حروب العرب على عواصمهم
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

حروب العرب على عواصمهم...

حروب العرب على عواصمهم...

 لبنان اليوم -

حروب العرب على عواصمهم

حازم صاغية

في 1982 كانت بيروت أوّل عاصمة عربيّة تخضع لاحتلال إسرائيليّ. كان مجرّد الإشارة إلى هذه الحقيقة جارحاً للعرب، من دون أن يرتّب انجراحُهم شيئاً أو ردّاً ملموسين. لكنّ 1982 سجّل أيضاً آخر احتلال إسرائيليّ لعاصمة عربيّة، وهذا ليس بسبب افتقار الدولة العبريّة إلى القوّة أو إلى الرغبة في الإخضاع، بل لأسباب أخرى تتعلّق بما آلت إليه العواصم نفسها وأحوال شعوبها ومجتمعاتها.
فها هي عاصمة العراق، بغداد، تتعرّض اليوم لمحاولة إخضاع على أيدي «داعش»، فيما عاصمة اليمن، صنعاء، تتعرّض، هي الأخرى، لمحاولة مشابهة يقودها الحوثيّون. أمّا طرابلس التي أُحرق مطارها باشتباكات فصائلها، فثمّة شكّ عميق يكنّه ليبيّو الشرق بجدارتها أن تكون عاصمة. وبدوره فإنّ المشروع الفلسطينيّ المشطور بين الضفّة وغزّة لم يعثر على عاصمة موحّدة، ولو موقّتة في انتظار أن يُبتّ أمر القدس.
وهو تحوّل متعدّد الأوجه والمعاني، متعرّج الطرق:
فمنذ ما قبل 1982 راحت تتبلور القضايا النزاعيّة الكثيرة في العالم العربيّ، وقد تمّ ذاك التبلور واكتمل بحيث غدا البحث عن «قضيّة عربيّة مركزيّة» في مواجهة إسرائيل أشبه بالبحث عن الذهب في الغرب الأميركيّ. وما يعزّز الاستنتاج هذا تزامن الحصارين اللذين تتعرّض لهما بغداد وصنعاء مع الحرب على غزّة التي لم يجد باقي العرب، وسط اهتماماتهم الكثيرة وهمومهم المباشرة، مكاناً للتضامن معها.
ثمّ إنّ إسرائيل لم تعد من يقتحم العواصم ويحتلّها لأنّ العواصم، بوصفها من رموز الوحدة والسيادة الوطنيّتين، لم تعد عواصم. لقد صار «الأهل» الغاضبون هم الذين يقتحمونها، بعدما اقتحموا الحدود وشلّعوها، وهي رمز آخر مهمّ لوحدتهم وسيادتهم المفترضتين. ودائماً هناك قوى إقليميّة يجمعها ببعض «الأهل» تعاطف يشبه التعاطف الذي يجمع قوى إقليميّة أخرى ببعض آخر من «الأهل» أنفسهم.
فاللغة العربيّة جعلت العاصم، وهو مذكّر العاصمة، المانع والحامي، «ولا عاصم من أمر الله»، وبعض اللغات الأوروبيّة أعطى المفردة نفسها، كابيتال، للعاصمة كما للثروة ورأس المال. لكنّ عواصمنا فُرّغت، في تلك الغضون، من هذه المعاني الجليلة ومن مركزيّتها الوطنيّة، بما يعنيه ذلك من اشتراك في المصالح والرغبات تديره سلطة مُتواضَع عليها، لتُحوَّل مجرّد «مواقع استراتيجيّة»، أي أمتاراً مربّعة تتبارى القوى الأهليّة، ومن ورائها تلك الإقليميّة، للإمساك بها وغزوها واستباحتها.
ولمؤرّخ أن يؤرّخ نفورنا المديد من عواصمنا، بوصفها مقارّ السلطة والبيروقراطيّة والقرارين السياسيّ والعسكريّ. وهو نفور تدرّج في مراحل عدّة يُستدلّ على إحداها في مواقف كموقف الأكراد العراقيّين من بغداد، أو كموقف جنوبيّي السودان من الخرطوم، وقد شعروا مبكراً أنّها تتجاهلهم وتهمّشهم وأرادوا ألاّ تكون المصدر الذي يملي عليهم حياتهم. ويُستدلّ على ثانية تلك المراحل في الحرب اللبنانيّة – اللبنانيّة على أسواق بيروت، أي قلب العاصمة، عام 1975. حينذاك كان مفاد الحكمة المشتركة بين المتنازعين أنّ البديل الوحيد عن السيطرة الفئويّة هو الإتلاف الشامل، وفي طريقه إتلاف كلّ اشتراك وكلّ تبادل بين أبناء «الوطن الواحد».
ومسار النفور هذا، بصيغه وأشكاله المتعدّدة، هو ما أثمر اليوم على نحو لم يعد يحوج إسرائيل إلى غزو عاصمة عربيّة. فدمشق، «قلب العروبة النابض» ذات مرّة، غدت عمليّاً عاصمة لطرف سوريّ يرسل الموت والدمار إلى باقي الأطراف السوريّين. أمّا الأخيرون فلن يتردّدوا، إذا ما تسنّت لهم الفرصة، في أن يغزوا دمشق. وشيء مشابه يمكن قوله في معظم العواصم الأخرى التي ارتفعت مع الحدود والأعلام والأناشيد الوطنيّة، وهي اليوم معها تهبط.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حروب العرب على عواصمهم حروب العرب على عواصمهم



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon