مسائل في ثقافيّات الحرب
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

مسائل في ثقافيّات الحرب

مسائل في ثقافيّات الحرب

 لبنان اليوم -

مسائل في ثقافيّات الحرب

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

في عددها الصادر يوم الأحد الماضي، في 7/4/2024، نشرت «هآرتز» الإسرائيليّة تحقيقاً كتبته جودي مالتز، مراسلة الجريدة لشؤون يهود العالم. التحقيق الذي حمل عنوان «بعد ستّة أشهر: كيف حوّلت 7 أكتوبر وحرب غزّة اليهودَ عبر العالم»، رصد انعكاس هذين الحدثين الكبيرين على حياة أفراد يهود توزّعوا على النحو التالي: 7 في الولايات المتّحدة، 2 في الأرجنتين، 2 في أستراليا، 2 في بريطانيا، 2 في جنوب أفريقيا، 2 في كندا، و1 في كلّ من أوكرانيا وتركيّا وأوغندا وتشيلي وفرنسا وإيسلندا وإيطاليا وألمانيا.

وهؤلاء الذين استُفتوا ينقسمون إلى 14 امرأة و11 رجلاً، تتفاوت أعمارهم بين 22 و75 سنة، وهم متزوّجون وعازبون، ومتزوّجات وعازبات، وفيهم المؤمنون وغير المؤمنين. لكنّهم أيضاً يتوزّعون في مواقعهم الاجتماعيّة والمهنيّة على خريطة شديدة الاتّساع: فهناك من يعمل في التلفزيون، ومن يعمل في مركز اجتماعيّ حسيديّ، ومن هو طالب دكتوراه في اللغويّات ومن هو مساعد طبّيّ. وبينهم المؤرّخ والموظّفة في مؤسّسة لدفن الموتى والحاخام والمدير في شركة عقارات والمؤرّخ والأستاذ الثانويّ والطبيبة البيطريّة ومديرة البنك وفنّانة وأستاذ علم اجتماع متقاعد...

أمّا الآراء التي عبّر عنها هؤلاء فلا تقلّ اتّساعاً وتنافراً عن المواقع التي صدروا عنها. شابّ أستراليّ يقول: «لقد توقّفتُ عن التحدّث إلى أهلي حول بعض القضايا بالغة الصعوبة». شابّ أميركيّ يضيف: «التلاقي مع يهود مؤيّدين للفلسطينيّين ممّن يشاركونني الرأي كان تجربة مؤثّرة جدّاً». سيّدة تركيّة تحتجّ: «كلّ شيء جيّد [في تركيّا] شرط أن نبقى صامتين. أيّ وطن هو هذا؟». مؤرّخ أميركيّ يُدين: «أظنّ أنّ انتقام إسرائيل [من 7 أكتوبر] هجوم إباديّ». سيّدة أميركيّة تنتقد: «ردّ إسرائيل لم يكن مساعداً. قتل هذا العدد الكبير من الناس دون تمييز لا يبدو لي [عملاً] يهوديّاً». سيّدة فرنسيّة تتحدّى: «قبلاً لم أُحسّ أبداً بالحاجة إلى وضع نجمة داوود حول عنقي، لكنّني منذ 7 أكتوبر أشعر بذلك». حاخام أميركيّ ينشقّ: «لا يصلني الإحساس بالتعاطف مع ما يعانيه الناس في غزّة. لقد حوّلني هذا الأمر إلى مناهض للصهيونيّة». سيّدة إيطاليّة تغضب: «المنظّمة النِسويّة الرئيسيّة في إيطاليا رفضت إدانة العنف الجنسيّ ضدّ النساء الإسرائيليّات». سيّدة ألمانيّة تصف السير في شوارع ألمانيا بما كان عليه «قبل وصول النازيّين إلى السلطة».

علاقة واحدهم وواحدتهم بالأهل والأصدقاء وزملاء العمل عرضة للنقاش وللتفكير. علاقتهم بالمكان نفسه، من مكان الإقامة إلى الوطن، كما علاقتهم بإسرائيل، مواضيع للتأمّل. انعكاس الحدثين على الإقامة والعمل والأمن والهجرة هي كلّها مسائل مطروحة. أمّا العناوين العامّة الأكثر حضوراً وتواتراً، أو التي يصلنا حضورها على نحو مُداور، فربّما جاز فرزها إلى أربعة:

- نهاية العلاقة بين الاتّجاهات اليساريّة والتقدّميّة وبين الصهيونيّة،

- اختلاف بين أجيال يهود العالم حيال إسرائيل، حيث يغلب التعلّق بين الأكبر سنّاً وينمو النفور والتنصّل عند الأصغر سنّاً،

- أزمات تحيط بأوضاع اليهود في الجامعات خصوصاً،

- عسر العلاقة المستجدّة بين الفنّانين والفنّانات اليهود وبين عالم الفنّ ومجالاته.

بطبيعة الحال ليست «هآرتز» إسرائيل، فهي لا تعدو كونها صوتاً لشريحة ضيّقة من مجتمعها الذي عصف به التطرّف والقسوة، بل ربّما كانت أعلى الأصوات المناهضة لنازع الإبادة الذي يستولي على الدولة العبريّة. لكنّها، مع هذا، صوت حاضر ينقل عالماً متعدّداً وناقداً وعابراً للحدود في الآن نفسه.

أمّا ما ينمّ عنه سلوك «هآرتز»، في هذا التحقيق، كما في مقالات وأعمال صحافيّة أخرى كثيرة، فتصوّرٌ ثقافيّ مسكون بأحوال البشر أفراداً وجماعات، بتحوّلاتهم الكبرى كما بأوضاعهم الحميمة التي تظهّرها المنعطفات التاريخيّة. لكنّه مسكون أيضاً بفكرة أنّ البشر حين يكونون أحراراً يكونون مختلفين، فهم لا يفكّرون تفكير من صُبّوا في قالب واحد، أو تفكير من أُجبروا على ترداد رواية جماعيّة بعينها.

ومدهشٌ، في المقابل، كم أنّ ثقافتنا، من خلال وسائطها، فقيرة في اهتمامها بإظهار اختلافنا وتعدّدنا، وبإظهارنا مختلفين ومتعدّدين. ذاك أنّ ما يستحوذ عليها هاجسُ تقديمنا صوتاً واحداً مرصوصاً لا ينشز عنه إلاّ خائن أو عميل.

أسوأ من ذلك أنّ أوضاع الناس وآراءهم، في ظروف مصيريّة كهذه، ليست على الأجندة الثقافيّة أصلاً. يصحّ هذا في ما خصّ تناولَ المقيمين في بلدانهم، مثلنا يصحّ في ما خصّ تناول المهاجرين، حيث بات هناك ملايين العرب والمسلمين في أربع رياح الأرض. فهل هؤلاء لا يتأثّرون في أجسادهم وإقامتهم وعملهم وصلاتهم مع سواهم، أم أنّ تأثّرهم لا يحمله انشغالنا الثقافيّ على محمل الجدّ، هو المُكرّس لفضح ازدواجيّة الغرب ونبش المواضي الكولونياليّة؟ وهذا حين نرتاح قليلاً من مسائل «الحداثة والأصالة» و»الإبداع والاتّباع»!

فما يتبدّى اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أنّ المسافة الفاصلة بين البشر الفعليّين والبُنى التحتيّة لـ»ثقافتنا» من عيار فلكيّ. فالناس، وفق هذه الأخيرة، كتلة من حجر، ولدينا وفرة في الإنسان – القوم وندرة في الإنسان – الفرد أو حتّى الإنسان – الجماعة، فيما لا يزال القدرُ يحجب الحياةَ في تجاربها وعلاقاتها والشكل الخاصّ لتماسّها مع العالم.

وفي انتظار أن يوقظنا موقظ من «قيلولتنا الدوغمائيّة»، بحسب عبارة شهيرة قالها كانط عن هيوم، سوف نمضي بخطى ثابتة إلى المجد «ما دمنا نقاوم»!

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسائل في ثقافيّات الحرب مسائل في ثقافيّات الحرب



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 06:26 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ونصائح لتزيين المنزل مع اقتراب موسم الهالوين

GMT 15:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

"FILA" تُطلق أولى متاجرها في المملكة العربية السعودية

GMT 19:48 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

نصائح للتخلّص من رائحة الدهان في المنزل

GMT 05:12 2022 الإثنين ,13 حزيران / يونيو

أفضل العطور الجذابة المناسبة للبحر

GMT 19:56 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

الأحزمة الرفيعة إكسسوار بسيط بمفعول كبير لأطلالة مميزة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon