«داعش» واللاجئون و الغرب
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

«داعش» واللاجئون و... الغرب

«داعش» واللاجئون و... الغرب

 لبنان اليوم -

«داعش» واللاجئون و الغرب

حازم صاغية

يتقلّص اليوم اهتمام الغرب، الأوروبيّ قبل الأميركيّ، إلى موضوعين من مواضيع الشرق الأوسط الكثيرة: الإرهاب، لا سيّما منه إرهاب «داعش»، ومسألة النازحين، خصوصاً منهم السوريّين.

وبالطبع كثيرون هم الخاسرون نتيجة هذا الضمور في الاهتمام الغربيّ، تتصدّرهم شعوب المنطقة التي يتقدّمها الشعبان السوريّ والفلسطينيّ، حيث الأوّل متروك لبشّار الأسد وبراميله ونيران حلفائه، والثاني للاستيطان وبنيامين نتانياهو والميليشيات الدينيّة المتطرّفة.

لكنّ اللافت أنّ عنصرَي هذا الثنائيّ، «داعش» والنازحين، يشتركان في أمر ويختلفان في أمر آخر. فالمشترك بينهما أنّهما يربطان داخل المنطقة بالعالم الأوسع، خصوصاً منه أوروبا. فاللاجئون انتقلوا، مدفوعين بالفاقة والخوف والاضطهاد، إلى البلدان الغربيّة، فيما الإرهاب هو، في وقت واحد، صادرات وواردات: مرّة نرسله إليهم من بلداننا ومرّةً أخرى يرسلونه إلينا من بلدانهم. وهذان العنصران، «داعش» والنازحون، سوف يدليان بدلوهما، إن لم يكن دائماً في خريطة الاجتماع الغربيّ، فحتماً في السياسات الغربيّة، عبر الإجراءات الأمنيّة والانتخابات وبرامج الأحزاب والخطط الاقتصاديّة التي يستدعيها الاستيعاب، لكنْ أيضاً في حركة الغرائز العنصريّة صعوداً وهبوطاً، وهي تحترف ردّ كلّ مثالب الأرض إلى المهاجرين احترافها تحويل الإرهاب إلى سمة جوهريّة وماهويّة في «شعب إرهابيّ». ولا فارق هنا، وحيال هذه التأثيرات جميعاً، أكان الغرب يعيش «أسلمة التجذّر» أم كان يعيش «تجذّر الإسلام»، ففي الحالتين لن تزداد الأمور إلاّ احتداماً.

أمّا الاختلاف بين ظاهرتي «داعش» والنازحين، وما يرتّبه الاختلاف من نتائج، فإنّما يشي بصعوبة إسباغ الوحدة النمطيّة المزعومة على المنطقة وأهلها. ذاك أنّ «داعش» حرب معلنة على الغرب، وعلى كلّ ما هو غربيّ أو حديث أو شبيه أو متشبّه بالغرب، فيما النزوح طلب للغرب وسعي إلى التطابق معه وإقرار ضمنيّ، وأحياناً معلن، بتفوّقه وتفوّق نموذجه. وحتّى لو كان كثيرون من النازحين يحملون من الأفكار والتصوّرات ما يتحفّظ على المجتمع الحديث ويرتطم بالعيش فيه، فهذا دافع آخر للبرهنة على قوّة النموذج الغربيّ في الاستقبال والاستيعاب. ولا ننسَ أنّ التاريخ مصداق ذلك: فإحدى الهجرات التأسيسيّة لعالمنا المعاصر إنّما ضمّت، في دفعاتها الأولى، نزلاء سجون من إنكلترا عبروا الأطلسيّ قاصدين «العالم الجديد». وقبل ذاك، في القرن الثاني عشر، كان لاجئون إنكليز هاربون إلى فرنسا من طغيان مليكهم، هم مَن أنتج «ماغنا كارتا» التي وُلد معها المفهوم القانونيّ للإنسان، وأولى وثائق حقوقه.

وقد يقال بحقّ إنّ العالم تغيّر، فانتهى زمن السيبة ونشأت الدول كما رُسمت لها حدود، فيما توضع الموازنات تبعاً لعدد محدّد من السكّان وطالبي العمل. لكنْ يقال أيضاً بحقّ إنّ السيادات الوطنيّة تتراجع، لا اقتصاديّاً فحسب، بل أساساً في مسوّغها الإنسانيّ والأخلاقيّ، بينما تتكاثر المسائل التي تستدعي لحلّها تضافر الجهود العابرة للدول والقوميّات.

وعلى أيّة حال، إذا صحّ أنّ الاستعدادات الغربيّة تتسارع لشنّ حرب برّيّة على «داعش»، فهذا ما يضيف الإلحاح إلى الضرورة في ما خصّ التعامل مع النازحين، بحيث يترافق ما يؤخذ من «مسلمي داعش» مع ما يُعطى لـ «مسلمي» النزوح. أمّا المكاسب التي تحرزها «الجبهة الوطنيّة» في انتخابات المناطق في فرنسا، وبعض الأخبار المتناثرة عن تعاظم قوّة اليمين الأوروبيّ المتطرّف، فلا توحي بهذه الوجهة بتاتاً.

فإذا كان الفارق بين ظاهرتي «داعش» والنازحين يخطّىء، مرّة أخرى، نظريّات «صراع الحضارات»، فإنّ مواقف وتحوّلات غربيّة كهذه تصادق على هذه النظريّات الخرقاء على نحو يريده «داعش» ويخشاه اللاجئون.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«داعش» واللاجئون و الغرب «داعش» واللاجئون و الغرب



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon