الشيّاح ـ برلين ـ الشيّاح
استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها
أخر الأخبار

الشيّاح ـ برلين ـ الشيّاح

الشيّاح ـ برلين ـ الشيّاح

 لبنان اليوم -

الشيّاح ـ برلين ـ الشيّاح

بقلم:حازم صاغية

من مواصفات نظام التزلّم اللبناني تصوير الزعيم كنصف إله. الذين يصوّرونه على هذا النحو هم أتباعه الذين يشدّهم إليه ولاء عصبيّ، طائفي في الغالب، معزّز بتنفيعات تتّخذ أشكالاً كثيرة أهمّها تأمين فرصة عمل في الإدارة. تكبر زعامة الزعيم، إذاً، كلّما زاد السطو على المال العامّ.

رئيس المجلس نبيه برّي ليس الوحيد الذي حظي ويحظى بهذه الصورة المنزّهة. سائر من يسمّونهم «الأقطاب السياسيين»، ممن يتزعّمون كتلاً في طوائفهم ومناطقهم، يشاركونه إيّاها.
مع هذا فبرّي قد يكون أكثر مَن حظي بعبارات تمجيديّة كهذه، والعبارات التي امتدحته ذهبت بعيداً جدّاً بحيث إن أي مؤمن قد يرى فيها كفراً صريحاً. مثلاً، من الشعارات والجُمل التي حملتها ملصقات التمجيد واحدة تقول: «لولا الهاء لكنتَ نبيّ»، وأخرى تعلن أنّ الطُّهر «يتوضّأ بين يديك»، وثالثة تستغيث: «يا ويلنا من بعدك»، ورابعة تندهش: «بالله عليك من أين أتيت؟»، وخامسة تهدّد وتتوعّد: «ويلكم إذا نفد صبره»...
مؤخّراً، مع إجراء الانتخابات العامّة في بلدان الاغتراب، صدّر لبنانيّون من أتباع برّي هذه «الثقافة» إلى ألمانيا. هكذا هتفوا:
«يا نبيه ارتاح ارتاح
برلين صارت شيّاح».
والشيّاح جزء شيعي من الضاحية الجنوبيّة في بيروت يحاذي الجزء المسيحي المعروف بعين الرمّانة. وكانت حرب السنتين (1975 – 1976) قد انطلقت من اشتباكات بين الشيّاح وعين الرمّانة، ما أنزل بهما تدميراً لا تزال بعض آثاره تشهد عليه. يومها تفرّد شبّان يساريّون بأن أخذتهم الحماسة للحرب في الشيّاح، وغنّى مطرب شيوعي أنّه سيزرع فيها «مليون أقحوانة». هؤلاء نظروا ولم يروا، أو أنّهم رأوا القتال الطائفي بين المنطقتين صراعاً يخوضه كادحوهما (الذين كانوا يقتل بعضهم البعض) ضدّ رأسمالييهما، فأنشدوا واثقين بالمستقبل:

«لاح العلم الأحمر لاح
بالرمّانه والشيّاح».
بالطبع، وكما في كلّ مكان آخر، لم تَلُحْ إلاّ أعلام أحزاب الطوائف، الخضراء منها والصفراء، ودائماً السوداء. الشيّاح كان نصيبها أعلام «حركة أمل» ومن بعدها «حزب الله» اللذين خاضا فيما بينهما إحدى أشرس الحروب اللبنانيّة في النصف الثاني من الثمانينات. الشيّاح كانت من مسارح تلك الحرب. وطبعاً ففي 2006 نالت الشيّاح حصتها من التدمير والقتل الإسرائيليين. أمّا الآن فهي بقعة من بقاع الضاحية الموصوفة بالصمود وردّ الصاع صاعين لقائمة طويلة من الأعداء.
على أي حال فشبّان «أمل» أصرّوا على جعل الشيّاح نموذجاً لمدينة برلين. أولم تتعرّض العاصمة الألمانيّة نفسها، بفعل الحرب العالميّة الثانية، إلى تدمير وإفقار أكبر بلا قياس مما تعرّضت لهما الشيّاح؟
لكنّ ألمانيا فارقت العنف قبل ثلاثة أرباع القرن، واستقرّت ديمقراطيّتها وصارت صاحبة الاقتصاد الأوروبي الأقوى، ثمّ توحّد شطراها قبل ثلث قرن. مع هذا أصرّ الشبّان اللبنانيون على هدايتها باعتناق نموذج الشيّاح. وهذا ميل ربّما كان طبيعيّاً يندرج في الخانة التي يندرج فيها ترويج المرء بضاعته. من هذا القبيل مثلاً أطلق شبّان سوريّون، مع انفجار موجة الفرار من الجحيم الأسدي واللجوء إلى ألمانيا، عدداً من النكات حول التعاطي مع المستشارة أنجيلا ميركل، مستمدّين نكاتهم من الثقافة السياسيّة في ظلّ الأسد. فميركل حاكمة «إلى الأبد»، وهي ستورّث نجلها حكم ألمانيا على غرار ما حصل عام 2000 في سوريّا.
الشبّان اللبنانيّون لم يمزحوا على غرار زملائهم السوريين. لقد بدوا جدّيين جدّاً في تصدير نموذجهم الذي يتربّع في صدارته الرئيس نبيه برّي. وليس من المبالغة أن يقال إن هؤلاء عبّروا بطريقتهم عن ميل عريض بدأ يستولي على الثقافة السياسيّة العربيّة منذ نصف قرن. فبعد أن كانت الشيّاح تطمح لأن تصير مثل برلين، صار على برلين أن تطمح لأن تصير مثل الشيّاح. وهذا إنّما كان انقلاباً متدرّجاً ومتصاعداً على الوجهة التي رأت النور مع رفاعة رافع الطهطاوي قبل أن يتعهدها مثقّفون وسياسيون وتربويّون فكّروا ببناء بلدانهم على مثال غربي وديمقراطيّ.
في هذه الغضون، انتقلت النزاعات السياسيّة مع بلدان الغرب إلى نزاعات ثقافيّة، وشُهّر بأولئك المثقّفين والسياسيين، وقُدّم الغرب بوصفه مصنعاً للمؤامرات والاحتلالات والنهب والعدوان، كما صُوّر جزء أساسي من الثقافة المعاصرة كغزو ثقافي واستشراق استعبادي ومضلّل.
مَن إذاً يريد أن يقلّد هؤلاء؟ من يريد أن يقلّد برلين التي توقّفت حربها وصارت تنظر إلى الحروب كشيء كريه، فيما الشيّاح صامدة على الدوام ومتأهّبة لا تنتظر إلاّ المعارك وملاحم المجد والبطولة. إنّ على برلين أن تقلّد الضاحية، لا العكس. إنّ على برلين أن تبحث عن نبيه برّي ما، أو بشّار أسد ما، تعبدهما كما تفعل الشيّاح.
بالزعيم المعبود جئناك يا برلين. افتحي ذراعيك.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشيّاح ـ برلين ـ الشيّاح الشيّاح ـ برلين ـ الشيّاح



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon