إذ يقصّ علينا قاسم سليماني قصّة حربـ«نا»
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

إذ يقصّ علينا قاسم سليماني قصّة حربـ«نا»

إذ يقصّ علينا قاسم سليماني قصّة حربـ«نا»

 لبنان اليوم -

إذ يقصّ علينا قاسم سليماني قصّة حربـ«نا»

حازم صاغية
بقلم : حازم صاغية

لمؤرّخ منصف أن يُخبرنا أنّ حرب 1973 كانت آخر الحروب العربيّة – الإسرائيليّة. بعد 1973 صارت الحروب مع إسرائيل موضعيّة، في لبنان أو في الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة. من تلك المواجهات الموضعيّة كان لغزو 1982 معنى محدّد. إنّه الانتقال إلى صراع على النفوذ الإقليمي بين طهران وتلّ أبيب. الشراكة السورية إلى جانب إيران، التي بلغت ذروتها في الثمانينات، راحت أهميّتها تتراجع بالتدريج: أوّلاً، بسبب الضعف السوري العامّ، وثانياً، بسبب حلول بشّار الأسد، الأكثر إيرانيّة، محلّ أبيه حافظ، الأقلّ إيرانيّة.

المرحلة الانتقاليّة تلك استدعت مهمّتين: استكمال التخلّص من منظّمة التحرير الفلسطينيّة، وهو ما تولاّه الجيش السوري في طرابلس والبقاع، وإمساك إيران بجبهة لبنان الجنوبيّة عبر حزب الله. العرب، باستثناء أدوات طهران، وُضعوا جانباً. هذه النتيجة كانت بمثابة التكريس الأخير لانتهاء الحروب العربيّة – الإسرائيليّة. لقد صارت شيئاً من الماضي.

لم يبق للعرب بالتالي إلاّ خطاب «القضيّة المقدّسة»، فيما دُفعوا تباعاً إلى موقع المُشاهِد. صراع النفوذين راح يشرخهم ويعتصرهم كأنّهم بولنديّون يتقاسمهم الألمان والروس. الاستيلاء الإيراني على حركة «حماس» في غزة كان التتويج المنطقي لهذا المشروع عبر سدّ آخر الثغرات في جداره.

بلغة أخرى، أنهى التمدّد الإيرانيّ، انطلاقاً من حرب الثمانينات مع العراق، مرحلتين متداخلتين: مرحلة صراع الأنظمة العربيّة وإسرائيل (1948 – 1973)، ومرحلة صراع المنظّمات الفلسطينيّة معها (1968 – 1982). نظام الأسد، بهذا المعنى، كان الهراوة التي طوّعت المنطقة لاستقبال «الخلاص» الإيرانيّ. بعد ذاك، جاءت إطاحة صدّام حسين في 2003 لتمنح ذاك التمدّد شرعيّة أمر واقع. تدخّلُ طهران لقمع الثورة السورية كان بمثابة البرهان الساطع. الانسحاب الأميركي اللاحق أزال آخر المعوقات.

في هذه الغضون، زاد الأمر سوءاً أنّ العرب الذين غادروا الحرب لم يتمكّنوا من دخول السلام. الأنظمة، من خلال مصر، سالمت في 1978، لكنّ سلمها اقتصر على مصر، وظلّ بارداً. المنظّمات، من خلال منظّمة التحرير، سالمت في 1993. لكنّ سلمها لم يُقلع. الاختراق الأردني في 1994 ليس كافياً للحديث عن خروج الحالة العربيّة من الحرب إلى السلم. هذا الوقوع في الوسط، الذي تتعدّد أسبابه ومسؤوليّاته الإسرائيليّة والعربيّة، وخصوصاً الإيرانيّة من خلال المنظّمات الممانعة، وطّد الوجهة الجديدة.

استعادة تلك العناوين تبدو ضروريّة للإطلال على بعض ما يحدث اليوم: قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس»، تحدّث للتلفزيون مؤخّراً عن حرب يُفترض أنّها حربنا، أو على الأقلّ، حرب دارت على أرضنا. أكّد لنا أنّ حزب الله كان جاهزاً في تلك الحرب مائة في المائة، وهو الآن جاهز مائة في المائة.

القائد الذي أريد إكسابه وجه يوليوس قيصر أو نابوليون بونابرت، لجهة القتال على جبهات عدّة وتحقيق الانتصارات المتوالية فيها، لم يتحدّث فحسب عن الجانب العسكريّ. لقد نطق أيضاً بلسان محلّل تاريخيّ. اكتشف مثلاً أنّ «الكيان الصهيونيّ» أعد خطّة للهجوم المباغت هدفها القضاء نهائيّاً على حزب الله وإحداث تغيير ديموغرافي يجلو الشيعة عن جنوب لبنان. نطق بلسان الراوية كذلك، راوياً أنّه قضى خلال الحرب 33 يوماً في لبنان، زار طهران خلالها مرّتين لإطلاع القيادة على المجريات. ومع أنّه في زيارته الأولى لم يقل للخامنئي شيئاً عن الانتصار، فالخامنئي تحدّث واثقاً عنه، مُشبّهاً الحرب بمعركة الخندق. فضلاً عن ذلك سرد قصصاً مُسلّية عن مغامراته، بصحبة حسن نصر الله والراحل عماد مغنيّة، وكيف تفادوا قصف طائرات إسرائيليّة وهم يتنقّلون بين الأنقاض.

الخوارق الباعثة على التشويق لا بدّ منها كي تكتمل ملامح الشخص الخارق. لكنْ يبقى أنّ دور سليماني هو أكثر ما يرمز إلى انتهاء الحروب العربيّة – الإسرائيليّة، أكانت نظاميّة أم منظّماتيّة. القائد الإيراني هو من يملك أسرارها.

هو من يعبر الحدود الوطنيّة جيئة وذهاباً لخوضها. هو صاحب روايتها بغضّ النظر عن دقّة ما يرويه. لقد قال ما استنكف حزب الله نفسه عن قوله. إنّه الأصيل. الحزب وكيل. وحين يستحوذ سليماني على الحرب، وبالتالي على روايتها، فإنّه يعيد صياغة أوضاع المستعمرات الجديدة بموجب ما تتطلّبه شروط تلك الحرب. هكذا، ووفقاً لما يجري اليوم، يتولّى فائضُ القوّة الإيراني تلخيص الحياة السياسيّة في لبنان وفي العراق، بالاستفادة من ظروف إقليميّة ودوليّة مناسبة: ينبغي، مثلاً، «شطب» وليد جنبلاط أو سمير جعجع من المعادلة السياسيّة، وتدجين عادل عبد المهدي أو مقتدى الصدر وفق معادلة سياسيّة جديدة.

ذاك أنّ حاجة إيران إلى الحدود وإلى المعابر، أي إلى الحرب التي «تمتلكها»، هي التي تقرّر ما يجري، وما لا يجري، داخل الدول المعنيّة. هذا ليس تغييراً سياسياً، بل تغيير لطبيعة الأشياء في المشرق.

أمّا أبرز نتائج هذا التحوّل الكبير فتعميم الفقر والجوع. مظاهرات العراق ردّت بطريقتها: بإحراق أعلام إيرانيّة، وباتّهام للميليشيات التي ترعاها طهران، وبالحديث عن نهب «الأخ الأكبر» الذي تخنقه العقوبات للثروة العراقيّة.

ذاك أنّ الإمبراطوريّة التي استحوذت على الحرب، وراحت توزّع تبعاتها على المنطقة، تملك ثروة واحدة أخرى توزّعها على السكّان اسمها البؤس والإفقار. حتّى إشعار آخر، هذه هي الخاتمة السعيدة الموشّاة بقداسة القضيّة.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إذ يقصّ علينا قاسم سليماني قصّة حربـ«نا» إذ يقصّ علينا قاسم سليماني قصّة حربـ«نا»



GMT 12:47 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان: الاستقلال للشعب... والاحتلال للسلطة!

GMT 12:42 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

المريض الايراني والعراق

GMT 12:37 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الوطنية من بيروت إلى بغداد

GMT 12:33 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لكن هؤلاء «الأشرار» هم أبناؤنا

GMT 12:31 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

السرّ في اللغة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة

GMT 19:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد المغربي يدين أحداث العنصرية في مواجهة اتحاد طنجة

GMT 00:49 2023 الخميس ,27 إبريل / نيسان

موديلات حقائب بأحجام كبيرة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon