بيرني ساندرز بين الشخصي والسياسيّ
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

بيرني ساندرز بين الشخصي والسياسيّ

بيرني ساندرز بين الشخصي والسياسيّ

 لبنان اليوم -

بيرني ساندرز بين الشخصي والسياسيّ

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

بيرني ساندرز، الذي ينافس للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة، ويُرجّح أن يفشل، يبدو لكثيرين «غير أميركيّ». هذا لا يعود فقط إلى سياساته وتسمية نفسه «اشتراكيّاً». سببه الآخر ضمور الشخصي في شخصه. ففي ثقافة سياسيّة شديدة الاحتفال بنفسها، وعلنيّة، بل مهرجانيّة، في عرضها للأسرة والزوجة والبيت والتاريخ الخاصّ، يبدو ساندرز شديد التقشّف ضنيناً بالتعريف بما يتعلّق به.

الكاتب والناقد الآيرلندي فِنتان أوتول «تسلّل» إلى عالمه الخاصّ، من خلال ما كتبه وما كُتب عنه، ونشر في المجلّة نصف الشهريّة «نيويورك ريفيو أوف بوكس» إحدى المقالات النادرة عن بيرني الشخص في ارتباطه ببيرني السياسيّ.
المقال، وبالاستناد إلى عنوان كتاب ساندرز، يركّز على برّانيّة الرجل أو غربته. ذاك أنّه، وللمرّة الأولى منذ أربعين عاماً، صار في 1991 أوّل عضو في مجلس النوّاب لا ينتمي إلى أي من الحزبين الرئيسين.
مع هذا، فمفارقته أنّه يمثّل العصاميّة التي تتباهى بها المحافَظة الأميركيّة أكثر كثيراً مما يمثّلها ترمب، الثري ابن الثريّ.
في 1976، وبعد ثلاث محاولات فاشلة لبلوغ حاكميّة فيرمونت، قرّر بيرني التقاعد من العمل السياسي وأسّس شركة صغرى تبيع الجامعات أفلاماً ذاتيّة الإعداد عن سياسيين وقادة اشتراكيين أميركيين. هكذا جنى ثروة صغيرة، وبات مثال رجل الأعمال الصغير المحترم والمنظّم والكاره للهدر، رغم أنّه، سياسياً، أكثر المطالبين بتوسيع الإنفاق الفيدراليّ. وبالفعل فحين انتُخب محافظاً لبرلنغتون، عُرف بالتوفير والفعّاليّة، كما بالتكرار المملّ للمواقف.
على أنّه في 1997 أصدر كتابه «برّاني في مجلس النوّاب»، ثمّ أعاد إصداره مع تغيير (متفائل) في العنوان ليغدو «برّاني في البيت الأبيض».
وفيما كتبه، وهذا أيضاً غير أميركيّ، قلّل من حجم هويّتين: الأولى، كونه يهوديّاً من بروكلين: صحيح أنّه لا ينكر ذلك لكنّه لا يؤكّده، إذ نادراً ما يشير إلى عائلته وطفولته وشبابه ودينه، متحدّثاً فحسب عمّا هو سياسي وآيديولوجيّ.
عائلته متواضعة تعلّقت بـ«النيو ديل» لروزفلت. الأب هاجر من بولندا في 1921. الأمّ ولدت في نيويورك لمهاجرين يهود من روسيا وبولندا قضوا جميعاً على يد النازيّة. الزوجة آيرلنديّة.
ومع أنّه في مؤتمر لمنظّمة «جاي ستريت»، في 2018، ذكر أنّه عاش في شبابه عدّة أشهر في إسرائيل، وأنّه «فخور جدّاً» بميراثه اليهوديّ، ففي كتبه لا يقول شيئاً عن طفولته حين كان يتحدّث الييديش، ثمّ حين درس باللغة العبريّة، أو لماذا ذهب إلى إسرائيل. وهو إذ يشير إلى تجربته في الكيبوتز يقدّمها كأمثولة في الاشتراكيّة لا في التضامن الديني والإثنيّ. كذلك لم يتحدّث إلاّ في السنوات القليلة الماضية عن علاقة عائلته بالهولوكوست. فقد زار قرية أبيه سلوبنايس، جنوب بولندا، للمرّة الأولى في 2013، ثمّ قال إن الهولوكوست هو أكثر الأحداث تأثيراً فيه.
وعموماً، لم يَتماهَ ساندرز مع أصوله الإثنيّة والدينيّة، وظلّت أولويّته للطبقة الاجتماعيّة بوصفها مصدر تعريف الشخص والجماعة، معتبراً اللاساميّة والإسلاموفوبيا وجهين لعملة واحدة.
الهويّة الثانية التي أخفاها كانت هِبِّيَّته. فبعد أربع سنوات في شيكاغو التي تخرّج في جامعتها في 1964، مجازاً في العلوم السياسيّة، انضمّ إلى مجموعة هيبيّة، علماً بأنه لم يعش في كوميون، ولم يُرخِ لحية، وباستثناء الماريوانا لم يتعاطَ المخدّرات. مع هذا كان ساندرز ابن الستينات وثقافتها المضادّة فكريّاً، خصوصاً اعتقاده بأنّ القمع النفسيّ - الجنسي أصل الشرور. ففي 1969 نشر مقالة عن القمع الجنسي للنساء مرصّعة باستشهادات من وليم رايخ، تربط بين مرض النساء وصحّتهنّ العاطفيّة والجنسيّة. وفي مقالة أخرى، في 1972 انتقد اللاتكافؤ الجندري في التخييل الجنسيّ. وكان الدكتور سبوك، رائد تعاليم التربية غير القمعيّة، قد شارك في حملته الانتخابيّة لحاكميّة فيرمونت عامذاك.
لكنّ ساندرز تخلّى عن تلك الأفكار، أو أنّ صورته كسياسي نبذتها ونبذت معها كلّ ما هو شخصيّ، مؤكّدة انضباطه و«اتّزانه». ففي مذكّراته عن معركة فيرمونت، حين نال 1% من الأصوات، شدّد على مدى ضبطه لسلوكه ومراقبته نفسَه، مبدياً غضبه على نفسه لعجزه عن إبداء مشاعره حيال من كان يخاطبهم. وعن مناسبة متأخّرة، حين أراد أن يقدّم نفسه تلفزيونيّاً، يقول: «كنت متوتّراً كثيراً، بحيث اهتزّت رُكبتاي وراحتا حرفيّاً تضربان الطاولة على نحو لا سيطرة لي عليه»، حتّى إنّ مهندس الصوت سمع صوت رُكبتيه ونبّهه إلى ذلك.
والحال أنّ ما بدا عليه من «تطرّف» سياسي طمس هذا الوجه الخجول والمضبوط فيه. وهو لئن تدرّج من محافظ إلى نائب فسيناتور فمرشّح رئاسيّ، فقد حرص على إحداث انتقال تدريجي إلى الوسط، وعلى القول إنّ كوبا ليست موديله لمستقبل أميركا، بل الدنمارك الاشتراكيّة الديمقراطيّة. مع هذا فهو نقل موضوعات السياسة قليلاً إلى اليسار، جاعلاً نفسه وريث السياسي والنقابي الراديكالي يوجين دِبْس، لا وريث روزفلت، كما حمل عموم الديمقراطيين على تبنّي بعض أفكاره في التعليم والطبابة. أمّا حملته الراهنة للترشّح عن الحزب الديمقراطي لرئاسة الولايات المتّحدة فهذه تبقى قصّة أخرى.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيرني ساندرز بين الشخصي والسياسيّ بيرني ساندرز بين الشخصي والسياسيّ



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon