دور السحر في الحرب الراهنة على غزّة
وزارة الخارجية الهولندية تستدعي السفير الإسرائيلي في لاهاي لمناقشة الوضع المتدهور في قطاع غزة نتنياهو يؤكد أن إسرائيل عازمة على القضاء على حماس وملتزمة بإعادة جميع الأسرى رجب طيب أردوغان يتهم المعارضة التركية بالوقوف أمام تحقيقات فساد إمام أوغلو تركيا تنفي التفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي لإنشاء آلية لمنع الاشتباك بين الجانبين في سوريا منظمة الصحة العالمية تؤكد أن 90% من الحوامل والمرضعات في قطاع غزة يعانين سوء تغذية وزارة الصحة اللبنانية تعلن عن مقتل سوريين في غارة إسرائيلية على طريق الدردارة الخيام جنوبي البلاد الهلال الأحمر الفلسطيني يطالب بالتحقيق في قتل إسرائيل لمسعفين في غزة ساوثهامبتون الإنجليزي يفسخ عقد مدربه الكرواتي إيفان يوريتش عقب تأكد هبوط الفريق إلىإلى "التشامبيونشيب" ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في غزة إلى 211 شهيداً صحفياً منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على القطاع نقابة الصحفيين الفلسطينية تدين مذبحة مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة
وزارة الخارجية الهولندية تستدعي السفير الإسرائيلي في لاهاي لمناقشة الوضع المتدهور في قطاع غزة نتنياهو يؤكد أن إسرائيل عازمة على القضاء على حماس وملتزمة بإعادة جميع الأسرى رجب طيب أردوغان يتهم المعارضة التركية بالوقوف أمام تحقيقات فساد إمام أوغلو تركيا تنفي التفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي لإنشاء آلية لمنع الاشتباك بين الجانبين في سوريا منظمة الصحة العالمية تؤكد أن 90% من الحوامل والمرضعات في قطاع غزة يعانين سوء تغذية وزارة الصحة اللبنانية تعلن عن مقتل سوريين في غارة إسرائيلية على طريق الدردارة الخيام جنوبي البلاد الهلال الأحمر الفلسطيني يطالب بالتحقيق في قتل إسرائيل لمسعفين في غزة ساوثهامبتون الإنجليزي يفسخ عقد مدربه الكرواتي إيفان يوريتش عقب تأكد هبوط الفريق إلىإلى "التشامبيونشيب" ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في غزة إلى 211 شهيداً صحفياً منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على القطاع نقابة الصحفيين الفلسطينية تدين مذبحة مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة
أخر الأخبار

دور السحر في الحرب الراهنة على غزّة

دور السحر في الحرب الراهنة على غزّة

 لبنان اليوم -

دور السحر في الحرب الراهنة على غزّة

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

تقيم، في هذه الحرب على غزّة، جرعة من السحر أعلى كثيراً من السحر المألوف في الحروب. والسحر المقصود محاولة إقناعنا بما يستحيل أن نقتنع به عقلانيّاً أو ضميريّاً. وهو، بالمعنى هذا، ليس «كذباً» بسيطاً يزوّر معلومة هنا أو يختلق معلومة هناك. إنّه نتاج بُنية ذهنيّة تفترض إلغاء العناصر المؤثّرة، والتي يُفترض عقلانيّاً أنّها مؤثّرة، وفي المقابل، إسباغ التأثير على عناصر غير موجودة أصلاً أو ذات أهميّة مُلفّقة. والعناصر الأخيرة هذه، غير الموجودة أو الملفّقة، هي الصيغة التي تحدِّث «الخوارق» القديمة ممّا درج البشر على تفسير عالمهم بها قبل صعود العلم وإقلاع الفلسفة.

أمّا وصف ذلك بالسحر فليس استهانة به ولا بكفاءته في تبرير نفسه «منطقيّاً» و»عقلانيّاً». فهناك مدرسة عريقة، في تاريخ الأفكار، حاولت إقناع البشر بـ»ضرورة» إنكار ما يبدو قويّ الحضور في الواقع، و»ضرورة» البناء، في المقابل، على ما يبدو هوائيّاً. وإلى حدّ بعيد يتجانس السحر هذا مع ظاهرات راهنة كالشعبويّة والتعصّب وانفلات وسائل التواصل الاجتماعيّ وشيوع التشهير وتراجع النقاش العقلانيّ العامّ، فضلاً عن المحنة الكونيّة التي تئنّ تحتها قيم التنوير.

نرى السحر هذا في «اللغة»، المعلنة والضمنيّة، التي تواجهنا بها الحرب الإسرائيليّة. ذاك أنّنا كي نتقبّل الحرب تلك بوصفها «دفاعاً عن النفس»، ينبغي أن نتقبّل أموراً، لا تُتَقبّل، بوصفها من طبيعة الأشياء. من ذلك قتل الأطفال بالكثرة التي يُقتلون فيها، بل تقبّل القتل ذاته كمسألة عَرَضيّة ينبغي ألاّ تُحتسب في الحروب، وأنّ لا تحكم الحروبَ تلك قوانين، فيما يكون تهجير السكّان تفصيلاً آخر لا يحتلّ في مراتب الأهميّة موقعاً ملحوظاً. ويهبط بنا تسحير العالم والمعاني إلى تأويل بعض السياسات المباشرة والإجرائيّة. هكذا تَرسم النسخة الأكثر رسميّة عن تلك الحرب صورة لنتنياهو بوصفه القائد العارف والمتفاني، وهذا علماً بأنّ أيّة محاكمة عادلة لدوره تجعل بقاءه في منصبه أمراً شديد الاستهجان. والحال أنّ الميل التسحيريّ في إسرائيل يستند، في جانب كبير منه، إلى ظروف النشأة الإسرائيليّة الأولى وما تستدعيه من إنكار «تأسيسيّ» لأعمال التطهير العِرقيّ المبكر التي نزلت بالفلسطينيّين. لكنّه يغرف أيضاً من الجيب الأسطوريّ المتضخّم في السرديّة الصهيونيّة، لا سيّما ما يتعلّق منها بـ»أرض الميعاد»، ناهيك عن افتعالات لاحقة لا يسهل هضمها، كالتوفيق بين «يهوديّة الدولة» و»ديمقراطيّتها». فإذا صحّ أنّ السحر ليس مجرّد أكاذيب، إلاّ أنّه يمهّد طريق الأكاذيب دون انقطاع، ودون انقطاع يحتاجها.

أمّا في الجانب الحمساويّ، حيث تشتغل الخلفيّة الخرافيّة بقوّة أكبر وأكثر أوّليّةً، فتنشأ لـ»النصر» حسبة غريبة يُحذف منها وقوع الأرض تحت الاحتلال، وموت البشر بالآلاف، ودمار المدن والبيوت والمنشآت. ولأنّ هذا واقع قاهر ومُلحّ يستحيل تجاهله، فيما «النصر» السحريّ مستقلّ عنه، يحلّ هذا التجاوُر العجيب بين «يا ويلتاه» و»وا انتصاراه».

والسحر هذا له أصوله السابقة على «حماس»، حيث حاولت حركات تحرّر وطنيّ كثيرة أن تلتفّ على الفارق الضخم بينها وبين الجيوش في امتلاك التقنيّة وأدوات القتل. هكذا، وفي هذه الحروب «غير المتماثلة» (asymmetric)، طُوّرت معادلة تقول: بشرُنا في مقابل سلاحهم. وعلى هذا فإنّ القتل الأكثر يعطينا شهداء أكثر وتعاطفاً دوليّاً أكبر، ومن ثمّ انتصاراً مؤزّراً.

لكنْ ربّما كان أقوى استخدام للسحر، بوصفه تمرّداً ظافراً على العقل، تقديم ذاك الشطر من اليمن الذي يسيطر عليه الحوثيّون بوصفه مصدر أمل لا ينضب في إحراز النصر على الدولة العبريّة. فكأنّنا نقول، والحال هذه، إنّ الحروب الأهليّة في بلد واحد مصدرٌ لخلاص وطنيّ يطال بلداناً أخرى، وإنّ الوعي القوميّ الذي يفضي إلى التضامن مع غزّة إنّما ينبثق من أشكال وعي سابقة كثيراً على القوميّة، أمّا الحكم غير الصالح بتاتاً في بلده فهو الذي يملك الصلاح المرجوّ لبلدان أخرى، وهذا فيما إنهاء كارثة بعينها لا يحقّقه إلاّ تعميم الكارثة على نطاق كونيّ يهدّد بتدمير كلّ شيء وبتحويل موضوع غزّة إبرةً في قشّ العالم.

أمّا الوظيفة المحدّدة التي يخدمها السحر هنا فتحويل أنظارنا عن حقيقة البُعد الإيرانيّ بوصفه الجامع الفعليّ بين «الحوثيّين» و»حزب الله» والميليشيات الشيعيّة في العراق. هكذا يغدو مطلوباً منّا، نحن المسحورين، أن نصدّق أنّ هؤلاء وحدهم، دون سواهم في هذا العالم العربيّ الرحب، هم الذين امتلكوا ويمتلكون «الشرف والأصالة العربيّين».

لقد سبق لغورجياس، الفيلسوف الإغريقيّ السفسطائيّ، أن صاغ موقفه المعرفيّ بثلاثة إنكارات للحقائق الموضوعيّة. فهو قال إنّ ما من وجود لها أصلاً، لكنْ حتّى لو كانت هناك حقائق موضوعيّة فإنّها غير قابلة لأن تُعرف، وحتّى لو أمكن أن تُعرف فسيكون مستحيلاً توصيلها بالكلمات.

فبحسب غورجياس، ليس هناك كائن حقيقيّ ولا عارف حقيقيّ ولا متكلّم حقيقيّ، أمّا الحقيقة فيمكن اختزالها إلى رأي، والواقع الموضوعيّ يمكن ردّه إلى ظهور ومظهر ذاتيّين، وإذ يمسي العقل مجرّد عقلنة للرغبات والمصالح، تغدو الكلمات مجرّد أسلحة.

... ربّما كان غورجياس، في عالم العنف والتعصّب وليّ عنق المعاني، على حق

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دور السحر في الحرب الراهنة على غزّة دور السحر في الحرب الراهنة على غزّة



GMT 19:57 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

من «الست» إلى «بوب ديلان» كيف نروى الحكاية؟

GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 19:29 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

الكتب الأكثر مبيعًا

GMT 11:46 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسى والتعليم!

GMT 19:13 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أصالة ودريد فى «جوى أورد»!

إطلالات محتشمة بلمسات الريش وألوان ربيعية تزين إطلالات النجمات

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:05 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 00:13 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 13:01 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 11:57 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 21:25 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 13:59 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العقرب الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 13:52 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 13:18 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

خبير بريطاني يعلن عن اكتشاف "خنافس غامضة" عمرها 4000 عام

GMT 00:08 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

وزارة الصحة التونسية توقف نشاط الرابطة الأولى

GMT 21:41 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

تسريحات شعر قصير للعروس في 2022

GMT 23:54 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

المغربي حمد الله يفوز بجائزة الأفضل في شهر آذار

GMT 11:21 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

أبرز اتجاهات الموضة لفساتين السهرة هذا الموسم

GMT 20:32 2023 الأربعاء ,05 إبريل / نيسان

خطوات بسيطة للعناية بالشعر الأسود

GMT 23:34 2020 الأربعاء ,24 حزيران / يونيو

إلغاء ماراثون برلين 2020 بسبب كوفيد-19
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon