حكام لبنان وشبّانه
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

حكام لبنان وشبّانه

حكام لبنان وشبّانه

 لبنان اليوم -

حكام لبنان وشبّانه

حازم صاغية

مهينٌ أن يُسمى المرء سياسياً في لبنان. فالسياسي، أكان في 14 آذار أو في 8، لا يترادف في أذهان اللبنانيين المحترمين غير المداحين وغير المستزلمين، إلا مع السفالة والنهب والجريمة. وإذا كان من أسوأ مواصفات الشعبوية هجاء السياسة وتعهيرها، فساسة لبنان هؤلاء إنما يقدمون للشعبويين ضالتهم التي تؤكد صدق اتهاماتهم.

فبخليطٍ من استخدام ذاكرات الحروب والحقد، واستنهاض العصبيات، وبالتوسع في عمل النيوليبرالية، حيث تطغى قيم السوق على اقتصاد السوق، وبقضايا يصفها أصحابها بالقداسة وهي لا تفعل غير تقديسهم هم، يعاد إنتاج هذه الفئة المتمكنة بالمال وبالمقاومة، وقبل كل شيء بلحمة الجماعة الطائفية.

وهي فئة أعيد بناؤها منذ التسعينات مافياوياً، فأهم ما يجمع الطائفة بالمافيا رابط الدم أو الدم الموسع. وفي انقسام كهذا بين «العائلات» التي يجمعها منطق الدم نفسه، نشأ الطاقم الحاكم على شكل جناحين، واحد تتلمذ على غازي كنعان وعبد الحليم خدام، وآخر على رستم غزالي.

وعند الفئة هذه بجناحيها، تزداد الحساسية نقصاناً حيال مواطنين يوالون الهبوط إلى خط الفقر أو ما دونه، إلا أنهم يُستدعون مرة أو مرتين سنوياً إلى بيروت كي يصفقوا لأمرائهم وهم يرفعون المفعول وينصبون الفاعل. أما القيم التي يشيعونها، فأكثر ما يستفحل منها توريث القطعان، بوصفه الممارسة السياسية الطبيعية. أليس هذا ما دلت عليه أخيراً تجربة أطنب جنرالها وأقاربه في وصف حداثتها؟

صحيحٌ أن الطاقم السياسي في لبنان لم يكن مرةً ناصعاً، لكنه لم يكن مرةً وسخاً إلى هذا الحد، فالبلد مزرعته حرفياً، بالمعنى الذي حمل الرومان القدامى على وصف الأبيض المتوسط بأنه «بحرنا» (مير نوستروم). وهم مثل الكالفينيين الطهرانيين ذوي الجبر الإلهي، يظنون أن الله اصطفاهم للجنة قبل أن يولدوا، لكنهم على عكس الكالفينيين، لا يعتنقون إلا التبطل والتبذير ديناً.

وقد لا تملك اللغة من تعابير الهجاء ما يستحقه هؤلاء السياسيون. إلا أن الغضب حيالهم أغنى من اللغة، خصوصاً عند فئة أخرى من اللبنانيين قد تكون النقيض التاريخي لهم.

ففي الخانة العمرية ما بين الثلاثين والأربعين، آلاف الشبان والشابات المؤهلين، ذوي الكفاءات المتقدمة والقيم العصرية، ممن حصلوا تعليمهم في مؤسسات حديثة أو في بلدان الغرب، فعرفوا أنهم أفراد ومواطنون محترمون، لا يحنون أعناقهم لسيد أو بيك أو شيخ أو جنرال. هؤلاء الذين كان ينبغي أن يكونوا صانعي القرار اليوم، ينتصب في وجوههم هذا الحاجز الصلب المدجج بالتفاهة والسطو والجريمة.

ولأن الشبان هؤلاء فتحوا أعينهم على دنياهم مع الانقسام الآذاري الكبير، فانخرطوا فيه وعولوا عليه، لم يطل بهم الأمر حتى داهمهم إحباط الآذارين: واحدهما وعدهم بجعلهم علفاً للمدافع، إن لم يكن في لبنان ففي سورية، والآخر وعدهم بجعلهم علفاً لإثراء السماسرة وأصحاب الصفقات.

وعند الشبان والشابات هؤلاء، كفت القضايا عن توفير الغطاء للسياسيين: فلا المقاومة تكفي لهضم المقاومين ولا اغتيال الحريري يكفي لهضم الحريريين. وفي هذه الغضون، كانت الثورة السورية تُظهر أن حافظ الأسد نفسه، وهو الطوطم الأكبر لجناحي فئتنا الحاكمة، ممكنٌ تمريغ صورته وتحطيم تماثيله. وهذا إلهام واستلهام.

... اليوم يغضب هؤلاء الشبان، ومن حقهم أن يغضبوا، بل من واجبهم. وهم يخطئون، ولا بد أن يخطئوا، بل من حقهم أن يخطئوا، ومن حق أي كان أن ينقد أخطاءهم، بل من واجبه. لكنْ ليس في هذه اللحظة بالذات: ففي مساء هذا اليوم ستجتمع في مواجهتهم قوى أكبر منهم وأصلب، هي قوى العهد القديم على اختلافها وتعددها. وهي، بالقمع أو بالكذب أو بالاثنين، ستحاول تبييض زعماء لبنانيين وقضاياهم مثلما تُبيَّض العملات المشبوهة، فتتلاعب بطبيعة المشكلة وتستبدلها بمشكلة زائفة هي إياها التي مضغناها سنوات طويلة ومضغتنا. ومرة أخرى قد يسقط حلم الحالمين، لكن القلب معهم ضد جوقة المحنطين الخبثاء.

معهم مهزومين ومنتصرين، مصيبين أومخطئين. أما البقية فلها كلام آخر.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكام لبنان وشبّانه حكام لبنان وشبّانه



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon