان التونسي والمصري مقاتلة الثوار والتنظيمات. في سوريا، كفل إلى الآن الحلف اللاطبيعي الفارسي / العلوي الحماية للنظام بارتكاب الترويع والمجازر. وها هو الجيش الطائفي ينسحب أمام التنظيم «الداعشي» و«القاعدي» من شرق سوريا. وشمالها الشرقي. ووسطها. وجنوبها.

جيوش إيران استخدمت على شكل ميليشيات في قمع الشباب الإيراني الرافض لنظام مذهبي خارج من تابوت التاريخ. إيران لم تهاجم إسرائيل. كلَّفت «حزب الله». فقتل 1200 لبناني بوحشية الطيران الإسرائيلي (2006). إيران سوف تقاتل في سوريا إلى آخر شيعي لبناني. فأعادت استخدام الحزب كمرتزقة في سوريا. وتحاول استخدام الجيش اللبناني لحماية خطوط الحزب اللوجيستية.

ستضحك، يا بنيَّ، على انهيار جيش المالكي الذي دربته أميركا. فقد اختفى مع ولادة «الدولة الداعشية» في الموصل. ثم انهار مرة ثانية في تكريت. ثم فرت فلوله للمرة الثالثة من الرمادي في حرب الأنبار الراهنة، تاركة وراءها في المرات الثلاث أسلحتها الثقيلة الروسية والأميركية.

لتغطية فشل أميركا أوباما في بناء جيش عراقي، فقد حمّل وزير الدفاع آشتون كارتر حكومة حيدر العبادي مسؤولية الفشل. ساخرا من جيش «لا يملك الرغبة وإرادة القتال». ثار العبادي على صراحة كارتر. فأعلن أن جيشه سيحرر الرمادي من «داعش» خلال ساعات. ثم خلال... أيام. ثم ترك فجأة للميليشيات العراقية العميلة لإيران، بقيادة «الحجي» قاسم سليماني، مهمة «تحرير» الرمادي (السنية) تحت شعارات مذهبية وصور إيرانية. المضحك المبكي أن الوزير الأميركي كارتر كف عن النقد اللامباح. وأعلن استئناف الطيران قصف «قندهار» العراق، مشكلا المظلة الجوية لميليشيات سليماني!

هل هزائم الجيش العراقي تشكل انتصارا لميليشيا «داعش»؟ على المدى الطويل سوف تفقد «داعش» زخم حماستها القتالية، نتيجة لحربها على أكثر من جبهة. ولتزمتها الداخلي المروِّع. وخسارتها الإعلامية للرأي العام العربي والدولي. ومحاولتها العبثية، لنقل حربها الإرهابية إلى الداخل السعودي.

ليست هناك تقنية أمنية متوفرة لأية دولة في العالم، أمام انتحاري مزنر بحزام الموت الجماعي. العرب الذين رفضوا استهداف «داعش» والميليشيات الشيعية للسنة، يرفضون استهداف «داعش»، لإخوتهم الشيعة في السعودية. أرسل العاهل السعودي ولي عهده ووزير داخليته، إلى الأخوة الشيعة، لطمأنتهم. ومواساتهم. فأمنهم من أمن السعودية أولا وأخيرا.

لكن هل التنظيم الإرهابي قادر على الحلول محل النظام العربي الذي فشل جيشه في سوريا. وتونس. ومصر.

وليبيا. والسودان. واليمن؟ أجيب بأن فتح ملف التسويات النهائية في المنطقة العربية، لن يكون عمليا، إلا عندما تتوفر الإرادة العربية والدولية، لإنهاء وجود الميليشيات المسلحة. تماما كما حدث في لبنان، بعد إنهاء السعودية الحرب الأهلية، بموجب اتفاق الطائف الذي بقي صالحا، لإجبار سوريا على سحب جيشها، بعد اغتيال رفيق الحريري (2005).

بقي «حزب الله». وأحسب أن التسوية النهائية مستحيلة في المشرق العربي، مع احتفاظ إيران بميليشيا حزبية مسلحة تعطل انتخاب رئيس ديمقراطي في لبنان. وتعرقل إزاحة رئيس ديكتاتوري في سوريا.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انهيار جيش النظام أمام ميليشيا التنظيم انهيار جيش النظام أمام ميليشيا التنظيم



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon