قراءة في شخصيتهم ونفسيتهم قبل أن ننساهم
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

قراءة في شخصيتهم ونفسيتهم قبل أن ننساهم!

قراءة في شخصيتهم ونفسيتهم قبل أن ننساهم!

 لبنان اليوم -

قراءة في شخصيتهم ونفسيتهم قبل أن ننساهم

غسان الإمام

الصحافي والكاتب السياسي المحترم ليس بمنجِّم يرصد حركة النجوم. ولا عالما نفسيا يغوص في أعماق نفس السياسي وشخصيته. فهو يقوم بتحليل سياسة الشخص أو الحدث السياسي، من خلال التجربة. والقدرة على المتابعة، وتفسير الظواهر السياسية، مستعينا أحيانا بما تَوَفَّر له من معلومات. تبقى محاولة دراسة نفسية وشخصية هؤلاء الذين حكموا حياتنا، نحن العرب، خلال السنوات الخمسين الأخيرة، مغامرة نادرة فيها شيء من الرومانسية غير المألوفة في الكتابة السياسية. رجل السياسة عندنا ما زال صندوقا مغلقا. لا هو يقدم نفسه مباشرة للجمهور، ولو في لحظة مباسطة ومكاشفة على الشاشة. ولا الصحافي والإعلامي يجرؤ على السؤال. حتى رسام الكاريكاتير الذي أعتبرُهُ ندّا للمعلق السياسي كفَّ، منذ زمن طويل، عن رسم هؤلاء الذين حكمونا. فقد أسدلوا على وجوههم قناع القوة. أو اختبئوا وراء غيبية القداسة الدينية. لا أكتب عن هؤلاء الذين حكمونا. وغادرونا. ويغادروننا، للتشفِّي. والانتقام. والإهانة. فقد انتهى عصر إعلام وصحافة الشتائم. والنكاية. ولست أكتب عن مذاهب علم النفس. إنما أتوقف عند حدث. أو قرار. أو إنجاز، لأحاول نسبه إلى ما انطوت عليه أنفسهم أو شخصياتهم، من أهواء وغرائز، وهم في ذروة قوتهم. أفعل ذلك قبل أن ننساهم. فنحن العرب ننسى ماضينا السياسي القريب. ننسى من خدم بنفس بريئة. وننسى من أساء بنفسٍ أَمَّارة بالسوء. الثقافة الشعبية العربية الرائجة تجاهلت تأثير نفسية السياسي وشخصيته في التحكم بالشعب، وفي احتكاره القرار السياسي. هذه الثقافة موروثة من الماركسية! قضى كارل ماركس معظم حياته قارئا في مكتبة المتحف البريطاني بلندن. كان عليه أن يقضيها سمسارا في «البورصة»، ليحتك بالناس، ويعرف معادن الرجال. فلا شيء كالسلطة والمال، يكشف شخصية الإنسان. وينمُّ عن نفسيته. كان ماركس أكثر اهتماما بتأثير وقع أقدام الشعوب على التاريخ السياسي، وتشكيل الصراع الاجتماعي بين الطبقات، من اهتمامه بِدَبيبِ أقدام الساسة والقادة، فوق هذا التاريخ. لكن التاريخ المعاصر كان، منذ فشل الماركسية في التطبيق، إلى فشل النظام الجمهوري العربي في الحكم، شاهدا على دور الشخص، أكثر مما هو دور الشعب، في بصم حركة المجتمع، وتوجيهه إلى حيث يريد نفسيا. شخصيا. سياسيا. ومصلحيا. تحالفت التراجيديا مع الكوميديا، لتمكين «أشخاص» النظام الجمهوري العربي الوارث لنظام عبد الناصر، من إخفاء علاقتهم الشخصية بالأجهزة الغربية التي ساهمت في إيصالهم إلى الحكم، على أنقاض المشروع القومي الوحدوي الذي استهلكوه وابتذلوه. لدفع الشبهة عن نفسه، خطف صدام بمسدسه الشخصي شريكه الجنرال عبد الرزاق النايف من مجلس الوزراء، وسفَّره فورا. ثم قتله في لندن. كما اختفى وزير الخارجية الذي عقد الصفقة بين البعث والغرب. نفسيا، كان اللجوء إلى القوة المسلحة، لفرض سلطة الأمر الواقع، أسهل بكثير على العسكري المتسيِّس، من الدخول في متاهة فوضى الحرية السياسية، وتطبيق آلياتها الديمقراطية. موت عبد الناصر المبكر أعفى معمر القذافي من الالتزام بفطنة الأدب السياسي لدى زعيمه المثالي. مع ذلك، فثقافة عبد الناصر لم تمنع تغيير اتجاه الثورة بعيدا عن الديمقراطية. وغطَّت على ذلك شخصية عبد الناصر الجذابة. والجادة. ونزاهته المادية. ثم إخلاصه لمبدأ تحرير الشعوب من الاستعمار. فلم يكن زمانه عصر تحرير الشعوب من مستعمريها الوطنيين في الداخل. مكر الإنسان البسيط الكامن في الإهاب النفسي لضابط صغير، جعله يسخِّر لخدمته الشخصية القواعد العسكرية الأنجلوأميركية في ليبيا، فصعدت به إلى الحكم في بلد يتفجّر نفطا ممزوجا بطيبة وزهد السنوسي الحاكم الشرعي. قلت مرارا إن الثقافة الرفيعة ليست بضريبة مُحَتَّمَةٍ على الحاكم السياسي. إنما الخطر الكبير على السياسي ثقافة شخصية هشة تتراوح بين الأمية والتعليم البسيط. شكلت هذه «الذبذبة» الثقافية المهزوزة تلك الكوميديا الميلودرامية التي لازمت القذافي. «فاخترع» نظرية للحكم غير مبال بسخرية الأجيال العربية الجديدة به. الكوميديا المسرحية الشخصية حولت دولة القذافي إلى خيمة بلا سقف. وأبواب. وجدران. فقط، هناك بجوار الخيمة أجهزة قمع مخيفة بلا جيش. بلا مشروع سياسي، بعدما ساهمت هزلية صاحبها بتقويض المشروع القومي. فاعتنقت الأجيال مشروعا أضيق لتسييس الدين، بظهور ما يمكن وصفهم بكوميديين دينيين، ومنهم من دشن أخيرا ثقافة الأضرحة وحروبها، في القرن الحادي والعشرين. السياسي المحترف يعرف متى يستقيل. ويعتزل. ألم ينته النظام الجمهوري الميلودرامي إلى النهاية المفزعة التي حلت بالنظام الليبي؟ أصيب صدام بجنون عبادة الشخصية. لم يعد يتصوَّر عراقا بلا صدام وأولاده. وصدام بلا عراق وأولاده. رجل الأمن آيل للسقوط أكثر من الجندي المقاتل. هرب زين العابدين عندما رفض الجيش التونسي الدفاع عن مؤسسة الفساد المتحكمة. استقال مبارك. لكن لم يهرب. اعتقد أن ماضيه العسكري المشرف يحميه من غضب وانتقام شارع «إخواني» متعطش ليحل محله. لم يبق في الميدان غير حُدَيْدَان. أخطأ بشار مع شعبه. ارتكب ما لم يرتكبه النظام الجمهوري. فقد ورط نفسه. ونظامه. وأمته، في حرب سنية/ شيعية كريهة. بدلا من أن يستقيل، فقد جلب المرتزقة والمماليك، من إيران ولبنان، لخوض حربه الشقية. اتهامه العجيب لشعبه بالمؤامرة عليه، فتح الباب السوري أمام دخول «الجهادية الانتحارية» التي يتهم خصومه العرب، بتصديرها إلى سوريا! لماذا يرتكب بشار هذه الأخطاء الاستراتيجية الكبيرة؟ ثمة عقد نفسية تنطوي عليها شخصية بشار. فقد عانى في مراهقته وشبابه من الحرمان العاطفي العائلي. رأى أباه يؤهل شقيقه الأكبر (باسل) للتوريث، فانصرف هو إلى الدراسة العلمية غير الجادة، يمرره في دهاليزها وصفوفها النفاق الأكاديمي المجامل للأسرة. مات باسل بالمصادفة البحتة داخل سيارة «سبور» فاخرة، في سباق طائش مع الذات، في ساعة متأخرة من ليل دمشق البهيم. دعا الأب السوريين الجوعى إلى العناية بتربية خيول وبغال «الشهيد»! ثم استدعى فورا طبيب العيون، لتدريبه. وتأهيله للوراثة. حانت الفرصة للشقيق الأصغر للانتقام من الجميع في دائرة النفوذ الرئاسية الضيقة، مستأثرا باحتكار سلطة أب تكالبت عليه أمراض الجسد الواهن، في آخر العمر، فأضعفت قواه الذهنية، وقدرته على مقاومة دلال ودلع طبيب للعيون يعاني من عمى البصيرة. ونقص الخبرة السياسية. أخطأت مع بشار مرتين. أخطأت عندما لبيت دعوة وزير إعلامه. فكتبت زاوية يومية بحجم طابع البريد التذكاري. ثم شطبتها عندما رأيت طبيب البصر يعصب عيون المثقفين المطالبين بالحرية. ثم أخطأت عندما دخلت غرفته بالمصادفة، في فندقه الباريسي الفاخر. لا أدري لماذا شعرت آنذاك، بضياع جهد الرئيسين شيراك وساركوزي، في تدريب بشار على الممارسة الديمقراطية. ربما لأنهما لم يعرفا السر الشخصي «الكبير» الذي اكتشفته. فلم يكن طبيب العيون الحاكم قادرا على ترتيب ثيابه المبعثرة على سريره. فكيف يستطيع ترتيب بيت بعثر فيه 25 مليون إنسان؟! نقلا عن جريدة الشرق الاوسط

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قراءة في شخصيتهم ونفسيتهم قبل أن ننساهم قراءة في شخصيتهم ونفسيتهم قبل أن ننساهم



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon