عن العالم الذي تغيّر ويتغيّر
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

عن العالم الذي تغيّر ويتغيّر

عن العالم الذي تغيّر ويتغيّر

 لبنان اليوم -

عن العالم الذي تغيّر ويتغيّر

حازم صاغية

 في زمن الحرب الباردة، بين أوائل الخمسينات وأواخر الثمانينات، كان الانقسام بسيطاً والموقف سهلاً. فالانشطار «ثنائيّ»، والثنائيّات منذ أساطير التاريخ القديم خير وشرّ، أو ظلمة ونور. لقد كان هناك الشرق السوفياتيّ في مقابل الغرب الأطلسيّ. وكان هيّناً بالتالي أن ينسحب الموقف من نزاع يدور في مكان ما على المواقف والنزاعات في سائر الأمكنة.

أمران أخضعا هذه البساطة لقليل من التعقيد: الخلاف الروسيّ – الصينيّ بعد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعيّ السوفياتيّ في 1956، والتمرّد الديغوليّ على الولايات المتّحدة في الستينات. أمّا الاعتراض البريطانيّ – الفرنسيّ على زعامة واشنطن بسبب «أزمة السويس»، أو «العدوان الثلاثيّ»، فلم يعمّر، واستحال مجرّد عتب أعقبه، باستثناء الاحتجاج الديغوليّ، إقرار بقيادة واشنطن. وأيضاً فـ «الحياد الإيجابيّ» و «عدم الانحياز» لنهرو وتيتو وسوكارنو وعبدالناصر، لم ينجحا في تخريب الاستقطاب الأساسي الذي يشقّ المعمورة. هكذا، بقيت الصورة «الثنائيّة» تتصدّر العالم، أمّا الحالات الموضعيّة المبعثرة التي غايرت ذلك، وأهمّها فيتنام وكمبوديا بعد النزاعين الروسيّ – الصينيّ والصينيّ – الفيتناميّ، فاحتلّت الزوايا.

اليوم تختلف الأمور، ليس فقط لأنّ الحرب الباردة انتهت، بل أيضاً لسببين آخرين على الأقلّ. فمن جهة، استقلّت النزاعات الإقليميّة إلى حدّ بعيد نسبيّاً عن النزاعات الكونيّة، ومواقف بلدان رجراجة كالصين وإيران وتركيّا وجنوب أفريقيا تبدو الآن عصيّة على الإدراج في خانتي الانقسام الثنائيّ الأميركيّ – الروسيّ. وكانت أوروبا الغربيّة نفسها قد استعرضت قدرتها على التمايز حين انشقّت فرنسا وألمانيا عن حرب العراق الأميركيّة في 2003، وذهبتا بعيداً في الاعتراض عليها. كذلك لم تعد الصراعات، من جهة أخرى، تمتلك إطاراً وطنيّاً كان في السابق جزءاً من تعريفها الراسخ. وها هي الحرب الدائرة منذ 2001 بين الولايات المتّحدة و «القاعدة»، على اختلاف تنظيماتها، تعلن هذه الحقيقة، علماً أنّ الحرب المذكورة، وعلى ما تدلّ المواجهات الراهنة في سوريّة والعراق، وإلى حدّ ما في اليمن، تملك كلّ القدرة على إلحاق الحروب والنزاعات الأخرى بها. لقد صار «العالميّ» يصعد من «الميكرو» إلى «الماكرو»، وقبل ذلك كان يصدر عن المركز المنقسم فتتلقّفه أطراف منقسمة أيضاً.

إذاً، أبعاد ثلاثة أو أربعة حلّت في المشهد الدوليّ محلّ البعدين. وبعض ما أدّاه ذلك التغيّر الكبير ويؤدّيه أنّ المواقف المتجانسة ذوتْ ذواءَ الـ «مع» والـ «ضدّ» القديمتين. فاليوم، يمكن المرء أن يكون «مع» و «ضدّ»، أو «مع» و «إنّما»، أو «مع» في هذا و «ضدّ» في ذاك. فكيف مثلاً يُحتسب التضامن الذي تبديه روسيا والهند، «صديقتا العرب»، مع إسرائيل، وما يترتّب عليه من علاقات وتبادل استراتيجيّ؟ لكنْ أيضاً، ماذا عن ازدواج الموقف الممانع، إن لم تكن حيرته، حيال الحلف الدوليّ بقيادة أميركا التي تقاتل الخصم «داعش»، وحيال «داعش» الذي يتصدّى للعدوّ أميركا، وماذا عن الموقف الممانع حيال عبدالفتّاح السيسي، المناهض لـ «الإخوان» لكنْ المتقرّب من الغرب والخليج، أو حيال حركة «حماس»، أو ثنائيّ الغنوشي والسبسي في تونس؟ وبالقياس نفسه، ماذا عن مواقف هذه الأطراف من سواها، بدءاً من السيسي المناهض لـ «الإخوان» إلى «حماس» الإخوانيّة، وكيف يتّخذ الموقف من بناء الأحلاف العريضة عموماً؟

ودائماً يمكن الاستطراد كما يمكن العثور على حالات مشابهة أخرى، إلّا أنّ الثابت أمران: أنّ الاستراتيجيّ اليوم مدعوّ إلى أن يكون أذكى بلا قياس ممّا كان، وأنّ الأيديولوجيّ مدعوّ إلى تغيير ذكائه القديم. وأبعد من هذا وذاك أنّ الدم، في البلدان الضعيفة، سيسيل بغزارة أكبر فيما الحروب قد لا تجد من ينهيها.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن العالم الذي تغيّر ويتغيّر عن العالم الذي تغيّر ويتغيّر



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon