قوافل اللاجئين وصورة الغرب الكريه
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

قوافل اللاجئين وصورة الغرب الكريه

قوافل اللاجئين وصورة الغرب الكريه

 لبنان اليوم -

قوافل اللاجئين وصورة الغرب الكريه

بقلم : حازم صاغية

منذ أواخر القرن التاسع عشر، بدأ مثقّفون عرب يهاجرون إلى أوروبا، أو يختارون منافيهم فيها. وفي باريس تحديداً، أسّس الأفغانيّ وتلميذه محمّد عبده مجلّة «العروة الوثقى» التي كان أبرز أهدافها، وفقاً لثانيهما، «صون استقلال الشعوب الشرقيّة من عدوان الدول الغربيّة، وإقلاق بال الحكومة الإنكليزيّة حتّى ترجع عن أعمالها المثيرة لخواطر المسلمين». واستمرّ تدفّق المثقّفين والمتعلّمين وطالبي العلم إلى فرنسا وبريطانيا، ولاحقاً الولايات المتّحدة. ومن هؤلاء، خصوصاً أبناء الأعيان المدينيّين والريفيّين، جاء كثر من صنّاع القرار في بلداننا.

لكنّ هذه الهجرة التي كان لها الإسهام الأكبر في ما سُمّي «النهضة العربيّة»، لم تقدّم من المعرفة بـ»الغرب» ما يُذكَر. فما قيل فيه وفي تجربته لا يعدو كونه وصفاً إنشائيّاً وبرّانيّاً يصعب اعتماده مصدراً للفهم والتأويل. مع هذا، وفي صيغ مختلفة عمّا كتبه محمّد عبده، انجذبت رموز تلك النخب إلى هدف واحد تعلّمته في الغرب، هو المساواة. ولأنّ المذكورين صادرون عن أمم مستعمَرة، بدا الاستقلال الفوريّ بلا أيّ تدرّج شرطاً للمساواة. وبالطبع، كان لرياح ثورة 1917 الروسيّة أن عزّزت المطالبة بالمساواة والاستقلال الفوريّين. فحين صعد، في الثلاثينات، أقصى اليمين الأوروبيّ، المعادي للديموقراطية التي لم تتوطّد إلاّ في البلدان الاستعماريّة، تعاظم الطلب على مساواة واستقلال فوريّين يُنتزعان من أمم استعماريّة وديموقراطيّة في آن.

وكان لهذا أن أضعف «الديموقراطيّ» في «الوطنيّ»، كما وطّد القطيعة بين الوطنيّة، الغربيّة المصدر، ومقدّماتها: فإذا صحّ ألاّ يمرّ إلحاحنا على الاستقلال والمساواة الفوريّين بإحداثنا اكتشافات جغرافيّة وباختراعنا الطباعة وبإنجازنا ثورة دينيّة وأخرى صناعيّة، ممّا فعله الغرب، لم يصحّ إرفاق الإلحاح بذاك الجهل والتجهيل بالتاريخ الأوروبيّ المفضي إلى تلك القيم التي نطلبها فوراً لنا.

ومع الهجرات اللاحقة للستينات والسبعينات، بقي الجهل والتجهيل سيّدين. فاليد العاملة المهاجرة استغرقها همّ اندماجها الذي أسفر عن قصص نجاح مؤكّد، قبل أن تصعد الهويّات والأصوليّات، إلاّ أنّ تجربتها لم تنتج معرفة بعالمها الجديد، وبأنماط حياته وصيروراته الديموقراطيّة. أمّا القليل الذي أُنتج فتناول تعريفنا «بنا»، أكثر كثيراً ممّا طاول تعريفنا «بهم».

وأسوأ من هذا، بدا نزوح الرساميل النفطيّة غرباً، وهو ما ترجّحت تأثيراته بين أسعار العقارات والعلاقات بين الدول والحكومات، إلاّ أنّه لم يحسّن المعرفة بالغرب مليمتراً واحداً. وأسوأ الأسوأ أنّ مشاريع بحثيّة وإعلاميّة لا تُحصى نشأت في باريس ولندن وواشنطن، غالبيّتها الساحقة نطقت بالعربيّة، ومعظمها صدّ أبوابه عن الاحتكاك بـ»الأجانب» والتفاعل مع تجاربهم.

إذاً، لم يعلّمنا المسار الممتدّ قرناً ونصف القرن ما يستحقّ الذكر عن السياسة وكيفيّاتها في مجتمع حديث، ولا عن أحوال المرأة والدين وسوى ذلك. لكنّه، فوق هذا، فصل فهمنا لـ»الغرب» عن طلب العلم أو العمل فيه، وعن الاستثمار الآمن لديه، فلم يبق من معنى لذاك الغرب سوى كونه سياسة استعماريّة وقوّة تعادينا. وتوكيداً لهذا التلخيص، حضر قيام إسرائيل ثمّ النزاع معها حجّةً دامغةً لقطع الشكّ باليقين، فانشغل بها المثقّفون «العرب» في المهاجر عن مسألة الهجرة، بل عن تفكير أوضاعهم الوطنيّة في بلدانهم نفسها. فالمهمّ إثبات أنّ الغرب هو ما يناوئ، بالقوّة والعنف، استقلالنا عنه ومساواتنا به، وأنّه لا يجيد سوى تقسيمنا وإرسال الجيوش والأساطيل وإقامة القواعد وتعزيز إسرائيل. فهو، بالتالي، ما اختزلناه إليه على صورة الضدّ لحقوقنا ومطامحنا.

واليوم، يتبدّى ذاك الجهل أحد مرتكزات العالم الذي تكشّف عن لجوء العرب المعذّبين إلى الغرب بمئات آلافهم. فهؤلاء الضحايا الذين سعوا ببساطة إلى الحياة، وقضى بعضهم في البحر غرقاً، دفعوا، في ما دفعوه، أكلاف «أساتذة» سبقوهم ولم يعلّموهم كيف أنّ بشّار الأسد وأمثاله لا يصلحون حكّاماً حتّى لو قالوا إنّ الغرب عدوّنا. وما هو أدنى طموحاً أنّ أولئك «الأساتذة» الذين لم يؤسّسوا لدينا وعياً طارداً للاستبداد، لم يتركوا لمواطنيهم الذين فرّوا ويفرّون اليوم من وطأة الطغيان والفقر والحروب الأهليّة، عشر صفحات «مانيويل» تساعدهم على العيش في مجتمعات حديثة عاشوا هم فيها وتعلّموا وعملوا، لكنّهم لم يُخبرونا عنها سوى أنّها مصنع للعداء والكراهيّة.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قوافل اللاجئين وصورة الغرب الكريه قوافل اللاجئين وصورة الغرب الكريه



GMT 17:43 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

كيف نربّي مناعة حيال إسرائيل؟

GMT 07:10 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان المُحيّد عسكريّاً والمصارحة المطلوبة بين اللبنانيّين

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

انطباعات أوّليّة وسريعة وغاضبة على هامش الحرب

GMT 18:52 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

عن أيّام لبنان السوداء و«الشماتة» وأمور أخرى

GMT 22:13 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

الحقّ الفلسطيني وحياة القادة وموتهم!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon